مقالات

التوحد 1 – جواد الديوان

الرئيس ترامب ووزير الصحة كيندي تحدثوا عن التوحد autism فقدموه وباء يهدد الاطفال في أمريكا. فقد ازداد انتشاره من 4 لكل 1000 طفل في الثمانينات من القرن الماضي الى مصاب واحد لكل 36 طفل. ويستعد مراكز السيطرة والوقاية من الامراض Centers for Diseases Control and Prevention لدراسة أسباب هذه الزيادة.
ويعزوا علماء التوحد هذه الزيادة الرهيبة الى زيادة التشخيص بالتوحد نتيجة الوعي الكبير والعالي وسهولة التعرف عليه والتعريف الواسع للمرض فأصبح يضم طيفا واسع من حالات اضطراب النمو والتطورات العصبية neurodevelopmental conditions تحت مظلة اضطراب طيف التوحد. وتعريف ذلك ببساطة حالات تتضمن تأخير في تطور المهارات الأساسية للطفل والأكثر وضوحا القابلية على الاختلاط مع الاخرين والاتصال بهم بمختلف الطرق واستخدام الخيال وغيرها. وبذلك فقد الطفل الإشارات المجتمعية التي تحدد اهتمامات متعددة له.
ومن الصعب تفسير الزيادة 70 مرة في حالات التوحد بسبب التغيرات في التشخيص او الزيادة في الوعي عن التوحد. ومنذ الستينات تشخيص التوحد يطلق على أطفال يعانون من صعوبات كثيرة في أداء وظائفهم الجسمية الا بمساعدة كبيرة. ويتذكر طبيب خلال فترة تدريبه في الطب النفسي مثلا لسنوات لاحظ حالة توحد واحد، وقد افتخر الاستشاري بتشخيصها، بل عرضها للأطباء بعد استلم من الانجليز تأييدا لتشخيصه.
دراسات اشارت لزيادة في تشخيص التوحد بين الأطفال لا يعانون من الإعاقة الفكرية (معدل ذكاء الأطفال منهم اقل من 70 بعد عام 2000). وكانت متلازمة اسبيرجر Asperger’s syndrome البديل في التشخيص لأطفال يعانون من إشكاليات اجتماعية وبدون تأخير في اللغة، وهذه حالات شائعة بين المصابين في التوحد. وفي 2013 طوت الجمعية النفسية الامريكية American Psychiatric Association صفحة اسبيرجر ليصبح ضمن التعريف الواسع لطيف التوحد.
كما ان تشخيص الأطفال بالإعاقة الفكرية او الإعاقة التعليمية او اضطراب العواطف خلال الثمانينات والتسعينات أصبح تشخيصهم الان بالتوحد.
والوصمة للتوحد قلت في المجتمعات المتقدمة، فأصبحت العوائل تتقبل تشخيص التوحد لأطفالها. والأطفال مع الاعراض أكثر اعتدالا يمارسوا حياتهم مع عدم تقبل الناس لهم او لا اسناد لهم من المنظمات او الاتصالات الاجتماعية التي يوفرها التشخيص لهم.
اثارت الفكرة لحاجة المصاب بالتوحد للعلاج او الشفاء الكثير من المناقشات والاختلافات. ومؤخرا احدى المواقع العلمية التي تتابع موضوع التوحد كتبت الى الرئيس ترامب توضح بان التوحد ليس مرضا وانما جزء من التنوع الطبيعي للبشرية. وفضائل الإصابة بالتوحد اوجزتها عالمة مصابة بالتوحد في ادراك حسي عالي وبالنهاية الابداع، وشغف عالي وتفاني، وقابلية متفردة لحل المشاكل وأخيرا التعاطف والرحمة. وعالم تم تشخيصه بالتوحد في عمر 53 سنة، كتب تفكيره التوحدي دفعه للبحث مهارات حاسمة في العلوم.
وبعد المقدمة المختصرة، ممكن تعريف التوحد بانه اختلاف تنموي عصبي neurodevelopmental difference يؤثر في تجارب المصابين في العالم حولهم. وموجود عند الولادة ويبقى مع المصاب عندما يتقدم في السن. وكل شخص مصاب بالتوحد متفرد، ولكن تجمع المصابين به صفات محدده أهمها اشكالية في الاتصال مع الناس والتحديات الحسية وتفضيل الروتين وطريقة مختلفة للتعامل مع العواطف. وممكن ايجاز التحديات الحسية في يغطي اذانه عند الصوت العالي (سمعية)، وتجنب الضوء القوي (بصرية) ورد فعل غريب عن لمس بعض الانسجة (اللمس) ورد فعل مبالغ به عن تذوق بعض المواد (الذوق) وكذلك عند شم بعض الروائح (الشم).

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!