ضرورة قراءة سيَّر القديسين
ضرورة قراءة سيَّر القديسين
بقلم / وردا إسحاق قلّو
سيّر القديسين تعتبر من أقوى المشجعات لحياة الطهارة خصوصًا عندما تُزْرَعُ بذورها منذ الطفولة بالأسلوب المشوِّق والمملوء روحانية وعشق من الواعظ أو الكاتب ، ومحبة البتولية من أجل الوصول إلى مرحلة القداسة أيضاً مهمة ، فعندما يشتد عود المؤمن وتبدأ نزعة المغامرة في الظهور في حياته تُعطَى له سيَّر الأطهار بتقديم نماذجهم في صورة بطولات نادرة وإبرازها كأقوى بطولات في الوجود لأنها فعلاً انتصار الروح على الجسد . وقوة الروح أقوى من قوة السيف . وبها يتحدى الإنسان العالم كله مهما كان سلاحه فتاكاً . حتى إن قيل له العالم كله ضدك فيقول وبقوة الروح القدس أنا ضد العالم . وكما يقول صاحب المزمور ( الرب نوري وخلاصي ، ممن أخاف ، الرب حصن حياتي ممن أرتعب ؟ ) ” 1:27 ” . يوصينا الكتاب المقدس باقتفاء أثر آبائنا القديسين وعلينا أن نتأمل في حياتهم لكي نقتدي بإيمانهم في قوله “اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم” عب 7:13 ” . مصادر سيرتهم كثيرة ، نجدها في كتب السنسكار ، ومخطوطات وكتب التاريخ التي تقدم لنا باقات عن حياتهم النقية الطاهرة .
بدأنا في هذا الموقع ” موقع مانكيش “ بنشر سيرة قديسي بلاد النهرين لعدة سنوات ، وبعدها خصصنا سنة لقديسي سوريا ، وفي السنة الماضية 2024 نشرنا قديسين من لبنان بالإضافة إلى نشر قديسين بارزين من بلدان أخرى ، وذلك لعدم إستطاعتنا تخصيص سنة لكل بلد . وفي هذه السنة الجديدة سننشر مجموعة أخرى من القديسين الذين من الأراضي المقدسة ، الأرض التي ولد فيها المسيح ومعظم الأنبياء والرسل والتلاميذ ، إضافة إلى مجموعة أخرى من قديسي بلدان العالم . سنأ بموضوع أسماء الرسل الأثني عشر ، تحت عنوان:
( ܬܪܥܣܪ ܫܠܝܚܐ الرسل الأثني عشر )
القديسين والطوباويين كثيرين جداً فمنذ العصر الرسولي لحد اليوم لم تخل الكنيسة الرسولية من أبطال الإيمان القويم الذين برزت حياتهم بشكل واضح لتصبح سيرتهم نموذج صالح للمؤمنين ليقتدوا بهم ، فحتى في العصور الأولى وعصر الإضطهاد التي أستشهد فيها مئات الألوف ، بل الملايين عبر العصور على مستوى العالم لتمسكهم بعقيدتهم ليشهدوا للمسيح الذي مات من أجلهم ، ودفاعاً عن كنيستهم وعقيدتهم رووا الأرض بآخر قطرة من دمائهم متحدين الإضطهاد والتهديد والعن*ف أتناء التعذيب بكل أنواعه . فما نسعى به اليوم في نشر سيرة أؤلئك الأبطال هو لتنوير الكثيرين بسيرتهم ، فيعيدوا بهم إلى طريق الحق والإيمان . وكما يقول دانيال النبي في سفره ( الفاهمون ” الحكماء” يضيئون كضياء الجلد ، والذين ردوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور ) ” 3:12 ” . أجل كثيرين تجددت حياتهم لدى مطالعة سير الشهداء والنساك والقديسين فزادوا ثباتاً في الإيمان ونموا في النعمة وإقتربوا من مخلصهم الذي مات من أجلهم .
ولإلهنا القدوس المولود في المغارة المجد من الآن وإلى الأبد
توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” رو 16:1″