أطلال مطار البصرة القديم – كاظم فنجان الحمامي
لم يتذمر المتذمرون عندما تحول مدرج مطار البصرة القديم منذ سبعينيات القرن الماضي إلى مكب للنفايات. فالمدرج القديم الذي لا يزيد طوله على كيلومتر واحد لم يعد يصلح لاستقبال الطائرات الحديثة ولا الكبيرة، الأمر الذي اضطر سلطة الطيران المدني إلى أستحداث مطار جديد مجهز بمدرج يبلغ طوله اربعة كيلومترات تقريبا، ومزود بمنظومات وصالات كبيرة، وهو المطار الحالي الذي يضاهي مطار الكويت ومطار بغداد من حيث التصميم والسعة. .
تصور نحن الآن في عام 2025 والمطار الحديث يعمل منذ ثمانينات القرن الماضي، ومع ذلك ظل المنذمرون يذرفون الدموع حزنا وألما على المطار الذي خرج من الخدمة منذ نصف قرن، واحيانا يضجون بالعويل والبكاء كلما شاهدوا معالم المدينة السكنية الجديدة التي يشغلها العاملون في الموانئ، فالأرض ارضهم، وقرار التمليك يشملهم، وقانون بيع وإيجار ممتلكات الدولة يصب في مصلحتهم، وجزى الله الوزير الوطني الغيور الذي وقف مع أهله وزملاءه في جميع تشكيلات وزارة النقل على اختلاف تخصصاتها. وكانت هنالك لجان وقواعد ونقاط مفاضلة. واصبحت منطقة (طلّاع الحمزة) من حصة موظفي النقل البحري والنقل البري، ونال العاملون في السكك فرصتهم في التخصيص، ورفعت الاقلام وجفت الصحف، وحصل الموظفون على سندات التمليك، فباعوا واشتروا وبنوا وشيدوا واستفادوا بموجب استحقاقاتهم الأصولية. لكن أعداء النجاح ظلوا ينبشون الماضي البعيد، ويفتشون في الدفاتر البالية بحثا عن ثغرة للطعن بصاحب القرار (الوزير) والإساءة اليه كلما ورد ذكر المطار القديم الذي شطبته الدولة من سجلاتها منذ 50 عاما. .
مشكلتنا مع اصحاب العقول المتحجرة الذين لا يحبون الخير لاهلهم، وقلما تجد من يشكر ويحمد الله على نعمته. واللافت للنظر ان بعض الذين استفادوا لم يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب. .
ولكن من أراد ان يراك مخطئا سوف يراك حتى لو كان معصوب العينين. .
ولله في خلقه شؤون. . .
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.