معنى تسميات الكنيستين الرسوليتين والعمل من أجل الوحدة
معنى تسميات الكنيستين الرسوليتين والعمل من أجل الوحدة
إعداد / وردا إسحاق قلّو
لنبدأ بالكنيسة الكاثوليكية : كلمة ( كاثوليكي ) مركبة من كلمتين
يونانيتين هي :
KATA + HOLOS
الأولى تعني ( بخصوص ) والثانية تعني ( الجماعة ) . فإذاً كاثوليكوس اليونانية تعني بخصوص الجماعة أو الجامعة . شاع إستعمال هذه الكلمة في بداية القرن الثاني في إنطاكية التي فيها سمي أتباع المسيح بالمسيحيين كما جاء في ( أع 26:11 ) ، أما عن أول من أستعمل هذه الكلمة فكان القديس إغناطيوس الإنطاكي سنة 110 م عندما قال :
( لا أحد يعمل أي شىء بشأن الكنيسة بدون أسقف ، وليعتبر هذا القربان مقبولاً به من قبل الأسقف أي المرسوم ، أينما يظهر الأسقف لتكون الناس هناك ، كما كان يسوع موجود كامن الجموع معه ، وهناك هي الكنيسة الكاثوليكية ) .
كان هذا الحال مع قديسين آخرين كبوليكاريوس تلميذ القديس يوحنا الحبيب … وغيره من القديسين الذين تكلموا ووصفوا الكنيسة الأولى بالكنيسو الكاثوليكية . والغرض من إعطاء هذا اللقب كان الحاجة إلى الإشارة إلى مجموعة الكنائس التي بدأت تكبر وتنتشر في الإمبراطورية الرومانية كي يميزوها عما كان هناك من جماعات أخرى . والحال هو نفس الحال اليوم فحاجتنا غلأى إستعمال لقب كنيسة كلثوليكية هو للإشارة على إنتمائنا إلى الكنيسة الجامعة التي أسسها الرب يسوع له المجد . وبهذا نميّز أنفسنا عن بعض الجماعات التي تدعي المسيحية لكنها قد تكون بعيدة كل البعد عن مبادىء المسيحية الحقيقية ، كشهود يهوه أو المورمون وغيرهم . لكن هذا هذا لا يجعل من كلمة كاثوليكي بديلاً عن هويتنا المسيحية ، وغنما بالعكس فهو تأكيد على إننا مسيحيون ننتمي للكنيسة الجامعة التي أسسها الرب ، كما هناك كنيسة كاثوليكية صغيرة مستقلة عن الكنيسة الكاثوليكية التي يرأسها قداسة البابا في الفاتيكان . لا نعتبرها منشقة ، إنما لها تعاليم الكنيسة الكاثوليكية في روما والعالم لكنها تعتبر من الكنائس المحلية لها تنوعات طقسية أي بممارسات الصلاة فقط ، وهذا يدل على أن الكنيسة الكاثوليكية هي كنيسة جامعة موحدة في الإيمان والعقيدة . فالقداس هو نفسه لكن طريقة الإحتفال تختلف من مكان إلى آخر .
أما كلمة ( أرثوذكسية ) فتعني باليونانية مستقيم ، فالكنيسة الأرثوذكسية تعني المستقيمة أو مستقيمة التعليم .
فالكنيستين تشترك بوديعة الإيمان التي إستلمت من الرب يسوع . في الكنيستين سبعة أسرار مقدسة ، والكنيستين تؤمن بالكتاب المقدس والتقليد الكنسي .
الإتصال موجود ومستمر بين الكنيستين لتقريب وجهات النظر بينهما . وعن الرغبة في الإتحاد فنجدها واضحة جداً بخطوات البابا القديس مار يوحنا بولس الثاني الذي يشهد له برغبته بالإتحاد والتي رسخها من خلال الزيارات التي قام بها إلى أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية في شتى أنحاء العالم ، وأيضاً من خلال الوثائق التي أعطاها إلى العالم المسيحي في مدة حبريته التي جعل من قول الرب يسوع في ( يو 11:17 ) شعراً لها ، بقوله ( لن أبقى في العالم ، أما هم فباقون في العالم ، وأنا ذاهب إليك أيها الأب القدوس ، إحفظهم بإسمك الذي أعطيتني ، حتى يكونوا واحداً مثلما أنت وأنا واحد ) .