مقالات دينية

القــيامة وآلإنخَــطاف 

القــيامة وآلإنخَــطاف 
                             إعداد / جورج حنا شكرو
كتب أخ يسأل :
” هل يوجد إختلافٌ في فكر آلسيِّدِ آلمسيح، له آلمجد، وآلقديس بولس حول آلحياة آلأبدية وآلقيامة ؟. أُلاحظُ أنَّ آلكثير يتحَدَّث عن  الإنخـطاف 
•! القيامة والإنخطاف  
موضوع آلقيامة وآلإنخطاف يتعَّلقُ بِـ ” مجيء آلرب يسوع “ الثاني بآلمجد . أو ما نسَمِّيه عامَّة ” نهاية آلعالم “. وقد تحَدَّث عنها آلرب حسب إنجيل متى ، السفر قبل الأخير للعهد آلجديد ، ومار بولس في أول سفرٍ للعهد آلجديد وهو رسالته آلأولى إلى أهل تسالونيقي ، الحديثِيِّ آلعهد بآلأيمان . كان مصير آلأموات عندهم بعد آلأيمان مجهولا أو غامِضًا فكانوا شبه يائسين . فكتب لهم يُطمئنُهم ” لا أُريدُ أن تجهلوا مصير آلأموات لئلا تحزنوا كسائر آلناس .. سينقلهم آلله بيسوع ومعه ” (1 تس4: 13-14) . ويؤَّكدُ أنَّ آلمؤمنين بالمسيح الذين عاشوا بموجب تعليمه سيكونون معه ، ويقول 
” سينزلُ آلمسيحُ أولاً من آلسماء، فيقومُ أوَّلاً الذين ماتوا في آلمسيح، ثم إِنَّنا نحن آلأحياء الباقين سنُخطفُ معهم في آلغمام لمُلاقاة آلمسيح في آلجو، فنكون هكذا مع آلرب دائمًا وأبدًا. وليُشَدِّدْ بعضُكم بعضًا بهذا آلكلام “ (1تس4:  16-18).    
لم يتطَرَّق مار بولس إلى آلدينونة آلعامة . بل فقط إلى مصير آلمؤمن آلأمين لتعليم آلمسيح . إنَّما أشار بصورة غير مباشرة إلى أن مصير آلأنسان  آلأبدي آلفردي يتقرر عند آلموت ، بحيث عند مجي آلرب لا يخضعُ آلمُخَّلَصون للمحاكمة ثانية ، بل يسبقون آلأحياء في آستقبال آلرب وآللقاء به . بينما آلأحياء الأُمناء للرب ، ذكر عنهم فقط أنَّهم سيُخطفون مع آلمُخَلَّصين ، للقاء آلرب وآلعيش سويَّةً معه للأبد . لذا شجَّعهم على الأيمان ، وطلب أن يثبتوا على سماع وصايا آلرب يسوع ، وأن يتقيدوا بها بثقة وطُمأنينة.
•! نهاية آلعالم 
أما نهاية آلعالم فتحدث عنها مار بطرس حيث قال
 في يوم آلرب يُدَوّي قاصِفٌ، تنحَلُّ آلعناصر مُحترقةً، وتُحاكَمُ آلأرضُ وما فيها من آلأعمال … تنحَلُّ آلسماوات مشتعِلةً ، و تذوبُ آلعناصرُ مضطرمةً ، غير أننا ننتظرُ ، كما وعد آلله ، سماواتٍ جديدةً وأرضًا جديدة يُقيمُ فيها آلبر ..” وسبَّقها بتحذير ” وإن كانت جميعُ هذه آلأشياء ستنحَلُّ على ذلك آلوجه، فكيف يجبُ عليكم أن تكونوا في قداسةِ آلسيرة وآلتقوى “ (2بط3: 10-13). نلاحظُ أن بطرس يُرَّكزُ على آلتحذير من آلتعلُّق بآلأرضيات التي ستزول ، وآلدعوة إلى قداسة آلسيرة.
•! القيامة أو الدينونة آلعامّة 
هنا صوَّر متى نهاية آلعالم في شكل آلمحكمة آلإلهية حيث يدين آلله آلبشرية جمعاء ، لا فقط آلمؤمنين به . ويُحاسبُ آلشعوبَ وآلأمم على أعمالهم ، كما قال مار بطرس ” تُحاكَمُ آلأرضُ وما فيها من آلأعمال”. لقد قال يسوع بأنَّه جاءَ ليُحاسبَ آلعالم ، ” أتيت إلى آلعالم للدينونة “ (يو 9: 29). لقد صدر حكم آلدينونة على ابليس آلمُجَّرب (يو16: 11). وإذ ” جلبت معصية آدم الدينونةَ على جميع آلبشر” (رم5: 18)، فجميعُهم سيُدانون (2تس2: 12) ، سيأخذ كلُّ واحد حقه آلعادل : ألظالمُ وآلمظلوم، الخاطيءُ وآلبار. لم تتم آلعدالة دومًا على
