مقالات دينية

المسيح… “له المجد” وليس “عليه السلام”!

المسيح… “له المجد” وليس “عليه السلام”!
إعداد / جورج حنا شكرو
المسيح...
أسمع أحياناً كثيرة بعض المسيحيين عند التلفُّظ بإسم السيد المسيح ، يُتبِعونَه بعبارة “عليه السلام”! وفي الحقيقة هذا التعبير خطأ من الناحية اللاهوتية ، وإن كان غير مُتعمَّد أو مقصود ، لكنه ناتج عن تأثُّر بالثقافة الإسلامية التي تعتبر المسيح مجرّد “نبي”!! لذلك ينبغي الإنتباه لهذا الخطأ وتصحيحه.
لماذا ؟  لأن “السلام” ليس شيئاً خارجاً عن شخص المسيح ومنفصل عنه لكي نجعله يأتي ويحلّ عليه ، فالرب يسوع المسيح هو ذاته “السلام الحقيقي” وهو “إلهُ السلام” (رومية 33:15 و 20:16) وهو “رئيس السلام” (أشعيا 6:9) المُعطي السلام “لأنه هو سَلامُنا” (أفسس 14:2). وهذا السلام ليس مجرّد “إلقاء تحية” كما يظنّ البعض ، بل هو تلك الحالة الفردوسيّة التي يتوق إليها قلب الإنسان ويصبو لأن يختبرها في أعماقه في كل حين ، وهي إحدى ثمار الروح القدس الساكن في نفوس المؤمنين “وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ ((سَلاَمٌ)) طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ…” (غلاطية 5: 22).
والمسيح هو الذي يُفيض علينا بِسلامِهِ ويُعطينا إياه ، لا نحن من نُعطيه إياه ، لأنه هو القائل بفمه الإلهي المبارك:
«سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ.” (يوحنا 14: 27)
فالسلام الآتي من العالم ، هو سلامٌ مُصطَنع وزائف ومُتقلقِل ، أما سلام المسيح حقيقي وثابت إلى الأبد..
أما عبارة “له المجد” أو “المجد لاسمه” فتتميّز وتختلف ، حيث فيها إعلانُنا واعترافُنا بأن المسيح ممجّدٌ في ذاته ، بما أنه كلمة الله الأزلي ، وهذا المجد ملازمٌ له مع الآب والروح القدس منذ الأزل وإلى الأبد ، ولا ينفصل عن أقنومه وطبيعته ، كأن نقول مثلاً: “الشمس مُضيئة” فقولنا بأنها مُضيئة فيه إعلان واعتراف بأنها كوكب مضيء في ذاته ، والنور الصادر منها لا يأتيها من خارجها بل ينبعث منها من تلقاءِ طبيعتها إذ هي “الشمس”.
أما فيما يخصّ عبارة “عليها سلام الله” التي عادةً ما نُتبِعها بذكر إسم السيدة والدة الإله الكلية القداسة والدائمة البتولية مريم ، فهي تحيّة الملاك جبرائيل لها في يوم البشارة ، وفيها يحمل سلام الله إليها ولها وعليها ، لأن مريم إنما هي “أمَةُ الرب” (لوقا 38:1) أي أنها إبنة جِنسنا البشري ، وشريكتنا في الإنسانية التي إستعادَت السلام الإلهي ، سلام الفردوس ، بفداءِ المسيح وخلاصِهِ ، وهي حاصلةٌ على السلام بالنعمة وليس بالطبيعة ، وبينها وبين المسيح فرقٌ في إستخدام هذا التعبير ، فالمسيح هو الإله والخالق ، أما هي عَبدةٌ ومخلوقة.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!