مقالات سياسية

حفل تنصيب ترامب والقانون الملاهي العراقي ! 

واحد من اكبر حفلات التنصيب لرؤساء العالم جرى خلال الثلاثة أيام الماضية ( ما معقولة يمر هيچي حدث دون المشاركة فيه ! راح أشارك من بعيد ) !

الكل يعلم بأنني كنت ضد الخرف بايدن والشمطاء التي كانت معه آبان التنافس على الرئاسة الأمريكية ضد ترامب . وكنتُ من مناصري ترامب وبشدة ! ليش ! ما أعرف ! فاز ترامب وجرى التنصيب ولنا كلمة عن التنصيب والديمقراطية الأمريكية وكل الذي جرى وسيجري .

عندما كنتُ في بغداد قصّ لي صديق هذه الحدوتة ! لا أتذكرها بالتفصيل ولكن الجزء الأهم منها لازال عالقاً في أذهاني !

تقول : كان هناك شخصان يسهران أو يحضران إحدى صالات الملاهي العراقية ( عندما كان العراق شريف وحر ، هسة صار مؤمن قبيح ) ، فوصل الدور لأحد العازفين على آلة موسيقية كبيرة نوعاً ما تُسمى القانون ! أصحاب السوابق يتذكرونها . فقال احد الصديقين للآخر هل تعلم ماذا تسمى هذه الآلة ؟ ردّ بالنفي . فقال هذه تسمى القانون ……

لم تمر إلا أيام قليلة فحدثت مشكلة للشخص الثاني وقدمّ للمحاكمة ! فصاح القاضي وبأعلى صوته بإسم القانون حكمنا عليك بالآتي ……. إلتف المتهم إلى صديقه وقال : أليس هذا القانون هو الذي كنا نرقص معه قبل يومان في الملهى ! ردّ صديقه هو هو ولكن المكان يختلف !

تذكرتُ هذه الحدودة وأنا أتابع مراسيم تنصيب ترامب !

المئات من المدعوين وآلاف من أفراد الأجهزة الأمنية والملايين التي هّدرت لحفل تنصيب وأداء القسم ! راح نرجع للقسم بعد شوية !

لم يترك ترامب شخصية غنية في العالم لم يوجّه الدعوة لها للحضور ، كان باقي فقط الجولاني قائد سرايا الشام لحضور حفل التنصيب ( والله يمكن كان يكون اشرف الحاضرين ) وغاب عن حفل التنصيب الحكم السوري جمال الشريف ! ثلاثة أيام من الإحتفالات المتواصلة والنيران تلتهم لوس أنجلس وكاليفورنيا! ملايين المشردين والذين فقدوا مساكنهم وبيوتهم ومزارعهم وممتلكاتهم وعشرات الق*ت*لى والجرحى من رجال الإطفاء ولازالت النيران مشتعلة والإحتفالات تستمر لثلاثة أيام ! المهم .

حفل تنصيب تاريخي لرئيس أقوى دولة في العالم ! وكل الكلمات التي تلت قبل التنصيب كانت تتغنى وتُمجد بالديمقراطية الأمريكية ! كل الكلمات كانت تنتهي بالرب يساعدك وينصرك ووووو إلخ .

حتى الخرف كان حاضر وكان يُصفق لسلفه الجديد ! لقد اقسم الرئيس الجديد !

ولكن !!!!! ألم يقسم نفس الرئيس قبل ثماني سنوات ! ألم يقسم على نفس الكتاب وعلى نفس القوانين وتطبيق الديمقراطية والعدالة ! ألم يُتهم نفس الرئيس بأبشع التهم ، هل هناك رئيس أمريكي آخر تعرض لكل هذه البلاوي ، لقد أُتهم نفس الرئيس بالقوادة والت*حر*ش والتهرب الضريبي وبالفساد ونكاح الممثلات وشراء الذمم وبالزندقة والفستقة والچقچقة وطك اسبعتين ووووووو العشرات من الجرائم الأخلاقية والغير الشريفة ، ألم يُقدم للمحاكمة اكثر من عشرات المرات ، ألم يتم تعرضه لأكثر من محاولة ق*ت*ل ووووووو إلخ ! وجمها قام بها الخرف السابق ( الرئيس الأمريكي الذي اقسم على نفس الكتاب ونفس الديمقراطية والعدالة ) ، واليوم يحضر حفل تنصيب خلفه ويمتدح الديمقراطية الأمريكية !

اللعنة عليكم وعلى وجوه الديمقراطية والتي تشبه تماماً آله قانون ملاهي العراق الليلية وفي النهار نفس القانون يُستخدم لمحاكمة الإنسان !

القانون والعدالة والديمقراطية هي شعار الولايات المتحدة ! ولكنني سأقسم لكم ومن اليوم بأن القوة هي الديمقراطية الأمريكية ، التخويف والترعيب هي العدالة الأمريكية ، وفرض الأمر الواقع على الآخرين سيكون القانون الأمريكي القادم ( مع البعض مو مشكلة ) ! هذا ما سيفعله الأشقر الجديد ! اعتقد وخوفي من هذا الإعتقاد أن يكون صحيحاً أن يُصاب الأشقر بداء العظمة ! أحلامه أكبر بكثير من أن يتم تنفيذها خلال فترة إنتخابية واحدة ! ولكن طالب ووعد بالكثير والكثير ، ولايمكن تحقيق نصف ما وعد به إن لم يستخدم العصى الغليضة للديمقراطية الأمريكية !

عادي هو قانون الملاهي العراقية ! في الليل يرقصون ويسكرون على نغماته وفي النهار يحكمون به على البشر .

نيسان سمو  20/01/2024

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!