شركة منتجات الألبان فخر تلاشى مع الأسف
شركة منتجات الألبان فخر تلاشى مع الأسف
زيد الحلي
في السنوات السبعين المنصرمة، كان العراقيون يفتخرون بمنتجات وطنية راقية من مصنع حليب حكومي، أنشئ تحت مسمى «الشركة العامة لمنتجات الالبان» لتغطي حاجة البلاد بأكملها من الحليب ومشتقاته. لم تكن مجرد شركة ، بل رمزاً للسيادة الاقتصادية والاكتفاء الذاتي. كانت منتجاتها تتنوع بين الحليب المعقم، الحليب المنكّه بالفواكه، الزبدة، القيمر، والبوظة (الآيس كريم)، وكلها تُطرح في الأسواق بأسعار مدروسة تناسب جميع طبقات المجتمع. الأجمل من ذلك، أن سيارات الشركة كانت تجوب الساحات والأحياء الشعبية لتبيع هذه المنتجات مباشرة للمواطنين، في مشهد يعكس تلاحم الدولة مع المواطن وحرصها على تغطيته بحاجاته الغذائية الأساسية.
ولكن، للأسف، هذا المشهد، اصبح نادرا، او لم يعد موجوداً اليوم. اختفت سيارات التوزيع، وتلاشت المنتجات المحلية من الأسواق، لتحل محلها منتجات مستوردة بأثمان مرتفعة، وجودة لا ترقى لما كنا نحصل عليه من مصنعنا الوطني. ورغم ما يُنشر بين الحين والآخر من تصريحات صادرة عن وزارة الصناعة حول «تطوير المصنع» و»إعادة تأهيل خطوط الإنتاج»، فإن الواقع يثبت عكس ذلك. فالشركة، على ما يبدو، ما تزال أسيرة الإهمال الإداري وسوء التخطيط، وربما التجاهل المتعمّد لمصلحة جهات تجارية مستفيدة من فتح السوق على مصراعيه أمام المستورد.
وهنا اشير بأسف، الى تقرير اصدرته جمعية صناع الألبان ومنتجات الألبان المعبأة (ASÜD) في 29 آذار 2022، بيّن أن العراق استورد من الجارة تركيا في سنة 2021 وحدها بـ 60.5 مليون دولار، اما استيراداتنا من ايران والدول الاخرى التي نرى منتجاتها تملأ برادات الاسواق والمجمعات التجارية، فلا نعلم مقدارها!
يبقى السؤال: أين المسؤولون عن هذا التراجع؟ من يحاسب من تسبب بإهمال هذا المنفذ الحيوي في ذاكرة المجتمع.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.