مقالات دينية

يسوع المسيح هو الحل

يسوع المسيح هو الحل

بقلم / وردا إسحاق قلّو

( من هو الذي يغلب العالم ، إلا الذي يؤمن أن يسوع هو إبن الله ؟ )

 ” 1 يو 5:5″

يسوع المسيح هو الحل

   في العالم آلاف الأديان والمعتقدات ، فالتي تؤمن بالوحي الإلهي تمتلك مقاييس واضحة على أن مؤمنيها متيقنون من أن الله نفسه قد أوحى لهم عن حقيقة عقيدتهم ، لا وبل بعض الأديان الوثنية أيضاً تعترف بوجود الله الخالق للكون .

   الوحي الإلهي لا يخضع إلى أي فلسفة إنسانية لتثبت حقيقته وقدرته ومواهبه أو تنفيها . فالمقياس الوحيد هو تلك الخبرة الروحية التي إستلموها من أسلافهم ويشعرون بأن يد الله تعضدهم ، وهذا الإختبار يفوق قدرة منطق العلم والطبيعة والمعرفة .

 في المسيحية صارت رسالة المسيح وشخصيته وقدراته المعجزية وبالخصوص موضوع تجسده وموته وقيامته ، محور الإيمان المسيحي ومركزه . فالمسيح صار رؤية شخصية واقعية لكل مؤمن بعد الإيمان به . أي المسيح صار حقيقة لكل من يؤمن برسالته التي تفوق كل العقائد والمعتقدات  الأخرى .

   ترجم أحد المبشرين الذي قبل المسيح وآمن به فأراد أن ينشر إيمانه الذي صار حقيقة بالنسبة له ، فقصد إلى الصف في مدرسته وحضر قبل رفاقه ، وكتب على اللوح بأحرف كبيرة جداً : ( يسوع المسيح هو الجواب ! ) ثم خرج إلى الخارج ، وعاد ليدخل الصف مع زملائه في وقت لاحق ليجد أحد الطلاب قد كتب تحت كتابتهِ : ( نعم ، ولكن ما هو السؤال ؟ )

  الحياة تسألنا كم نستطيع أن نحب ، ونفرح ، ونتحمل . كما تسأل كل منا إن كنا نحب الناس كحبنا لأنفسنا لكي نتحرر من قيود الأنانية وحب الذات . والحياة اليومية تدعو الجميع إلى أن يفَرِقوا بين ما هو مهم في الحياة ، وما ليس مهماً .

  عندما أنهى الكسندر سولجينتسين محاضرته بمناسبة تسلمهِ لجائزة نوبل للآداب بهذا المثل الروسي ( كلمة حق واحدة ترجح على العالم بثقلها ) . والقديس يوحنا الإنجيلي يقول في بداية إنجيله ، أن الله قد قال كلمة الحق الواحدة ، فلا كلمة أخرى تستطيع أن تصبح فوقها . قال :

 ( في البدء كان الكلمة … ملؤهُ النعمة والحق ) . والمسيح نفسه قال عن نفسه ( أنا هو الطريق والحق والحياة .. ) ” يو 6:14 “.

فالمسيح الذي هو كلمة الله وهو الحق والطريق والحياة ، فهو الجواب والحل ، لأن كل ما قاله كان الحق بعينه واليقين الذي لا يحتاج إلى بحث وحوار وجدال . يسوع يطلب من كل إنسان أن يهتم ويعمل من أجل الحب والمساوات في العالم كلهُ .

 كُتِبَت مقالات لا تُحصى من قبل أعظم الكُتاب ، منهم علماء وفلاسفة من مختلف العلوم في موضوع الصحة العقلية ، فلو جمعت كلها ونُقيَّت من كل شائبة ، ثم أوكلت صياغتها من جديد إلى أقلام أعظم الشعراء لحصلت على صيغة ضعيفة وخلاصة ناقصة أمام عظة المسيح الشهيرة على الجبل . هذا ما قاله العالم النفسي ( جايمس ت . فيشر ) . رؤية المسيح الأساسية في الوجود ، ومواقفهِ ، ومعتقداته ، والطريق الذي رسمه للبشر ليقودهم إلى النور ، لأنه هو نور العالم . فمن يتبعه لا يعيش في الظلام ، بل يكون له نور الحياة ( يو 12:8 ) . المسيح هو الحل لتنوير ظلام هذا العالم . وهو الذي يحرر الإنسان من الظلم لأنه هو الحق الذي يحرر كل من يؤمن به . الإنسان لا يستطيع أن يكون حراً بقدراته الذاتية ، لهذا يعيد يسوع على مسامع معاصريه أنه هو مصدر الحرية والحق والمساوات . قال :

( إذا حرركم الإبن كنتم بالحقيقة أحراراً ! )

 المسيح عاش حياة الحرية التي تثير الإعجاب ، وما ذلك سوى نتيجة لرؤيته الأساسية لموقفه الأساسي من الوجود ، هو حر إلى حد معايشته البغايا والعشارين والمنبوذين ، كما أنه أعرب بكل حرية عن خوفهِ العميق أمام الموت الذي إختارهُ بحريتهِ لكي يقدم حياتهِ كفعل حب ، فكل من يجعل المسيح أساس لحياته ، آنذاك سيعرف الحق ، والحق يحرره ليصبح حراً . هذه هي الحياة الحقيقية التي رسمها المسيح لكي يعيش العالم في ملء الحياة ، لهذا قال :

( أما أنا فقد أتيت لتكون الحياة للناس وتفيض فيهم ) ” يو 10 :10 ” .

 توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” رو 16:1 “.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!