سجود المجوس للمسيح … من هم ومن أين أتوا وكم كان عددهم ؟
سجود المجوس للمسيح … من هم ومن أين أتوا وكم كان عددهم ؟
بقلم / وردا إسحاق قلّو
( دخلوا البيت فرأوا الطفل مع إمه مريم . فجثوا له ساجدين … ) ” مت 11:2 “
نطالع في تاريخ الأقدمين ، نجد أنه تنسّبَ إلى المجوس جملة من الإختصاصات كان بعضها معروفاً عنهم في هذا الزمان وبعضها في ذاك . فقد ذكر إنهم تعاطوا علم الفلك وعلم التنجيم وتفسير الأحلام والرؤى والعرافة . وإنهم كانوا في بعض الأوقات كهنة أو سحرة ، أما الصفة الغالبة عليم في إنجيل متى فهي إنهم كانوا خبراء في التنجيم .
من أين أتى المجوس تحديداً ؟
ليس واضحاً . بعض الدارسين يحسبهم من بلاد فارس ، والبعض الآخر من العربية أو من الصحراء السورية ، لكن الأنجيل يقول من الشرق ، إذاُ كانوا من بلدان الشرق كبلاد فارس أو بلاد النهرين .
بالنسبة للنجم الذي رأه المجوس لا يبدو إنه كان نجماً كبقية النجوم ، بل هادياً نورانياً مرسلاً إليهم من الله . نقول هذا ، خصوصاً لأن حركته تدلَّ عليه . فإنه ظهر في المشرق ثم تقدمهم ووقف حيث كان الصبي ، فهو والحال هذه . أدنى إلى الملاك الذي إتخذ شكل النجم لينقل للمجوس رسالة بلغة يفهمونها . كما ظهر للرعاة لكن بطريقة مختلفة .
كم كان عدد المجوس الزائرين ؟
ليس عدد المجوس في نص متى الأنجيلي محدداً ، ولكن ورد أنهم لما أتوا إلى البيت ورأوا الصبي مع أمّه ، خرّوا وسجدوا وقدّموا له هدايا ( ذهباً ولُباناً ومراً ) ” مت 11:2 ” على أن القدامى ، منذ القرن الثالث للميلاد أشاروا إلى أكثر من عدد لهم . إثنين أو ثلاثة أو أربعة أو حتى إلى أثني عشر .
هل كانوا ملوكاً ؟
بدأ لبعض المسيحيين في القرن الثاني بأن المجوس كانوا ملوكاً من المشرق ، ربما إعتقاداً منهم أن ما ورد في المزمور ( 71 ) قد تمّ بسجود المجوس للطفل الإلهي . الآيتان ( 10 و11 ) تذكران كيف أن ملوك ترشيس والجزائر يحملون إليه الهدايا . ملوك العرب وسبأ يقربون له العطايا . وله يسجد جميع الملوك ، وله تتعبد كل الأمم . ويتبع ذلك الظن أن المجوس كانوا طليعة الأممين الذين آمنوا بالمسيح وتعبدوا له .
هذا وقد أخذ المجوس يظهرون في رسوم الفنانين المسيحيين الأولين في دياميس ( روما ) إبتداءً من القرن الثاني . كما يذكر التاريخ أن الأمبراطور البيزنطي زينون إستقدم رفاتهم من فارس إلى مدينته المتملكة . القسطنطينية ، عام 490م . وبعدها نقلت إلى ميلانوا الإيطالية في وقت متاخر ثم إلى مقاطعة كولونيا في السنة 1162م حيث ما يزال أكثرها إلى اليوم .
أما تأويل القول بأن الهدايا التي قدّمها المجوس كانت تعبيراً عن إيمانهم به ملكاً ( ذهب ) وإلهاً ( اللبان ) وفادياً متألماً ( المرّ ) هذا التأويل ظهر أول ما ظهر عند القديس إيريناوس الّيوني في القرن الثاني الميلادي . ولكن وردت أيضاً في التراث تأويلات أخرى كمثل أن الذهب يشير إلى الفضيلة واللبان إلى الصلاة ، والمرّ إلى الألم .
مجداً للطفل يسوع
التوقع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1 “