آراء متنوعة

نیجیرفان بارزاني.. صانع السلام: أرقى من أي منصب

أن یکون لک صوتا مسموعا لدی آذان مختلفة بل ومتصارعة، أن یکون هناک إجماع لدی أطراف وقوی داخل إقلیم کردستان والعراق بل والعالم الخارجي (بکل ما لتلک القوی والدول من اختلافات ومصالح متضاربة) علی أهمیة دورک في صنع السلام وخصوصا في منطقة تشتعل شیئا فشیئا، فأنک بحق من صانعي السلام، وصناع السلام هم صانعو التأریخ.

کثیرا ما أشید بدور نیجیرفان بارزاني في التصالحات وحل الصراعات، لیس فقط في کردستان والعراق، بل علی مستوی المنطقة والمستوی الدولي أیضا. فهذا لیس وصفا بقدر ما هو حقيقة، ومثال یحتذی به. فهو یملک رؤیة تتجاوز اللحظة السیاسیة الآنیة و(الأنا) المنغلق علی الآخر. قائد لا یخاف من الاختلاف، بل یعترف به ویحتضنه، لا یسعی لفرض رؤیة، بل یفتح أبواب الحوار، لا یرفع الشعارات، بل یترجم أفکاره إلی أفعال ملموسة لبناء جسور الثقة. قائد لا یکتفي بإدارة الأزمات، بل تصنع المبادرات، لا تکتفي بردود الفعل، بل یبادر بفکر عمیق وواقعیة عقلانیة ورؤیة إنسانیة؛ فهذا ما رأینا منه في تعامله مع ملفات المصالحة والسلام بین حزبي الاتحاد الوطني الکردستاني والحزب الدیمقراتي الکردستاني داخل الاقلیم، ومع الملف المتعلق بالنزاعات أو الاختلافات بین بغداد وأربیل، کما في ترسیخ العلاقات الودیة مع دول الجیران بل دوره الفعال في عملیة السلام داخل تلک الدول کما أشاد بذلک وزیر الخارجیة الترکیة قبل أسبوع؛ لذا فلیس من الغریب أن نری قوی عظمی في عالمنا الیوم تعول علی حضور ومکانة رئیس إقلیم کوردستان في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة، فرؤیة الرئیس الفرنسي لدور رئیس الإقلیم في هذا المنظور خیر دلیل علی ذلک.

في عالمنا الشرق أوسطي، حیث عاشت وتعیش أجیالا متعاقبة علی وقع الحروب والدمار والار*ها*ب والصراعات التي تفتک بالشعوب هنا وهناک، کثیرا ما یتحدث عن القادة الأقویاء، عن صانعي الملاحم والانتصارات الدامیة! ناسیا أن المستقبل لا یبنی بالنار والحدید.

في زمن تتزاید فیه تحدیات العن*ف والغباء السیاسي، یصبح وجود صانعي السلام من القادة في صمیم أولیاته. فزمننا بحاجة ملحة لتلک القادة التي تمنحنا الأمل في مستقبل لا تحدده فوهة البنادق، بل یکتبه العقل والقیم الانسانیة.

قادة علی طراز نیجیرفان بارزاني، یختار أن یکون جسرا، لا جدارا.. یری في التعایش قوة، وفي التعددیة ثروة.. یؤمن بأن السلام لیس ضعفا، بل هو شجاعة من نوع خاص. لذا فهو قائد من نوع خاص، لیس إلا لأنه من صناع السلام.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!