مقالات دينية

فداء المسيح وغفران الخطايا

الكاتب: وردااسحاق
فداء المسيح وغفران الخطايا

بقلم / وردا أسحاق عيسى
وندزر – كندا
( الذي فيه لنا الفداء بدمه ، غفران الخطايا ، حسب غنى نعمته ) ” أفسس 7:1 ”
الله خلق الأنسان طاهراً وبريئاُ من الخطيئة . فكان الأنسان صديقاً لله، وكان الله يناديه في جنة عدن ويحاوره كصديق ، لكن الخطيئة فصلت الأنسان عن الله وأبعدته كثيراً . لهذا لم يتجرأ آدم من أن يظهر لله ، بل أختبأ مع زوجته تحت الأشجار وشعرا بنتائج الج#ريم*ة التي اقترفاها حيث انفتحت للحال أعينهما وادركا عمق الخطيئة المرتكبة ، فخاطا من أوراق التين مأزراً ليغطوا به عورتهما ، ولماذا ؟ من كان موجوداً في الأرض غيرهما ؟ هل تخبئا من الله ؟ وهل الله لا يرى العيوب الجسدية خلف الحواجز ،أو الخطايا الروحية المرتكبة والمحفوظة في الذهن أو قلب الأنسان ؟ هكذا بدأ الأنسان الأول يتخبط ويدور في دائرة مخلقة فصلته عن الله بسبب عدم ألتزامه بالوصية الوحيدة التي فرضها عليه الله لكي لا يموت . فبأنسان واحد دخلت الخطيئة الى العالم ، هكذا اجتاز الموت الى جميع الناس وكأن جميعهم خطئوا فيه .
الموت هو الأنفصال عن الله . لكن رغم سقوط الأنسان في الخطيئة لكن الله ظلت محبته محفوظة للأنسان الخاطىء ، أنه الراعي الصالح الذي يبحث عن الخراف الضائعة والمبتعدة عن القطيع لغرض أعادتها اليه . بحث الله عن آدم في الجنة ، فقال له ( أين أنت يا آدم ؟ ) وهل كان االه لا يرى آدم أين هو ! بل قال هذا لكي لا يلومه على خطيئته رغم كونه يبغض الخطيئة . فكل خاطىء يقف بعيداً عن الله ، وإذا أراد أن يقترب من الله والله منه فعليع أن يتوب عن الخطيئة لكي يرى نفسه قريباً من الخالق . هكذا سيأتي اليه الله ويناديه ، لا وبل يدخل في قلبه ويتعشى معه ” رؤ 20:3″ .
أجرة الخطيئة هي الموت ، والموت يجب أن يصحبه دم . وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة ” عب 22:9″ لهذا نقرأ في سفر الخروج عن شعب الله الخاطىء المضطهد بين المصريين ،فلتحريرهم من الأضطهاد واللألم عليهم أن يقدموا لله الضحايا الكفارية عن خطاياهم . دم تلك الذبائح المذبوحة التي كانت تمثل دم حمل الفصح تم رشه على القائمتين والعتبة العليا لأبواب بيوتهم . فقال الله لهم ( فأرى الدم وأعبر عنكم ) ” خر 13:12″ . ذلك الفصح كان رمزاً لفصح العهد الجديد ، أي لحمل الله الرافع خطايا العالم ” يو 29:1″ هذا الحمل الذي رآه يوحنا المعمدان قبل الذبح هو الحمل النازل من السماء من أجل خلاص البشر . ذبح ذالك الحمل الطاهر على الصليب ليطهر كل أثم . فالمطلوب من الأنسان هو التوبة والأعتراف بالذنوب المرتكبة أمام الله الأمين والعادل فهو الذي يزول الخطايا ويلغي المسافة والهوة بينه وبين التائب . فدم المسيح كان العلاج الوحيد الذي أرضى الله الآب وصالحه مع الخاطىء التائب . لا يستحق المؤمن تناول جسد ودم المسيح دون أن يعلن التوبة والأعتراف بكل الخطايا لكي يتقدم الى مذبح الرب ويتناول الخبز النازل من السماء بأستحقاق ، أنه جسد ودم الحمل المذبوح على الصليب فداءً عن البشرية الخاطئة . فبالمسيح يصبح الأنسان في العهد الجديد خليقة جديدة ، وكما قال مار بولس ( إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة ) ” 2 قو 17:5″ الفداء حصل على الصليب ، وعلى الصليب صلب الأنسان العتيق مع المسيح لكي تتلف الخطيئة وتأثيراتها في سيرة حياة الأنسان الجديد .  فعلى المؤمن أن لا يعود ويستعبد الخطيئة ، لأن الذي مات مع المسيح في المعمودية ، قد تبرأ من الخطيئة. فإن كنا نحن المؤمنون قد متنا مع المسيح ، فعلينا أن نؤمن أنّا سنحيا أيضاً معه ” رو 6: 6-8″ . كما علينا أن نؤمن بقول الرسول القائل ( أذ قد مَحا صك الفرائض المكتوب علينا والمناقض لمصلحتنا ، وأخذه من الوسط وسمرهُ على الصليب . وخلع الرئاسات والسلاطين ، وساقهم في موكبه ظافراً عليهم ). “كولو 2: 14-15″. جسدياً كان المسيح مسمراً على خشبة الصليب ، أما معنوياً فسمر صك دينونتنا وهلاكنا . فهل يعني تسميره المعنوي لصك خطايانا أنه لم يسمر مادياً ؟ بل لولا مساميره وصليبه المادية ، لما سمر معنوياً صك هلاكنا ، ولما قهر رئاسات البشروسلاطينها .
مصيرنا إذاً كان مرتبطاً بفداء المسيح وبدمه وموته على الصليب . حمل ذالك الحمل الوديع خطايانا ، كما قال الرسول بطرس في ” 1بط 24:2″ ( حمل يسوع خطايانا في جسده ) . وكذلك تمت المصالحة بين الأنسان الخاطىء التائب ومع الله على الصليب ، كما نقض المسيح حائط العداوة بين اليهود وبقية الشعوب . صالح المسيح اليهود مع العالم ، كما صالحهم مع الله ، تقول الآية ( فأنه في المسيح سر الله أن يحل الملء كله ، وأن يصالح به كل شىء مع نفسه ، إذ أحلَ السلام بدمه على الصليب ، فيه يصالح كل شىء . سواء كان ما على الأرض أو ما في السموات ) ” كولسي 1: 19-20″ .
ليتبارك ويتمجد أسم الفادي القدوس   

..

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!