آراء متنوعة

شباب العراق سفراء السلام وبناة الأوطان

شباب العراق سفراء السلام وبناة الأوطان

اللواء الدكتور
سعد معن الموسوي
رئيس خلية الإعلام الأمني

يشكّل العنصر الشاب في المجتمعات الديناميكية الركيزة الأساسية والقوة الحية التي تستند إليها مشروعات النهوض والاستقرار باعتبارهم عماد البناء الوطني والأساس المتين لمستقبل مستدام وفي العراق تتضاعف أهمية هذا الدور المحوري في ظل التحديات البنيوية والمرحلية التي تواجه الدولة والمجتمع

استنادًا إلى هذا الإدراك الاستراتيجي بادرت الحكومة العراقية إلى منح هذه الفئة أولوية قصوى عبر تبنّي سياسات واضحة وبرامج متقدمة تستهدف دعم طاقاتهم وتمكينهم من الإسهام الفاعل في قيادة البلاد نحو الاستقرار والتقدم وهي مقاربة سيتم تطويرها وتعميقها بما ينسجم مع متطلبات المرحلة القادمة

ونظرًا لكون هذه الفئة تشكل النسبة الأكبر من السكان وبما تحمله من قدرات كامنة وإمكانات ابتكارية عالية فإنها تمثل ركيزة أساسية في مسيرة بناء السلام وترسيخ استقرار الدولة خاصة في ظل ما توفره البيئة الحكومية من دعم وتسهيلات تعزز من فرص المشاركة والتأثير

إن القابلية على إنتاج أنماط جديدة من التعايش والتسامح تظهر جلية في المبادرات التي ينخرط فيها هذا الجيل ضمن النشاطات المجتمعية والفعاليات الثقافية والعمل التطوعي ومن خلال التعاون مع منظمات المجتمع المدني وهو ما يسهم بصورة مباشرة في تعزيز التماسك الاجتماعي وبناء منظومة وطنية قائمة على المصالحة والمشترك الإنساني والوطني

كما يُناط بهذه الفئة دور محوري في ترسيخ ثقافة الحوار ونبذ العن*ف لا سيما في ظل ميل بعض الأفراد إلى التفاعل العاطفي مع النزاعات بحكم طبيعة السن والح*ما*سة لكنها في الوقت ذاته الفئة الأقدر على تجاوز الانفعالات وتحويلها إلى طاقة تغيير إيجابي حين تتوفر لها الرؤية والاحتواء والتوجيه السليم

من يتأمل المشهد العام في العراق يدرك بوضوح حجم الفرصة التي يتيحها حضور هذا الجيل في صياغة مشروع وطني جديد يستند إلى أسس المواطنة الفاعلة والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة وهو ما يتطلب توسيع نطاق إشراكهم في الحياة العامة وتوفير منظومة تعليمية متطورة تواكب الطموحات وتؤهلهم للقيام بأدوار قيادية في مختلف مؤسسات الدولة

كما يشكل الانخراط في مجالات التقنية والابتكار أحد أهم المسارات الواعدة التي يمكن من خلالها بناء اقتصاد متنوع يتجاوز الأزمات التقليدية ويسهم في تحفيز النمو واستقطاب فرص استثمارية جديدة تمكّن الدولة من التحرك بثقة نحو المستقبل

إن دعم وتمكين هذه الفئة لا يُعد ترفًا مؤسساتيًا بل هو ضرورة وطنية ملحّة تفرضها طبيعة المرحلة وحجم التحديات والرغبة الجادة في بناء عراق آمن مزدهر يستوعب جميع مكوناته ويوفر بيئة عادلة ومستقرة لجميع أبنائه

ومع استمرار التوجهات الحكومية التي تضع التنمية البشرية في صدارة أولوياتها وتوسيع نطاق المبادرات وفرص العمل فإن العراق يمتلك بالفعل حجر الأساس لانطلاقة جديدة يقودها جيل فاعل وشريك رئيسي في صياغة المستقبل وصناعة السلام وترسيخ مقومات الدولة العصرية

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!