السقوط
عبد الرضا حمد جاسم
السقوط
من سَقَط
سقط من وعن والى وعلى.
سقوط حر او سقوط تحت التأثير.
أسقاط الناس أسافِلُهُم.
سَقَطْ لئيم وحقير او ما لا خير فيه.
سُقُطْ المتاع غير نافع مخزون في اماكن مختلفة.
السقوط يعني من اعلى الى أسفل ودائما بتأثير بجاذب.
الساقط من ترك العلو والرفعة والسمو، هذا في المبادئ والأخلاق لتتلقفه اوحال الرذيلة والخيانة والغدر وهو السقوط الوحيد الذي يتم تَلَقفه.
السقوط غير مُسيطر عليه وينتج عنه ارتطام لا يمكن التحكم بنتائجه في الاغلب وبالذات لو كان الساقط غير معروف المواصفات.
هناك عوامل تؤثر في السقوط والساقط وعليهما كما العوامل المؤثرة على او في الاجسام الساقطة فيزيائياً هنا مقامة الهواء وهناك الاجواء المحيطة بالساقط…ولما كانت الاجواء مختلفة ومتعددة ومتلونه عليه ستكون النتائج بصور مختلفة… شاعر او كاتب او سياسي او وزير او امين عام او رئيس دولة او ملك او امير.
السقوط الحر (بالرغبة والارادة) اخلاقيا وسياسيا يكون كما السقوط الحر فيزيائيا شاقولي من القمة أي السمو الى الدرك الاسفل… ليس فيه محطات ولا انواع ولا تأثيرات ويشمل الكل بمختلف المواقع ويصعب التحكم بنتائجه او تأثيراته…والتي تختلف باختلاف مركبات او مكونات الساقط وطريقة وزمن تشّكلها …السقوط الفيزيائي في الغالب يؤثر على الجسم الساقط لكن السقوط المعني هنا يؤثر على الغير (اشخاص وشعوب وثقافة وقيم) سيكون له ارتدادات مستقبلية حيث ينتقل تأثيره بكل الاتجاهات وكذلك الى لأجيال القادمة.
الجسم الساقط فيزيائياً لا يبرر اسباب سقوطه او نتائج ذلك السقوط ولا يدافع عنهما…بعكس السقوط المعني هنا حيث ينتفض الساقط ليطعن اولاً بمن لم “يحالفه الحظ” حسب تصوره اي الذي تجنب السقوط وقاومه وانتصر عليه…و الساقط يعلم انه سقط سواء برغبته او تحت تأثير خارجي اقوى منه…سيبدأ بالهجوم على زملاءه ورفاقه والمبادئ التي هاج لها وماج دفاعاً عنها وتقديساً لها …كما يحصل اليوم عندما ينشر احدهم سلسلة تحت تأثير السقوط الذي كان ربما اختلاف وجهات نظر…لكنه دفع نفسه للسقوط عندما بدأ يحاسب فترة هو مشارك فيها وايدها ولم يرفع صوته ضدها او لم يقترح حتى دراستها او مناقشتها ليس نقداً هادفاً انما طعناً وتجريحاً.
العلو نقطة سمو الوصول اليها يحصل بمشقة وتضحيات وآلام على الأغلب. والدرك الاسفل نقطة انحطاط والوصول اليها يكون سريعاً ويبدأ عندما يقع الجسم او الكتلة تحت رحمة الجاذب، والجاذب هنا ربما دار نشر وعدته وعداً او واين احمر ساخن او غرفة فوق السطوح مع من خلبت لب “نضاله” و”صولاته” ليتحول الى دمية… الوصول اليها (الدرك الاسفل) من نفس العلو سيستغرق نفس الفترة الزمنية مهما اختلفت الكتلة “المسؤولية” التي “يحملها” الساقط…أي اختلاف الكتلة لا يؤثر على لحظة الوصول.
السقوط الحر يبدا من سرعة الصفر او بسرعة الصفر والسقوط السياسي والاخلاقي يبدا عندما يصل ثبات الشخص الى الصفر وهنا يتساوى الكبير والصغير الثقيل والخفيف.
…………………
من يوم نوح
مروا كَبلنه بشر
عبروا صحاري وجبال وانهار او سوح
القمم…صعدوها قله
وهواية تعثروا بوديانها وسهولها وريكَانها وسفوح
اختاروا مراكب شرف قلة
وهواية تزاحموا عله منخور لوح السقوط