آراء متنوعة

الحوار الوطني ( ما هو دور الحركة الوطنية العراقية)

الحوار الوطني
( ما هو دور الحركة الوطنية العراقية)

د . ضياء الصفار

لا يخفى على احد ولا سيما المعنيون بالشأن السياسي بأن العراق يمثل عقدة أستراتيجية معقدة صعبة ومهمة في العالم بشكل عام والمنطقة بشكل خاص ،وتتوفر فيه مواصفات وعناصر جيوبولوتيكية تميزه عن دول المنطقة الأخرى مما يوجب على القوى الدولية ولكي تضمن مصالحها في المنطقة العمل على أستقرار النظام السياسي في العراق وعلى العكس مما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية عندما أقدمت على أنهاء النظام السياسي الوطني في العراق وتحطيم بناه التحتية وضرب المنظومة الأخلاقية للمجتمع العراقي وتدميرالقاعدة العلمية بأستخدام قرار الأجتثاث وأغتيال وتسريح كوادر الدوله من العلماء والكفاءآت وحل الجيش العراقي وتفكيك قوى الأمن الداخلي والقوات المسلحة والمحاصصة والفساد والتهجير القسري والق*ت*ل والملاحقة والأقصاء والتهميش فضلاً عن أستهدافهم للقطاع التربوي في كافة المراحل الدراسية من خلال إلغاء مواد علمية وتربويّة وإعتماد دروس ومناهج جديدة بعيدة كل البعد عما تهدف إليه المؤسسات التربوية الوطنية الصحيحة في عملية البناء العلمي والتربوي والمعرفي للأنسان العراقي وفق قرارات ثأرية إنتقامية أقرتها بالتتابع حكومات الأحتلال الأمريكي الصهيوني الإيراني الفارسي الصفوي وبرلمانهم المسخ بحق أبناء شعبنا العامل والمبدع وبكافة الأختصاصات والمستويات وتحويل المجتمع العراقي من شعب مُنتج إلى شعب مستهلك والذي أوجد بيئةً ومناخاً من الأنقسام المجتمعي بين العراقيين ،فضلاً عن الفوضى العارمة التي أجتاحت العراق عموماً أفقياً وعمودياً، وتأتي هذه الأجراءآت أنعكاساً للفكر الصهيوني التخريبي الذي يدعو الى تخريب الأرض وما عليها لتأسيس مشروعه التوراتي التلمودي من النيل الى الفرات يشاركه في ذلك الفكر الصفوي الذي لا يقل في توجهاته ونواياه تخريباً وتجهيلاً وتدميراً .
في الوقت الذي نشير الى المسؤولية الدولية أتجاه العراق والمنطقة نؤكد أن المسؤولية الأكبر تقع على القوى الوطنية العراقية وجماهير شعبنا الثائرة وطليعته ثوار تشرين البواسل الذين ينشدون المستقبل المشرق الوضاء لعراق المجد والتاريخ والحضارة وعلينا ومعنا كل القوى الوطنية المسؤولية الأكبر التي تبدأ بأعداد الرؤى والافكار والتصورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأتفاق على مشروع وطني جامع لأعادة بناء العراق وقيادته ، ويخطيء من يعتقد بأن الولايات المتحدة الامريكية أوغيرها من القوى الدولية قادرة على حل وحسم الموضوع العراقي بالأعتماد عليها كقوى دولية فاعلة بدون توفر الأرادة الوطنية العراقية المخلصة والمؤمنة التي لا تحركها أهواء أومساومات أو عُقَد تأريخية ثأرية قديمة فالقلوب يجب أن لا تبقى ساخنة ويجب أن يشترك الجميع تحت مظلة العراق العظيم وهويته القومية والوطنية والثقافية ، مما يتطلب من الجميع الأرتقاء بمستوى المسؤولية الوطنية الى مستوى التحدي الخطير الذي نواجهه في هذه المرحلة المفصلية الخطيرة التي تهدد حاضر العراق ومستقبله .
أن مسؤولية الدفاع عن العراق وحقوق شعبنا الشجاع هي مسؤولية وطنية تأريخية كبيرة تقع على عاتق الحركة الوطنية العراقية المناهضة والرافضة لكل أنواع الأحتلال والهيمنة بكل مكوناتها ومسمياتها ، كما عليها أن تدرك بأنها أمام مأساة شعب أنتُهكت مقدراته وحرماته ونُهبت ثرواته وغُيبت عناصر قوته وأُغتيل خيرة شبابه وقادته فضلاً عن الأستمرار والأمعان في تهجير وتغييب الأعداد الكبيرة من أبناء شعبنا ،فالعراق يُمَزق ويُذبح أمامنا من قِبلْ إيران الفارسية الصفوية وفق حسابات تخدم مصالحها وسياساتها وبلدنا الحبيب يمضي للمجهول !! أمام هذا الواقع الخطير نقول : ما العمل ؟ وما هو المطلوب من القوى الوطنية العراقية والفئات المثقفة الواعية ومعها شرائح المجتمع الأخرى لمواجهة مشروع تدمير العراق؟
