مقالات دينية

التجسد والفداء وحياتنا الأيمانية، الشماس وعد بلو

الكاتب: مسعود هرمز
التجسد والفداء وحياتنا الأيمانية   
وعد بلو
التجسد والفداء حدثان مُهِّمان وعظيمان في حياتنا الأيمانية، وفي هذين الحدثين، نحتفل بهما مرتين في السنة فقط، يومي الميلاد والقيامة، وفي هذين اليومين نرى مدى تمسك المؤمنين بإكمال واجباتهم الأيمانية تجاه هذين الحدثين العظيمين. بالرغم من وجود أعياد أخرى كالعماذ والصعود والتجلي والصليب وأعياد أمنا العذراء وتذكارات القديسين والشهداء. من الملاحظ وبأسف، أن الكثير من المؤمنين إبتعدوا عن المفهوم الروحي الذي يريده من عندنا الآب الإله بإلتزامهم بأمورهم المادية والدنيوية والتصاقهم وتمسكهم بالأرضيات أكثرمن السماويات.
التجسد هو عطاء الله الآب لأبنهِ للبشرية، والفداء هو تضحية الآب بإبنه لخلاص البشرية، و في هذين الحدثين المهمين علاقة وثيقة وربطاً جدلياً بينهما، الآب الرحوم نظر الى شقاء البشرية وعذاباتها وتمردها فتحنّن عليها ليرجع الخراف الضالة من الشعب الأسرائيلي الذي رفض ابنه ويرجع الأمم الى حضيرة الآب  التي قبلته وحملت راية الأيمان الى يومنا هذا.
فما كان من الآب إلا ان يرسل الابن الى الارض ويترك الأبن عرشه السماوي ليحمل جنسنا البشري ويولد في بيت لحم .(  بيت لحم تعني بيت الخبز ” بيثا دلخما ” الخبز النازل من السماء الذي يتناوله المؤمنين من خلال القربان المقدس ) وبدلا من ان يزوره ويستقبله الملوك والامراء زاره رعاة فقراء وملوك غرباء من غير شعبه فتحمل شقاء وضعف الأنسان منذ ولادته. وعاش مثل اي انسانٍ على الارض وعمل مع والديه في البيت والنجارة مع مربيه (مار يوسف). اذن يسوع الأبن، كمّل التجسد من خلال مسيرته اليومية والوحيدة باتمامه الشرائع التي فرضت على كل مؤمنٍ يهودي. بالتجسد بدأ يسوع مسيرة الخلاص البشري. وبعد سنِّهِ الثلاثين اي في بداية تبشيره الألهي بالملكوت السماوي بدأت مسيرة الفداء منذ اول يوم بدأ بالتبشير لآنه كان يعلم بانه سيصطدم مع الكهنة والفريسيين والكتبة الذين وقفوا ضدّه منذ اليوم الأول لبشارتها الخلاصية.
الفداء ذلك السر العجيب الذي لم يدركه الا الذين يوهب لهم ان  يدركوه من خلال الروح القدس وإيمانهم به. ان الفداء يكمل التجسد ويكتمل في فرح القيامة ومستمر منذ حلول الروح القدس على التلاميذ، أي منذ بدء الكنيسة. فالكنيسة تكمل الفداء الى يومنا هذا بالرغم من كل العواصف والاضطرابات التي عصفت بها من كل جانب وصوب والى يومنا هذا، ولكن يسوع الرب قد قال (انا معكم الى منتهى الدهر فلا تخافوا). فاذن يومان في السنة نرى المؤمنين يأتون الى الكنيسة (بيت الله) ويحتفلون بهذين اليومين في السنة اي انهم يتذكرون واجبهم الروحي تجاه الههُم وقد يكون هذا خطأ لأنه يجب ان نكون كل يوم أحد في بيت إلهنا ونجتمع مع بعضنا البعض كاخوة في المسيح ونخرج ونحن مملؤيين فرحا وسلاما ومحبة المسيح. ولكن لكُل واحدٍ منا ظرفه ورأيه في حياته الروحيه والأيمانية. لنتأمل ولو قليلا بهذين اليومين المباركين ونتعلم كيف نعيشهما في حياتنا ونظهر محبة المسيح للآخرين ان كان في المدرسة او المجتمع او الكنيسة والبيت مع اولادنا وابائنا. فنتمنى للجميع ان يعيشوا التجسد والفداء في حياتهما ويباركهما الآب والأبن والروح القدس ويعطيهما النعمة آمين…….
مُحبّكم
الشماس
وعد بلو ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!