آلأرض، ستتم لا محالة في آلسماء. من تعَذَّب هنا من أجل آلحق والبر سيتنعم هناك، ومن تنعَّم بخيرات آلعالم هنا وأهمل آلحق وآلعدل سيتألم (لو16: 25)
لا يتكلم متى عن محكمة تحقيق ، لأن آلله يعرف كل شيء . بل عن إعلان آلعدالة ، وعن أن آلحكم هو على آلأفعال . لقد سبق وأكَدَّ أنْه سيأتي ثانيةً في مجد أبيه : ” فيجازي كل آمريءٍ على قدر أعمالِه” (متى16: 27)، على ما عَمِله أو لم يعمله ” لأخوته آلصغار”. وقبل إعلان آلحكم فصَلَ بين آلأبرار وآلأشرار” كما يُمَّيز آلراعي آلخرافَ عن آلجداء”. أي قد حُكم عليهم منذ أنْ ماتوا . وفي آلنهاية ذهب آلأبرار إلى آلحياة آلأبدية ، وآلأشرار إلى آلعذاب آلأبدي” (متى25: 31-46). لم يعني الحدث بأن آلبشرية كلها ظلت بعيدة عن رؤية مجد وجه آلله ، كما قبل مجيء آلمسيح وموته على آلصليب ، فتنتظر آلدينونة آلعامة . خبرُ لعازر وآلغني يعلن أن آلحكم يصدر مع آلموت : ” مات آلفقير فحملته آلملائكة إلى حضن ابراهيم، ومات آلغني ودُفِن” (لو16: 22). لم يُؤخذ آلغني إلى آلسماء بل بقي في آلقبر يتعذب ،
إنّي مُعَذَّبٌ في هذا آللهيب” (لو16: 24) ، بينما لعازر يتنعَّم.
كل فرد ينال جزاءَه حالا بعد آلموت . أما آلدينونة آلعامة فكانت إعلان آلخلاص أو آلهلاك في نهاية آلعالم ، ويعرف كلُّ واحد بآلآخرين ، لماذا ليسوا معه . ألمظلومون يُطالبونَ آللهَ عدلَه في عقاب ظالميهم وفساد أهل آلعالم : ” فصرخوا بأعلى صوتهم : حَتّامَ ، يا أيُّها آلقدوسُ آلحَّق، تُرجِيءُ آلإقتصاصَ وآلإنتقامَ لِدمائِنا من أهل آلدُنيا ؟. فأُعطيَ كلٌّ منهم حلَّةً بيضاءَ وأُمِروا بأن يصبروا قليلاً إلى أن يتِمَّ عددُ أصحابهم وإخوتهم الذين سيُق*ت*لون مثلَهم “ (رؤ6: 9-11) .
في نهاية آلعالم ستنكشفُ عدالةُ آلله ويُعاقَبُ آلأشرار الذين لم يؤمنوا بآلمسيح ورفضوا سماع كلام آلله ، بل سمعوا ابليس وآقتدوا بأعماله . أُعطِيَت لهم فرصةُ آلتوبة ، و أطالَ آللهُ خُلقَه عليهم ، لكنهم رفضوا آلتوبة
•!  الأبــدية 
أما ” الأبدية “ فلم يختلف معناها بين كلام آلرب يسوع وكلام مار بولس . ليست الأبدية زمنًا يأتي بعد نهاية آلعالم . الأبدية هي سياق حياة آلله التي لا تزول ولا تنتهي . وإذ خلق آللهُ آلأنسان على صورته ونفخَ فيه من” نَفَسِه “ (تك2: 7)، أهلَّه للحياة معه مدى آلأبد . يبدأ الإنسان حياته زمنيًا يوم يتكون في بطن أُمِّه ويولد على آلأرض . ثم يعيشُ فترةً ، تقصُرُ أو تطول ، يستعِدُّ فيها للعودة إلى آلحياة مع آلله دون آنقطاع ، التي خسرها بإِرادته بآلخطيئة ، والتي يطلبُها بآستحقاقات آلمسيح ، ويُجاهدُ من أجلها ويسلك سبيل آلحَّقِ وآلبر إلى أن يبلُغها بعد موت آلجسد    
أما عن الدينونة فإِن كان متى قد صورها لنا على شكل محكمة ، فلنثقَ بعدالة آلله أنَّه لن ينسَ ولن يُهملَ حقَّ آلناس آلأبرار ، كما لا يظلمُ آلأشرار في عقابهم لأنَّهم هم رفضوه ورفضوا آلحَقَّ وآلبر الذي كان يليق بهم كونهم صورة آلخالق . ولن يُجبِرهم على آلتوبة لأنَّه لا يزالُ يُحِبُّهم ويحترمُ حُريَّتَهم في آلإختيار . ربما تندموا لكنهم لم يتوبوا ليُصالحوه
القس بـول ربــان

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!