مقالات دينية

في زمن الصوم

في زمن الصوم 
في زمن الصوم
إعداد / جورج حنا شكرو
” ادخلوا من الباب الضيق، لأنه واسع الباب ورحب الطريق الّذي يؤدّي إلى الهلاك، وكثيرون هم الّذين يدخلون منه!” ( متى 13:7).
إذا دخلنا من الباب الضّيّق الّذي يرمز إلى الجهاد الرّوحي والسّير خلف المسيح حاملين صليب الحبّ، تسنّى لنا أن ننتبه ونحذر من العثرات. سنحترس أكثر في كيفيّة الدّخول ونجتهد للوصول بخطى ثابتة إلى الحياة. كما سيتاح لنا أن نتبيّن بدقّة السّبيل المؤدّي إلى الرّبّ. وأمّا الدّخول من الباب الواسع الّذي يفضّله كثيرون، فقد تغرينا رحابته وتمنعنا من ملاحظة الكثير من الأمور الّتي تحول بيننا وبين الرّبّ.
قد يؤلمنا الدّخول من الباب الضّيّق، والطّريق إلى الحياة شاقّة وصعبة، إلّا أنّها ترتسم صعوداً. وأمّا الآخر الرّحب فتنحدر بنا سبله إلى أسفل، حيث السّعادة خدعة والحياة أنفاس حزينة. من اختار الباب الضّيّق، اختار أن يرتفع إلى مجد المحبّة حيث تتجلّى الكرامة الإنسانيّة بأبهى جمالها. ومن اختار الباب الواسع فلقد شاء الفناء والاضمحلال. “ما أضيق الباب وأكرب الطريق الّذي يؤدي إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه!” ( متّى 14:3). فكثيرون غارقون في الوهم ويدّعون السّعادة وربّما ما زالوا يبحثون عنها خارجاً عن السّيّد. وقليلون مستعدّون للسّهر والتّعب والجهاد في سبيل الحبّ الأسمى.
أيّها المسيح الحبيب، أيّها الحبّ غير المدرك، زدنا حبّاً وعزيمة وإرادة حتّى نسير خلفك فقط غير آبهين بكرب الطّريق، مستعدّين أبداً لملاقاة وجهك الحبيب. يا من أنت رفيق الدّرب وفرح الطّريق ونعمة الحياة. أنت الّذي يليق بك كلّ حبّ ومجد وإكرام وسجود، مع أبيك وروحك الحيّ القدّوس. الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين. أمين.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!