الوقت الضائع وقوة فلوسنا
الوقت الضائع وقوة فلوسنا
د.نزار محمود
ليس المعني هنا الوقت الضائع في لعبة كرة القدم، انما المعني هو الوقت الضائع في حياة الشعوب والأمم الذي تراكمه عوامل وأسباب كثيرة، وينتج عنها تداعيات كارثية في أحيان كثيرة.
ما الذي يسبب ضياع الوقت في حياة الشعوب والأمم؟
هناك جملة من الأسباب والعوامل المتنوعة في مجالاتها التي تسبب ضياع الوقت لدى الشعوب والأمم، منها:
السياسية المتمثلة بعدم نزاهة أو اخلاص أو كفاءة الماسكين بسلطاتها.
الاقتصادية في سوء ادارة الموارد المتاحة واستثمارها
الثقافية التي لا تفهم للزمن من معنى ولا تقيم له وزناً
الاجتماعية في تناحراتها الطبقية
الاخلاقية في اضاعة المال اللازم للبناء والتنمية من خلال السرقة والفساد
التربية في فسادها والتعليم في عقمه.
ما هي تداعيات ضياع الوقت؟
لضياع الوقت تداعيات كارثية، حيث تتخلف مجتمعاته أو تراوح في مكانها وتمضي الأخرى في بناء وتقدم. ومع الأيام تصبح مجتمعات التخلف ضعيفة وذيلية تفقد الدور والمبادرة.
متى وكيف يمكن تجنب ضياع الوقت وتعويض الضائع منه؟
انطلاقاً من تجنب أسباب ضياع الوقت يمكن التعامل بالتالي مع كل ما يسبب ذلك الضياع. فالإدارة السياسية الأمينة والمقتدرة تكون قادرة على تهيئة أجواء تشريعية عادلة وأمنية حريصة تساهم في استقرار البلاد ودفع قوى انتاجه الى استخدام الزمن في الانتاج والبناء والتقدم.
ان توفر هذا الشرط الأساسي سينعكس في طبع الثقافة السائدة في المجتمع في حرصها على الاستفادة من الزمن المتاح وعدم إهداره. كما أنها ستنعكس في قيمه التربوية والتعليمية ومنظومات اخلاقياته الموجهة والرادعة وما يحكم المجتمع من عدالة.
سألني ولدي مرة، وكان ما يزال صغيراً في السن: يا أبي لماذا عملة بلادنا ضعيفة قدرتها الشرائية؟ حدقت في عينيه، وأجبته بما اعتقدت انه سيعينه على فهم الأمر: با ولدي، لأن قيمة ما ننتجه في ساعات عمل اليوم الواحد ليس كبيراً، قياساً بقيمة ما ينتجه الآخرون أصحاب العملات القوية!
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.