الحوار الهاديء

التسمية والعودة الى المربع الاول !

الكاتب: اوراها دنخا سياوش
التسمية والعودة الى المربع الاول !

طرح غبطة البطريك مار لويس ساكو مرة اخرى موضوع اعادة التسمية، باعتبار التسمية القطارية هي تسمية غير صحيحة لشعبنا، واقترح اسمين جديدين وهما: ارامي و سورايا. ورغم اختلافي مع غبطته بتوقيت طرح الموضوع مرة اخرى، الا انني ارى ان غبطته حاول في طرحه مراعاة ما يراه اكاديمي من خلال التسمية الآرامية والتي يراها الاب البير ابونا مناسبة لشعبنا وما هو واقعي ومستخدم على ارض الواقع ومعروف للجميع، الا وهو ما نطلق نحن على بعضنا وبكافة انتماءاتنا كلمة سورايا.
واتمنى هذه المرة ان تقوم النخبة (عدا السفيهة!) بإعادة التفكير في مقترحي غبطته بطريقة مغايرة وبأسلوب يتناسب مع مفهوم الوحدة التي طرحه سيادته، مبتعدين عن المماكحات، والتعصب الذي لم يجلبا لنا غير الفرقة والتشتت والانقسام الذي غذّته وبكل قوتها الـ(نخبة السفيهة!)، وطبلت وزمرت له وبالتالي ابعدتنا عن قضيتنا المحورية في النضال والبقاء على ارض ابائنا واجدادنا.
 ومع العدد الهائل من المقالات التي كتبت، والحقول التي خصصت في مواقع شعبنا فيما يخص التسمية، لاحظنا خروج المحاورات والنقاشات عن الاطر الادبية والاخلاقية نتيجة التفكير في اتجاه واحد وواحد فقط، فكل طرف التزم اتجاهه، وابى ان يترك فكرته ورأيه (مثل الاعمى اللي جللب بشبّاج الكاظم!)، وراح يسد الـ(شبّاج!) عن بقية الخلق، حتى انغلقت ادمغتنا وبدأنا نكره اي تفكير في الاسم، وصرنا نغلق المذياع عند سماع اغنية (اسامينا!) للرائعة فيروز، وهي المسكينة لا تعلم لماذا كل هذه التجني على اغنيتها، ولماذا اعصابنا تتوتر من سماع هذه النغمة!
ان توقيت طرح اعادة التسمية، وهذا راي شخصي، غير مناسب في هذه الفترة الاكثر من حرجة، لشعبنا بعد التهديدات المباشرة في اق*ت*لاعه من جذوره، خاصة بعد الدور الوحشي الذي تقوم به عصابات د*اع*ش في محو وتدمير كل ارث حضاري تابع لشعبنا ولعراقنا، عراقنا الذي باشرت القوى المهيمنة الخبيثة في التمهيد لتقسيمه، مما يضع شعبنا في كماشة اضافية تضغط عليه للاستحواذ على مقدراته ومحوه من على ارضه. وان حصل ما نخاف منه، لا سامح الله، يكون موضوع التسمية حينها، كالموضوع البيزنطي !
الان وفي هذه المرحلة هنالك اولوية تحرير سهل نينوى ونينوى من متوحشي د*اع*ش، والاجهاز عليهم، وان تحررت فهذا يعني بداية تحرر العراق من هذه العصابات، عندها تبدأ المرحلة الثانية، الا وهي بناء ما خربه هذا الجراد الصحراوي، وهذا بالتأكيد يتطلب وقتا وجهدا كبيرا.
لذا فمن الواجب علينا جميعا، رجال دين وسياسيين، نخبة ومثقفين، الابتعاد عن كل ما يعكّر اجواء التحرير والبناء، ولنحاول التقارب في افكارنا، من خلال اعادة التفكير في تفكيرنا، لان التفكير فن.
 لنلتف على عقدنا وتعصبنا، ولنجد طريقاً اخر لمسار جدولنا وساقيتنا، وان كان هنالك عائق، حجر او صخرة، في مسيرتنا لنلتف حولها ونكمل مشوارنا، بالضبط كما يفعل مجرى الماء عندما يصادف الحجر.
وحتى لا اطيل اقول انه بالرغم من الطرح الحكيم لمقترحي غبطة البطريرك، فهو كالتفاف الماء حول الصخر عندما يعيق مساره، لكنه جاء في وقت عصيب جداً… وحتى لا نرجع الى المربع الاول اعتقد انه من الافضل تأجيل هذا الطرح على الاقل الى ان يتم التحرير… وعلينا ان لا ننسى فن التفكير !
في الختام لا يسعنا إلّا ان نمجد الرب وندعو ان يعيد شعبنا، الكلدوآشوري السرياني، الى بلداتهم وقراهم وديارهم… وللبطريرك سلام.
اوراها دنخا سياوش             ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!