مقالات دينية

المبالغة في طريقة دفن أجساد المؤمنين 

المبالغة في طريقة دفن أجساد المؤمنين 
إعداد / جورج حنا شكرو
May be an image of 1 person and beard
الإنسان الذي يموت ، يموت بالجسد فقط ويعود الجسد إلي التراب الذي أخذ منه ، أما الروح فمكانها السماء ، أما الجسد الميت فلا قيمة له عند الله علي الإطلاق . فتزيين القبور وعبادة الأجساد تخرج عن دائرة الإيمان المسيحي . ويكفي أن القديس أنطونيوس أوصي تلميذه أن يدفنه تحت الأرض ولا يعرف أحد مكان قبره ، وهو أيضا الذي جحد تكريم الأجساد وازدري بالذين يعطونها ما ينبغي أن يعطي للأرواح من كرامة . وأيضاً بخصوص موت موسي ودفن جسده في التراب وإخفاء قبره بأمر إلهي مكتوب هكذا:
+«وَصَعِدَ مُوسَى مِنْ عَرَبَاتِ مُوآبَ إِلَى جَبَلِ نَبُو، إِلَى رَأْسِ الْفِسْجَةِ الَّذِي قُبَالَةَ أَرِيحَا ، فَأَرَاهُ الرَّبُّ جَمِيعَ الأَرْضِ (أرض الموعد ) … وقَالَ لَهُ الرَّبُّ : هذِهِ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ قَائِلاً : لِنَسْلِكَ أُعْطِيهَا . قَدْ أَرَيْتُكَ إِيَّاهَا بِعَيْنَيْكَ (رمز الناموس) ، وَلكِنَّكَ إِلَى هُنَاكَ لاَ تَعْبُرُ . فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ . وَدَفَنَهُ (الرب بواسطة ملاك) فِي الْجِوَاءِ فِي أَرْضِ مُوآبَ ، مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ . وَلَمْ يَعْرِفْ إِنْسَانٌ قَبْرَهُ إِلَى هذَا الْيَوْمِ ».(تث١:٣٤-٦)
وفي التقليد الكتابي معروف أن الملاك ميخائيل كان منوطا به حفظ سرية قبر موسي ، ولكن الشيطان أراد أن يكشف المكان لكي يعبده بنو إس*رائي*ل فقاومه الملاك بشدة وإليك الموقعة:
+«وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجًّا عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ : لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ».(يه٩)
ويقول ق. بطرس معلقاً علي أمر الأجساد وغيرها:
+« فَبِمَا أَنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى ؟ ».(٢بط١١:٣)
وقد أعطي الله لموسي أمرا أن يموت وحيدا:
+« وَمُتْ فِي الْجَبَلِ الَّذِي تَصْعَدُ إِلَيْهِ ، وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِكَ ، كَمَا مَاتَ هَارُونُ أَخُوكَ فِي جَبَلِ هُورٍ وَضُمَّ إِلَى قَوْمِهِ ».(تث٥٠:٣٢)
إلي هذا الحد كان اهتمام الله الشديد أن لا يعرف أحد مكان قبر موسي خوفا من عبادة الأجساد، أما الادعاء أنها مجرد تكريم فتكريم الأجساد عبادة ولا كرامة إلا للروح التي تسكن الأعالي وليس للقبور وجحور الأرض.
يا ليت الكنيسة تبطل عبادة الأجساد أن كانت حقا كنيسة القديس أنطونيوس ، وتكون المناسبات كلها تعيدا للروح المنتقلة إلي السماء والصلاة لنوال الشركة المقدسة التي نالتها مع المسيح في السماء . فالشعب لا يفرق الآن بين الجسد والروح بسب هذه العادات التي كرستها الكنيسة . والله يعلم وحده لماذا أقيمت عادات تكريم وتقديس الأجساد . فهل من عودة إلي حياة روحية صافية لتنوير الشعب ؟
*الاب متى المسكين*

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!