في عيد الظهور الإلهي { ܥܐܕܐ ܩܕܝܫܐ ܕܕܢܚܗ ܕܡܪܢ ܸ♰..♰..♰
==================
يوحنا المعمدان يقف على نهر الأردن صامتا تارة ومزمجرا تارة فهو الصوت الصارخ في البرية أعدوا طريق الرب . يستقبل الناس ويسمع اعترافهم بخطاياهم وينزلهم في الماء .
يوحنا والعالم ينتظرون الحدث العظيم بدء إنجيل يسوع المسيح ذلك الخبر السار الذي تنتظره البشرية مذ سقط الجدان الأولان .
يُقبل يسوع من بعيد وهالة البر تحيط به يأتي بهدوء كأنه نسيم عليل كيف لا وهو نسيم الخلاص الموعود لآدم وكل ذريته يأتي مثلنا سائرا على قدميه . بالروح القدس عرفه يوحنا كيف لا والمعمدان الوحيد في التاريخ الذي امتلأ من الروح القدس وهو جنين في البطن .
يشير يوحنا للقادم هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم . ينبغي له أن يزيد وأنا أن أنقص . هذا الذي ستذوب البشرية في حبه فهو المنقذ من اللعنة والذي سيسمر الخطايا على الصليب .
يتقدم يسوع ويقف يوحنا مشدوها . لقد عرفه إنه الخالق للعالم في ستة أيام . إنه موزع الغنى . إنه المعطي كل حي طعامه في البرية . إنه المعطي الشريعة لموسى في حوريب . هو من أطعم الشعب في البرية . وهو نفسه الذي فجَّر الصخرة ينابيع مياه . إنه الذي دك جبل سيناء حين نزل بالنار هو ابن الله الكائن قبل الدهور هو ابن الله منذ الأزل والمتجسد في آخر الأزمنة .
مر العهد القديم كله شريطا سريعا أمام يوحنا وهو يتابع ناظرا الخالق بشرا . هو يعرف أنه ولو يراه قادما نحوه إلا أنه في نفس الوقت مجالس للآب والروح ومساويا لهما في القدرة والعظمة .
ويتقدم يسوع ويوحنا يزداد رهبة وخوفا حين تذكر أن هذا من كسى آدم العريان قديما والكائن قبل إبراهيم .
ويزداد المعمدان خوفا والسيد يقول له أريد أن أعتمد . يوحنا يعلم أن لا حاجة له للمعمودية وهو الطاهر بل هو الطهارة عينها . ويرفض المعمدان ويرتعد من أن يمد يديه ويضعهما على هامة السيد .ويحني الذي أحتى السموات بتواضعه رأسه تحت يد السابق ويتقبل المعمودية في الأردن مقدسا المياه .
وتظهر المعجزة الكبرى بل والأولى في كل تاريخ الخلاص على بقعة الأردن يظهر الله بأقانيمه الثلاثة فتقدس الهواء بصوت الآب الشاهد لابنه الحبيب والروح القدس يحل بهيئة حمامة .
فالثالوث القدوس ظهر كاملا على بقعة الأردن فتقدست الأرض والمياه والهواء .
فهلم يا مؤمنون نعاين اليوم الرب الظاهر ثالوثا على الأردن لننال النعم والبركات ولنتقدس وتتقدس قلوبنا برش المياه علينا وعلى بيوتنا فالرب يمنح النعمة لكل ما يطلب .
وكل عام وأنتم بخير
وألرب يبارك ألجمــــيع
