كلمة الله دواء للنفس والجسد
كلمة الله دواء للنفس والجسد
بقلم / وردا إسحاق قلّو
يقول المزمور ( كلمتك مصباح لخطايا ونور لسبيلي )
عندما كان يسوع يقف في موضع سهل أو على جبل أو سفح تل كان يجمع حوله الآلاف لكي يسمعوا إلى كلامه الذي كان يلقيه عليهم كمن له سلطان . فهل كان صوته يصل إلى آذان الجميع ؟ عادةً يكون صوت المتكلم محدوداً لا يصل مسامع كل الحاضرين بمثل هذه الأعداد الغفيرة . وخاصةً عندما كان الجمع يفوق الخمسة ألف ، كذلك نقول ، لا يجوز للواعظ أن ينادي بعلو صوته في كل الوعظة . يسوع إذاً لم يكن يصرخ بل يتكلم بصوت مناسب لكي يتمم كل كلامه ، لكن صوته كان يبلغ آذان كل الحضور ، كذلك كان يعطيهم نعمة الفهم لمن يريد الفهم والإيمان . إضافة إلى ذلك فالناس الوافدين إليه من مناطق بعيدة يصلون إليه متعبين جائعين ، لكن كلمة يسوع كانت تهَّديهم وتنعش قلوبهم فيلزمون الصمت لكي يتغذوا من كلمته روحياً وجسدياً ، فقد قيل ( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، بل بكل كلمة تخرج من فم الله ) ” مت 4:4 ” الكلمة الإلهية تعزي وتشدد ، بل تبرأ الكثيرين من الأمراض ، فبكلمة واحدة كان يطرد الأرواح النجسة ، ويبرأ الأبرص ، ويفتح العيون . يسوع وحده في التاريح إستطاع أن يفتح العيون ولم يسبقه نبياً في العهد القديم قام بمثل هذه المعجزة .
يسوع كان يعلّم ويعطي الأهم ، وكلمته كانت تنفذ في القلوب ، وتبث فيهم نوراً وروحاً جديدة ، لهذا يقول صاحب المزمور ( كلمتك مصباح لخطايا ونور لسبيلي ) ” 105:119 ” . القادم إلى يسوع بسبب الفضول وعدم الإيمان كان يصغي ولا يسمع أو يفهم لهذا كان يسوع يكرر قوله لهم ( من له آذان للسمع فليسمع ) ” لو 35:14 ” السماع عن إرادة وإيمان يبرىء النفس ، لأن لكلمة الله قوة شفائية . وفي علم النفس أيضاً هناك دروس للشفاء بالكلمة المنطوقة . أي يتكلم الإنسان والآخر يسمع ليتداوى ، فالذي كان يسمع ليسوع ويثق بأنه الطبيب الشافي ، فكان يبث فيه الشفاء ونور الخلاص ، أي شفاء الجسد والروح . فالجمهور الذي كان يحيط بالمسيح كان يحضر لكي يسمع ويبرأ . فكان ينال الشفاء حقاً ، ليس من أمراضه فحسب بل من الأرواح والأفكار النجسة التي كانت تسيطر عليه ، والأرواح النجسة كانت زما تزال تمنع الناس من الإقتراب من الكلمة الإلهية التي تقدم في الكنائس . أو لدى المبشرين .
كيف تدخل تلك الأفكار الشريرة إلى الإنسان وتقوده إلى الظلام ؟ تدخل من خلال إستسلامه إلى ملذاته وأهوائه ، فيعطي لتلك الأرواح الشريرة فرصة لتملك عليه فلا يستطيع التحرر منها إلا عندما يطلب المعونة من الرب . هناك علاقة وثيقة ما بين الأرواح النجسة والأهواء . الإنسان لا يليق به أن يستسلم لأهواء الجسد لأنه سيعطي المجال للأرواح الشريرة أن تسيطر على أفكاره وكيانه وإيمانه . كان الكثيرين يطلبون من يسوع أن يلمسوه ، وذلك لأن قوة كانت تخرج منه ، فكانوا يحصلون على الشفاء للجسد وكذلك كان الفكر يتطهر . يسوع هو معنا كل الأيام .
يسوع كا ن يحن إلى تلك الجموع الغفيرة ، إلى أولئك المساكين ، إلى ذلك القطيع بدون راعٍ ، لهذا قال ( طوبى للمساكين والباكين والجياع إلى البر ) أي إلى الكلمة الإلهية الشافية . الإنسان الذي يفتقر من أجل يسوع هو الذي يغتني به ، والإنسان الجائع إلى طعام السماء فالرب سيشبعه إلى الأبد إذا سلَّمَ ذاته إلى يسوع بكل إيمان . فالمسكنة والجوع والبكاء هي الصفات الثلاث التي شاء الرب الإله من خلالها أن يعطي تلاميذه ومحبيه الكثير لكي يمتلأوا بالبركات السماوية . ينبغي أن نبحث عن غذاء الروح أكثر من غذاء الجسد لكي نغذي الروح أولاً ، نجحت مريم عندما إختارت سماع كلمة الله فجلست عند قدمي الرب لتسمع إلى كلامه ، بينما إختها مرثا كانت مشغولة بإعداد طعام الجسد ، فقال لها يسوع ( أن الحاجة إلى أمر واحد . فقد إختارت مريم النصيب الأفضل ، ولن ينزع منها ) ” لو 42:10 ” .
الله يطالبنا بإفراغ أنفسنا من الحزن لتُملأ بالفرح ، لهذا قال ( إفرحوا في ذلك اليوم وتهللوا فهوذا أجركم عظيم في السماء .. ) ” لو 23:6″ . التهلل أعظم من الفرح ، ، فالإنسان الذي يعرف أن يهيأ نفسه ليسوع فلا بد أن يسمعه طارقاً على باب قلبه ليدخل إليه ويتعشى معه .
مجداً لإسم يسوع الفادي
توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” رو 16:1″