الحوار الهاديء

هل يمكن اصلاح الوضع في العراق في ظل هذه الفوضى ؟

الكاتب: قيصر السناطي
هل يمكن اصلاح الوضع في العراق في ظل هذه الفوضى ؟
منذ سقوط النظام السابق في 2003 والعراق يتخبط في كل الأمور بسبب هذه الأغلبية الفاسدة التي تسيطر على توجيه الأحداث بأتجاه الفوضى لكي تستمر الأغلبية الحاكمة في سرقة اموال الشعب وتصبح حالة عدم الأستقرار تراوح في مكانها وتظل معانات الناس الأقتصادية والأمنية مستمرة ويظل الوضع دون تغير نحو الأفضل وللأسباب التالية :
1-ان اغلب الكتل السياسية تسعى وتعمل من اجل مصالحها الحزبية وليس من اجل مصلحة الشعب العراقي وهو واضح ومكشوف لأنها تدافع عن الفاسدين المنتمين الى كتلها.
2-ان المحاصصة الطائفية اتت بأشخاص فاسدين غير مؤهلين سواء كانوا وزراء او برلمانيين شاركوا بسرقة اموال الشعب وشكلوا مافيات داخل الدوائر التي اداروها مما صعب كشف الفاسدين .
3-القضاء العراقي الذي كان يسير في الزمن النظام السابق حسب اهواء الحاكم ، استمر في نفس السلوك وهذه المرة يميل الى الجانب الأقوى في الحكومة ، فالقضاء فشل بل وقف موقف المتفرج ولم يحاسب الفاسدين ، الذين وجهت لهم تهم الفساد، ونوري المالكي
احدهم الذي نشرت تقارير صحفية عن امتلاكه لأكثر من 50 مليار دولار خلال حكم 8 سنوات، وهو لا يزال بمنصب نائب رئيس الجمهورية التي اعادته المحكمة الأتحادية الى هذا المنصب وخلال حكمه اتهم الكثير من كابينته الوزارية بالفساد وهو نفسه اعلن وجود ملفات فساد بحوزته لبعض السياسيين ولم يقدمها للقضاء.
4-الأتهامات المتبادلة بين اعضاء البرلمان بالفساد من خلال ما شاهدناه في استجواب السيد العبيدي وزير الدفاع السابق وكيف كشف الستار عن مافيات الفساد التي لا تزال مستمرة في نهب اموال العراق دون رقيب او حسيب ولكون اغلبية البرلمانيين مشتركين بصفقات الفساد فلا احد يستطيع كشف الأخر اما الشرفاء منهم يتعرضون للتهديد بالتصفية في حالة كشف الفاسدين من قبلهم.
5-التطرف التي ظهر على السطح بعد ظهور القاعدة ود*اع*ش والذي كان موجودا ولكن كان خامدا خوفا من النظام السابق وما ان زال عنه الخوف ظهر بأنياب مفترسة يريد ق*ت*ل كل من لا يؤيد منهجه الظلامي.ولوجود بيئة حاضنة له ازداد أنتشر.
6-البيئة الفاسدة التي ازدادت تخلفا بسب الحروب العبثية التي صنعها صدام وزج الشعب في اتون حروب مدمرة وحصار جعلت الكثيرمن الناس تتحول الى وحوش قاتلة وجعلت من المجتمع فوضوي التصرف ، واصبح الكثير منهم ينخرط في عصابات الج#ريم*ة وأصبح صيد سهل للتنظيمات الأرهابية المتخلفة.
7- ان احد اسباب تأخر الشعوب هو الجهل والتخلف ، لقد جعلت الحروب من الشعب ان يبتعد عن التعليم بسب الظروف الأقتصادية وخاصة مرحلة في مرحلة الطفولة والشباب ن مما انتج جيل عاطل
يعاني من مشاكل نفسية نتيجة خسارة احد افراد العائلة سواء بالحرب او بالمرض التي كانت من افرازات الحرب او الحصار الأرامل والأيتام والمعوقيين بمئات الألاف ولا زالت الخسائر مستمرة.
8-غياب الحس الوطني والتفرقة الدينية والقومية ، لقد كانت التفرقة على اساس الدين موجودة منذ مجيء الأسلام وكان يعامل غير المسلم كمواطن درجة ثانية او ثالثة والتـاريخ شاهد على ارتكاب مجازر بحق المسيحيين والأقليات الأخرى، وأيضا كان هناك تمييز قومي وطائفي ، والكل يعرف ثورة الأكراد ضد الأنظمة الحاكمة في العراق منذ الستينات القرن الماضي ولحد الأن والتضحيات الكبيرة التي قدموها في سبيل الحقوق القومية ومعهم المكونات الصغيرة التي تعيش ضمن اقليم كوردستان. اما التمييز الطائفي ضد الشيعة في زمن صدام معروف حيث المقابر الجماعية شاهدة على تلك الجرائم.
9- الدكتاتورية التي مارسها صدام وحزب البعث ضد العراقيين لترويضهم لكون الشعب العراقي معروف بصعوبة قيادته بسبب هذه الأمراض الموجودة داخل المجتمع .مما جعل الشعب مسلوب الأرادة خانعا خاضعا مكتوف الأيدي امام ظلم النظام وقسوته ، وما ان سقط النظام اصبح المواطن لايلتزم ويتمرد بعد ان وجد هامش للحرية في النظام الجديد. وأصبح الجميع لا يخاف من عقوبة القانون ، لكون اغلب الفاسدين والأرهابيين يتخلصون من العقوبة بواسطة الأموال او عن طريق التهديد العشيرة او عن تهديد المافيات المختصة بالق*ت*ل والخطف والأبتزاز.
10- الظروف الأقتصادية الصعبة لا تساعد اي حكومة الى اصلاح الوضع رغم ارتفاع عائدات النفط ،لأن المجهود الحربي وتضخيم
اعداد الأجهزة الأمنية بسبب دخول د*اع*ش للعراق مما ادى عجز اقتصادي وكذلك بسبب تضخم رواتب الموظفين من العسكريين والمدنيين.
لذلك فأن مشاكل العراق هي تراكمية وليست وليدة الساعة لذلك لا يمكن للعراق ان يتقدم ما لم يعيد النظر في مجمل العوامل السلبية التي ذكرناها في اعلاه، اما اذا ظل الوضع يسير على هذا المنوال سوف نشهد المزيد من المعانات والمشاكل التي يصعب حلها كلما تقدم الزمن ،وليكن الله في عون الطيبيين من هذا الشعب الذين احترقوا بنار الأشرار والفاسدين والمتخلفين والمتعصبين لأسباب دينية او قومية او طائفية او عشائرية, والله من وراء القصد…

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!