وكما أكدنا آنفاً بأن العراق وشعبنا الباسل الشجاع يواجه تحدياً خطيراً مما جعله يمر في مرحلة مفصلية خطيرة ومعقدة تهدد مستقبله وتهدد هويته الوطنية والقومية والسياسية والاجتماعية والثقافية، لذلك نعتقد قد حان الوقت للقوى الوطنية العراقية بما تضم من أحزاب وهيئات ومنظمات وشخصيات وطنية رافضة للأحتلال وعمليته السياسية المتهالكة البائسة أن تلتقي للحوار من أجل العراق بموجب ما تفرضه عليهم مبادئهم وانتمائهم للعراق العراق الحبيب وأخراجه من أزمته التي أخذت مأخذها من شعبنا الكريم على يد أحزاب السلطة العميلة والحشد والميليشيات المجرمة القذرة …وكما يلي :
١- على الأحزاب والحركات والمنظمات والشخصيات
الوطنية تجاوز عُقد الماضي والخلافات والتقاطعات
السابقة والنظر إلى الواقع الجديد وما سيكون عليه
مستقبل العراق والتفكير بما يمكن القيام به من فعل
حقيقي لخدمة الوطن ، لاسيما أن الجميع مسؤولون
عن الظروف السلبية السابقة وأن نتعامل بعقل مفتوح
وبصدر رحب وقلوب باردة تنسجم وطبيعة التطور
الحضاري الحاصل في مفاهيم العلاقات الإنسانية
المشتركة بين البشر .
٢- البحث عن المشتركات والإتفاق على أهمها والتشبث
بها وهو الوطن (العراق) مع التركيز على المشتركات
الأخرى لتطويرها وتعميقها وخلق أرضية مشتركة
للرؤى والتصورات ومن ثم الحوارات الواعية.
٣- الوطنية كمفهوم ليست أسم أو صفة تطلق جزافا ً
وأنما هي بناء فكري يعبر عنها بالإيمان الراسخ والسلوك الوطني السليم المدافع عن العراق وشعبه
وأن يدرك كل مواطن حقيقة الأنتماء للعراق لكي
يدرك مسؤوليته في الدفاع عن العراق حد الاستشهاد
في سبيله.
٤- أن تبدأ القوى الوطنية العراقية بقراءة جديدة لقضية
العراق تتماهى مع بعضها البعض وتلتقي جميعها مع
الهدف الأساسي وهو العراق !! ولنا في جبهة الأتحاد
الوطني التي تأسست في شباط(فبراير) 1957 ، والتي
ضمت حزب الأستقلال والحزب الوطني الديمقراطي
وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي
العراقي والتي مهدت لثورة 14/تموز/ 1958 خير
مثال بالرغم من تغير الظروف الموضوعية والذاتية
ولكنها كتجربة من المفيد أن نستلهم منها العظة
والعبر ، فالقراءة الدقيقة الواعية لقضية معقدة
وخطيرة كقضية العراق يمكن أن تصل بنا إلى نتائج
إيجابية نتلمس من خلالها مقدمات تحرير العراق
لأننا ومن خلال الخطة الواعية نستطيع تحديد
الأولويات وواجبات الأطراف المتحالفة والتي من
خلالها نصل إلى رؤى وتصورات مشتركة تخدم حركة
الجميع .
٥- رفض التدخل الخارجي والإملاءات والتأثيرات
الأجنبية أو من يمثل مصالحها في أحزاب السلطة
العميله على أي طرف من أطراف الحوار .
٦- رفض مبدأ الاجتثاث والأقصاء والتهميش بدعوى
الجهة الفلانية أكبر من الجهة الأخرى أو أكثر تأثيرا ً
منها أو تأريخها أطول وأكبر !! فهذه يمكن أن تتحول
إلى عُقد مانعة يمكن أن تعطل أي حوار .
٧- مغادرة التمثيل عن الطائفة أو الدين أو المذهب
وعدم السماح بالتعامل وفقها وأنما رفضها بقوة
فالجميع يمثل العراق ، وعلى الجميع التخلص من
كل ما هو ذاتي ويبقى العراق هو من يمثل الجميع.
في الوقت الذي نؤكد فيه إلى ما يهدد العراق ومستقبله وما يمكن أن يرشح من نتائج ومخرجات لمشروع تدمير العراق سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً مما يؤدي إلى الدفع وتبني دعوات الأقلمة التي ستمزق العراق الى كيانات ضعيفة مهلهلة غير قادرة على إدارة نفسها وهذا ما ينسجم مع مشروع برنارد لويس ومع ما ورد في بروتوكولات حكماء صهيون وكل من يريد شراً بالعراق الواحد القوي فعلى الحركة الوطنية العراقية أن ترعوي وتنتبه لشرٍ قد أقترب مع أيماننا بأن التأريخ قد بدأ بالعراق وسينتهي به شاء من شاء وأبى من أبى .

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!