المشتري وأسراره
أ.د. يعرب قحطان الدُّوري
يعتبر المشتري أكبر كواكب المجموعة الشمسية ويدور حوله 79 قمرا، ويبلغ قطره 140 ألف كيلومتر، وحجمه 0.001 من حجم الشمس، ويدور حول نفسه بسرعة 40 ألف كيلومتر بالساعة، ويتميز بجماله الرائع وألوانه المتعددة مخفياً تخته أحزمة من الإشعاعات القاتلة والنيران الملتهبة والحقول المغناطيسية الفتاكة. ويحاول العلماء بجهود حثيثة اكتشاف أسراره وسبر أغواره. ففي عام 1955 رصد العلماء موجات راديوية قادمة من المشتري ذات مستويات من الطاقة لا مثيل لها وبحقل مغناطيسي قوي جد لغرض حمايتها من أضرار الرياح الشمسية. تلاها عام 1958 حيث أطلق العلماء الأمريكان نظاما لرصد الجزيئات المشحونة في الفضاء حيث قاد هذا الأمر لاكتشاف مذهل، إذ تحيط بالأرض على ارتفاعات كبيرة حلقات دائرية الشكل مشحونة بإلكترونات وجزيئات ومنجذبة إلى الأرض بفعل مجالها المغناطيسي بحيث تحبس الإشعاعات القادمة من الشمس (الرياح الشمسية) في وسطها، وتمنع وصول معظمها إلى الأرض (سبحان الخالق العظيم). بعدها بدأ العلماء بدراسة الأحزمة المشحونة حول المشتري حيث تأكد لهم أن هذه الأحزمة على مستويات من الطاقة أعلى بأضعاف كثيرة عن تلك التي حول الأرض. كما اهتمت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بمراقبة الكويكبات الواقعة عند المدار مع كوكب المشتري. حيث تدور هذه الكويكبات حول الشمس ضمن مجموعتين، إحداهما تسبق المشتري والثانية تتبعه. وقد تبين أن هذه الكويكبات الأخيرة تختلف كثيراً رغم أنها موجودة في منطقة ضيقة جداً من الفضاء، كذلك ألوانها مختلفة تماماً فبعضها رمادي والآخر أحمر. فقد تكون هذه الألوان انعكاساً للمكان الذي أتت منه. فهمها كانت تلك الاكتشافات فهي ستعطينا مؤشرات ضرورية بشأن تشكّل مجموعتنا الشمسية. كما يسعى الباحثون إلى درس جيولوجيا هذه الكويكبات وتركيبتها إضافة إلى كثافتها وكتلتها وحجمها المحدد. بذا سعت “ناسا” إلى تسليط الضوء على تطور المجموعة الشمسية. كما أظهرت دراسة أخرى أن البقعة الحمراء في المشتري سببها سخونة الغلاف الجوي وهي عاصفة تكفي لابتلاع ثلاثة أمثال كوكب الأرض، وهي أكبر عاصفة في النظام الشمسي حيث تمتد العاصفة على مساحة تبلغ 22 ألف كيلومتر في 12 ألف كيلومتر، وتقع في الغلاف الجوي السفلي للمشتري، وتصل سحبها إلى ارتفاعات تقارب 50000 كيلومترا.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.
