النخب العراقية وامتحان المواجهة
أ . د . سامي جودة الزيدي
أن مشكلتنا في عقولنا وليست في الممارسات التي نقوم بها إذا أن ما نؤمن به وما نتبناه ينتج عبر سلوكياتنا التي تحدد مستوى فهمنا للحياة والمستقبل ، أن العقل العراقي اليوم يمر بأزمة حقيقية من تراجع الوعي والقراءة الفاعلة للحاضر والمستقبل ، فبعد مرور اكثر من عشرين عاما على التحولات السياسية في العراق لم ندرك بعد حجم الخسارات التي منينا بها لأننا لم نستوعب الدروس ولم نعتبر بجدية لما يراد منا .
أن الفشل حالة طبيعية إن كان محاولة للنجاح ، اما تكرار الفشل متعمدا فتلك أزمة حقيقية ، لعل من اسبابها غياب النخب الفاعلة وأنزواء المثقف في خانة اليأس والاحباط ، وتسليم الأمر بخنوع للفاشلين والمرتزقة والوصوليين ليعيدوا تكرار المشهد بكل انكساراته .
أن اليأس والاحباط مرض يصيب الشعوب والامم عندما تصل إلى عدم القدرة على انتاج فعل يجعلها حية كما الامم ، فتتقاعس وتنزوي وتتراجع عن إداء مهامها لانتاج حاضر نهضوي وطموحات واهداف مستقبلية .
أن نهوض الامم وتفاعلها في المشهد الانساني يتوقف على مقدار إنتاج نخبها ومفكريها وفي حرصهم على قيادة ألامة ، واعادة انعاش الامل في مفاصلها لتعيد التفكير في قيمتها الانسانية ووجودها الفاعل في إنتاج حياة فاعلة .
أن نضوج الوعي يحتاج إلى مرحلة من البذل والاجتهاد تقوم بها النخب التي تشعر بمسؤوليتها تجاه ألامة ، فالنخب لا تنتقد وحسب إنما تشخص لتضع الحلول ، وتبتكر الطرق والاليات للخروج من الأزمات ، وقد يطول الطريق وتكل الأقدام ولكن لا تموت الهمم ، أن ما يستفزنا اليوم هو تأخرنا وتراجعنا عن شعوب العالم في كل المستويات ، وقد لا يستفز ذلك إلا المثقفين ونخب ألامة ، الذين يضطلعون بمهام ثقيلة في توعية الجماهير وخلق قيم تتناسب والحضارة العالمية بكل اشكالها .
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.