مقالات

إعادة نشر ،،، – حسن مدبولى

تعتبر الدولة الرومانية النموذج الأوروبى الأقرب إلى دول العالم الثالث، وعندما كان هذا البلد ينتمى إلى منظومة الدول الشيوعية والإشتراكية، أفرز حكاما متسلطين قمعيين مثله مثل كافة الدول المتخلفة بباقى القارات،و كان من أبرز هؤلاء الحكام المتسلطين الذين حكموا الدولة الرومانية الديكتاتور الراحل نيكولاى تشاوشيسكو، الذى قاد البلاد خلال الفترة من عام 1965 حتى عام 1989 ،
و لم يشهد عصره أى تميز إعلامى او ثقافى أو فنى، يماثل ما كانت تتميز به دول المنظومة الإشتراكية التى كانت تنتمى إليها الدولة الرومانية فى ذلك الزمان ، بل كان كل شيئ فى عهد ذلك الحاكم باردا روتينيا قميئا ملئ بالكآبة والسوداوية وفقدان الأمل فى المستقبل،
شيئ إستثنائي واحدا ظل مزدهرا صاخبا يأخذ بألباب وعقول وعواطف الملايين من الناس،ألا وهو المنافسات الكروية الطاحنة الصاخبة التى كانت مشتعلة بين فريقى “ستيوا بوخارست” و”دينامو بوخارست” والصراع الأزلى بين مشجعيهما ،

وقد إستغل الديكتاتور الرومانى الشعبية الجارفة لنادى ستيوا بوخارست وسيطر على مقدراته ،و قام بتكليف إبنه “فالنتين” بمتابعة ودعم ذلك الفريق لاستخدامه فى التغطية على الأوضاع الداخلية المتدهورة،
وبالطبع هرولت أجهزة النظام بأكملها لدعم فريق ستيوا ،سواء ماليا او اداريا وفنيا ، أو حتى بالتدخل المباشر فى تحديد نتائج المباريات وتوجيه البطولات، بحجة إسعاد الغالبية العظمى من الشعب الرومانى !!
لذلك أصبح فريق ستيوا بوخاريست هو النادى الاكثر حصدا للبطولات فى رومانيا ( دورى ، كأس، إلخ ،،) بل ان الدعم المالى و (الإستخباراتى) والإعلامى التمييزى الرهيب ،أوصل ذلك الفريق الى الفوز ببطولة اوروبا نفسها عام 1986!!

المثير انه بعد نجاح الثورة الرومانية فى ديسمبر عام 1989، وقيامها باعدام شاوشيسكو وزوجته ومحاكمة عائلته وانتهاء سيطرة أجهزته، إختفى فريق ستيوا بوخاريست ( المؤسسة الناجحة الوحيدة كما كان يردد المهووسين به) بل واختفت الكرة الرومانية أو كادت أن تختفى تماما من الخريطة الأوروبية والعالمية !؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!