مقالات دينية

كَيفَ أخجلُ مِنكِ ؟

كَيفَ أخجلُ مِنكِ ؟

إعداد / جورج حنا شكرو

كَيفَ أخجلُ مِنكِ ؟

في ولاية جورجيا إذ تَخَرجَ ابن أرملة وحيد ، وكان الأول على كليته ، ترقب يوم الاحتفال بالتخرج ليتسلم من رئيس الجامعة نيشانًا خاصًا ، كما ينال مدالية ذهبية لأنه أظهر نبوغًا خاصًا في دراسة معينة
جاء يوم الاحتفال وإذ لاحظ الإبن أن والدته لم تستعد لحضور الحفل، سألها : “اليوم هو يوم الاحتفال بتخرجي وأراكِ لا تستعدين للذهاب معي إلى الحفل، لماذا؟
بصوتٍ مملوءٍ إتضاعًا قالت له الأم : “أنت تعلم يا ابني إني فقيرة جدًا، وأقوم بغسل ملابس الناس لأجد ما نعيش به، أنت وأنا. وسيأتي إلى الحفل أغنياء المدينة وعظماؤها بملابسهم الفاخرة، فلا أريد أن أسبب لك حرجًا، إذ ليس لديَّ ملابس لائقة بالحفل. إني أخشى أن تخجل مني
تطلع الإبن إلى أمه ، وتسلّلت الدموع من عينيه ، وهو يقول:
“ماذا تقولين يا أماه؟!
أنا أخجل منكِ؟!
إني مدين لكِ بكل شيء يا أمّاه!
كل ما لي في الحياة هو بفضل محبتك وتعبكِ.
إني لن أذهب إلى الحفل بدونك”.
أصر الإبن ألا يذهب إلى الحفل بدونها ، واقتنعت الأم التي بذلت كل الجهد لإرضائه . سارا معًا يمسكان أيديهما بعضهما البعض حتى دخلا قاعة الاحتفال . وجلست الأم بملابسها الرخيصة بين الأغنياء .
أخذ الابن موقعه على المنصة كأول الدفعة ، وقدم له رئيس الجامعة نيشانًا ومدالية ذهبية بعد أن امتدحه كثيرًا . وإذ كان الكل يصفق له حمل المدالية بين يديه ونزل من المنصة ، وذهب إلى والدته وثبتها في ملابسها . ووقف يقول أمام الجميع : “هذه الميدالية من حقك يا أمّاه، أنتِ تستحقينها ! إني مدين لكِ بكل حياتي ونجاحي ونبوغي!”
هكذا لم يخجل الابن الوحيد من أمه الفقيرة التي بذلت كل جهدها ليحيا إنسانًا ناجحًا
فهل تخجل أيها العزيز من مسيحك الذي افتقر ليغنيك ؟! وصُلب لكي يدفع عنك دينك؟ وجُرب لكي يهبك حياة الغلبة والنصرة؟! لتقل مع الرسول: “أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح!”. حقًا لقد وعدنا : “كل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضًا قدام أبي الذي في السموات” (مت22:10).
صرت أيها الإله القدوس عبدًا ،لكي ترفعني أنا العبد إلى رتبة البنين.
صرت آخر الكل ،لكي تشركني في مجدك!

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!