مقالات دينية

الثقة بوعد الله وسبل مواجهة العدو

الكاتب: وردا اسحاق

الثقة بوعد الله وسبل مواجهة العدو

بقلم / وردا أسحاق عيس القلّو
وندزر – كندا
الأنسان مدعو إلى تسليط الضوء على حياته وخاصة إلى ما في داخله ، فهو يحتاج إلى عيون تكشف له خفايا الداخل ويقرأها . وقد يتطلب الأمر بأن يختفي هو عن الأنظار ليعتكف مع نفسه بعيداً عن الناس فيتحدث إلى الله بصلواته وطلباته وبِصمتهِ منتظراً صوت الله في داخله ، والله يريد الأخلاء مع الأنسان في بيته أو صومعته أو في الصحاري والجبال ، لأنه ليس من السهل مطلقاً سماع صوت الله مع وجود الهواجس الخارجية والمشاكل التي يسببها الأختلاط مع العالم تفقد الأنسان ثقته بايمانه فلا يستطيع أن يفرز الصوت الداخلي فيه ، لهذا يجب الهروب والأختفاء لأجل تأمين الأتصال مع الهدف المنشود . على المؤمن أن يثق بأقوال الله ووعوده فيقرأ كلماته أو يسمع المواعظ الروحية ويبحث عن مضمونها . فالسبيل الأفضل هو سماع الصوت الصادر من داخله فيصغي أليه لكي يصل إلى الفرح عندما يفسر ويستدل على مصدر ذلك الصوت الذي يدفع الروح إلى أتباعه كما فعل أبراهيم وأنبياء كثيرين وكهنة ورهبان فلبوا طلب الصوت . يجب أخبار الأصدقاء بعد ذلك عن ذلك الصوت الجوهري الذي يدفعنا للوصول إلى الكنز الثمين . قد يواجه من يعمل لخدمة الرب أنتقادات كثيرة من القريبين فيتهموه بخسارة الوقت ، وعدم أستغلال المواهب ، وكسب الخيرات له ولعائلته إذا كان مرتبطاً بعائلة بسبب صرف قسم من وقته لله . أصوات سلبية يضعها عدو الخير في ألسنتهم لكي يقاوموا سبل الرب المستقيمة .
حب الله هو أقوى من حب الصديق والقريب . وحب الله للمؤمن قديم وموجود قبل أن يخلق ذلك الأنسان ، وكما كشف لنا الرب هذا السر للرسول نثنائيل عندما أتى به فيلبس إلى الرب . الله يدعو الأنسان وهو في رحم أمه ، فعليه أن يستلم ذلك الحب ويبقى وفياً له وقوياً أمام قوى الظلام ، ويثق بأن تلك القوة لا تستطيع أن تهيمن على حياته ، بل هو يواجهها دائماً ويحرز أنتصارات متكررة على كل تجربة كالتي أحرزها يسوع نفسه على الأبليس . لا وبل أحرز الأنتصار على الموت ، وأحرز للمؤمنين به القدرة على الموت كي يعيشوا بسلام ، فلا سلطان للموت على المؤمن لكنه يهيمن على تفكير الغير المؤمن ليعيش في صراع وخوف مستمر . الأنتصار الذي سجله المسيح على الصليب وختمه بقيامته لا يمكن لقوى الشر الهيمنة على خراف الرب لأنه الراعي الصالح الذي مات لأجلهم . فحب المؤمن لذلك الراعي الأمين هو أقوى من الموت ، لهذا يحسبون الموت ربحاً ووسيلة للعبور إلى حياة جديدة ملؤها النور والفرح والسلام ، فواجب المؤمن مع هذه الحياة هو الشهادة لحب الله ، وكما يتقدم الأنسان وينمو في هذا الطريق فحتماً سيتعرض إلى هجمات وتجارب وصعوبات التي تأتي من المقاوم الذي يشعره دائماً بأنه ضعيف وغير مستحق ولا يمتلك شيئاً يمكن أن يستفاد منه الآخرين .
كلما يتخطى الأنسان نحو الله ستزداد المعارك بين الله والشرير في أرضية قلب وفكر ذلك الأنسان. فالذي يتعرض إلى تجارب كثيرة عليه أن يعلم بأنه قوي وفي أيدٍ أمينة ، وأن الله لا يتركه لوحده ، بل يحسب خطوات مسيرة ذلك الأنسان نحوهُ ، وكما تراقب الأم مسيرة أبنها وخطواته . يجب أن يزول الخوف أولاً من قلب المؤمن أثناء المواجهة للأستعداد والمقاومة لأنه سيدخل في حروب كثيرة . والسلاح الأول الذي يجتاجه في حياته هو الحب الحقيقي ليسوع والعمل في خدمة رسالته والتضحية من أجل خدمة الكثيرين . وحب يسوع يتطلب دائماً العودة إلى العمق وسماع صوت الرب في الداخل وهذا الصوت يدعم الأنسان لمواجهة الأصوات الغريبة والمغرضة الصادرة من العدو فيرصدها قبل مروره في التجربة ، أو التجربة ستصبح سهلة له فينال منها بنجاح ليحصل على أكليل النصر .
العدو يتربص ويترتب كل خطوة ويبحث عن الضعفات للهجوم كأسد زائر يبحث عن فريسة لكن مقاومته لن تغدو بالغة الصعوبة إن سلم الأنسان نفسه في أحضان الراعي الصالح ، لأن الراعي الصالح هو الذي يدافع عنه وينقذه.
ولراعينا الصالح المجد دائماً..

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!