مقالات دينية

عرس قانا الجليل

الكاتب: مشرف المنتدى الديني

عُرس قانا الجليل 
الشماس – نائل بربري

      

وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ .. وَدُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ ( يوحنا 2: 1 -2 )

 

ها نحن في حفل زفاف؛ حفل ربما يكون مثله مثل كثير من حفلات الزفاف في ذلك الوقت. إلا أن ثَمة فارق جوهري بين هذه الحفلات في هذه الحَقْبة وبين هذا الحفل: إن الرب يسوع وتلاميذه كانوا مدعوين إلى هذا الْعُرْس. إلا أن الحاضرين لم يلحَظوا وجوده إلا عندما طرأت مشكلة (مثلهم مثلنا في كثير من الأحيان لا نعرف يسوع الا اذا هناك مشكلة ) لقد نفد الخمر، وأجرى الرب معجزة محوِّلاً الماء العادي إلى خمر؛ ستة أجران مملوءة. واستمر الاحتفال بالعُرْس، ولم يعكر صفو سعادتهم شيء، وأعربَ رئيس الْمُتَّكَإِ عن سروره للعريس قائلاً: «أبقيتَ الخمرَ الجيدة إلى الآن». كانت هذه بداية الآيات التي فعلها الرب يسوع. أوَ ليست هذه فاتحة غريبة لخدمة ابن الله العلَنية؟ يقول الكتاب: إنه بهذه الآية «أظهرَ (يسوع) مجدَهُ فآمنَ به تلاميذه». والآن ماذا نتعلَّم من هذه المعجزة: أولاً: على عكس الاعتقاد الشائع، فإن الرب يسوع المسيح جاء ليهَب الفرح لا لينزعه. وهو يهَب ملء الفرح وشبع سرور لكل مَن يؤمن به، في الزمان الحاضر وفي الأبدية. ثانيًا: عندما ندعو المسيح للدخول – سواء لحياتنا كأفراد أو كعائلات، أو حتى في مناسباتنا السارة – فإنه يمنحنا خمرًا جيدة؛ خمرًا أفضل من أي خمر تذوقناها من قبل. أي انه يبدل حياتنا التي هي كالماء لا لون ولا طعم ولا رائحة يحولها الى حمر ذو لون وطعم ورائحة . ثالثًا: الطاعة لكلام المسيح تُثمر تمتعًا بعطاياه. فقد قيل للخدام في هذه المعجزة: «مهما قال لكم فافعلوه». وهنا يجدر التنبيه أن مَن أراد أن يختبر المسيح وحلاوته، عليه أن يخضع لربوبيته أولاً. وينبغي أن يكون لسان حال كل منَّا كشاول الطرسوسي الذي تساءل في بداية معرفته بالرب يسوع المسيح: «يا رب ماذا تريد أن أفعل؟» ( أع 9: 6 ؛ رابعًا: إن مجد المسيح الذي ظهر في هذا العُرْس في الجليل، يمكن أن يظهر في حياتنا اليوم!

..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!