هوية بصرية لسوريا الجديدة تُعيد صياغة المستقبل، بينما العراق ما يزال يتخبط
هوية بصرية لسوريا الجديدة تُعيد صياغة المستقبل، بينما العراق ما يزال يتخبط في مستنقع رذيلة الفساد والتفرقة الطائفية
*المادة (١٢): اولاً : “ينظم بقانون علم العراق وشعاره ونشيده الوطني بما يرمز إلى مكونات الشعب العراقي”. عند قراءتك للدستور العراقي سوف تلاحظ بصورة واضحة وجلية أن العديد من المواد والفقرات تنتهي بعبارة أو جملة “وينظم ذلك بقانون”؟ وكان الأمر دبر بليل ومتفق عليه بين أحزاب السلطة الحاكمة لكي يبقى الوضع على ما هو عليه إلى حين أن يرث الله الأرض وما عليها ؟
الطائفية في العراق ليست مجرد انقسام، بل جرح نازف يمزق النسيج الاجتماعي. بمجرد النظر إلى وجه العراقي، تعرف إن كان شيعيًا أم سنيًا أم مسيحيًا، بل وحتى إلى أي حزب متأسلم ينتمي! الأحزاب التي ترفع شعارات الدين تتفنن في سرقة المال العام، تاركة الشعب يعاني من انقطاع الكهرباء، نقص المياه، وتردي الخدمات الصحية والتعليمية. العطل الرسمية والدينية، التي تُعد الأكثر في العالم، تُعطل أي محاولة للتنمية، إن وُجدت أصلاً. العراق، الذي كان يُفترض أن يكون قاطرة المنطقة، تحول إلى أضحوكة، دولة تُدار كمزرعة للأحزاب الحاكمة، بينما يتضور الشعب جوعًا ويأسًا.
في زمنٍ لم يتجاوز الثمانية أشهر منذ سقوط نظام عائلة (الأسد) في 8 ديسمبر 2024، تُدهش سوريا العالم بانطلاقتها السريعة نحو إعادة بناء هويتها الوطنية، اقتصادها، ومجتمعها. فبعد عقود من القمع والدمار، استطاعت الحكومة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، أن تضع أسسًا متينة لنهضة شاملة تُعيد السوريين إلى مسار التطور والحضارة. وكان آخر إنجازاتها إطلاق الهوية البصرية الجديدة في الخميس 3 تموز 2025، وهي ليست مجرد شعار أو تصميم، بل رمزٌ سياسي وثقافي يعكس طموحات شعبٍ تحرر من أغلال الماضي، ويربط بين عمق التاريخ السوري وتطلعات المستقبل. في المقابل، يقف العراق، الذي يتخبط منذ أكثر من عقدين في دوامة الفساد المالي والإداري، عاجزًا عن تحقيق أي تقدم يُذكر، تاركًا شعبه يعاني من التفرقة الطائفية والمذهبية، ومؤسساته غارقة في صراعات الأحزاب الحاكمة على الغنائم والامتيازات.سوريا، تلك الأرض التي نُهشت بالحروب والدمار، تنهض اليوم من تحت الرماد كطائر الفينيقي، بينما العراق، البلد الغني بالنفط والموارد، ما يزال ينخر جسده سرطان المحاصصة الطائفية ويتعفن في مستنقع الفساد، ا، والتخلف. سوريا استطاعت أن تُطلق نهضة شاملة، تُعيد صياغة مفهومها للحكم كدولة موحدة تتطلع إلى المستقبل بثقة. إطلاق الهوية البصرية الجديدة ليس مجرد حدث رمزي، بل إعلان عن ميلاد أمة جديدة، ترفض التفرقة، تعانق التاريخ، وتُعيد بناء نفسها بسرعة فرط صوتية. في المقابل، العراق، بعد 22 عامًا من الفوضى، يزحف كسلحفاة مريضة، مُقيدًا بأغلال الفساد المالي والإداري ، وصراعات الأحزاب المتأسلمة التي تتاجر بالدين وتسرق قوت الشعب.
الهوية البصرية الجديدة لسوريا، التي أُطلقت في حفل مهيب بقصر الشعب بدمشق، ليست مجرد تغيير رمزي، بل مشروع وطني شامل يعكس رؤية الدولة الجديدة. الشعار، المتمثل في طائر العقاب الذهبي، يحمل في طياته خمس رسائل أساسية: الاستمرارية التاريخية، تمثيل الدولة الجديدة، تحرر الشعب، وحدة الأراضي، وعقد وطني جديد يربط الدولة بالمواطن وحقه بالعيش الحر الكريم . هذا الشعار، المستوحى من تصميم عام 1945 للفنان خالد العسلي، يعبر عن وحدة سوريا عبر أجنحته التي ترمز إلى المحافظات الـ14، ونجومه الثلاث التي تُجسد تحرر الشعب وطموحه نحو مستقبل أفضل.وما يميز هذه الهوية هو قدرتها على صهر جميع مكونات الشعب في بوتقة واحدة، حيث لا مكان للتفرقة على أساس الدين أو المذهب. المسلم السني، الشيعي، الدرزي، المسيحي، وغيرهم، يجدون أنفسهم متحدين تحت مظلة المواطنة ، دون أن يشعر أحدهم بالإقصاء. هذا الإنجاز ليس وليد الصدفة، بل نتيجة رؤية واضحة للحكومة السورية الجديدة التي تسعى جاهدة لإعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة، من خلال التركيز على التعليم، الصحة، البنية التحتية، والتشريعات الاقتصادية التي تهدف إلى نهضة شاملة.وعلى الصعيد الاقتصادي، تبذل الحكومة جهودًا جبارة لإعادة إحياء الاقتصاد السوري الذي انهار بنسبة 64% منذ بدء الصراع في 2011. ففي غضون ستة أشهر فقط، تم خفض أسعار السلع الأساسية، زيادة رواتب الموظفين، وتفعيل سياسات تُعزز الإنتاجية دون الاعتماد على الديون الخارجية. هذه الخطوات، التي تمت بهدوء وبدون ضجيج إعلامي، تُظهر التزامًا حقيقيًا بإعادة بناء سوريا كدولة حديثة تسعى للحاق بالدول المتقدمة.
في المقابل، العراق يُقدم صورة مأساوية قاتمة لدولة تُحتضر غارقة في الفوضى والفساد المقزز والتفرقة الطائفية البغيضة. بعد 22 عامًا ، ما زال العراق عالقًا في دوامة الصراعات الحزبية، وما زالت تتصارع على السلطة والنفوذ والثروة، تاركة الشعب العراقي يعاني من انهيار الخدمات الأساسية، البطالة، والفقر. الفساد المالي والإداري أصبح سمة رئيسية للحكم، حيث تتسلط الأحزاب المتأسلمة على رقاب المواطنين، تسرق ثروات البلاد، وتوزع الغنائم فيما بينها. الفساد المالي والإداري ليس مجرد مشكلة، بل أصبح ثقافة راسخة يتم العمل فيها والترويج لصدقيتها ، حيث تُنهب أموال المشاريع علنًا، والمشاريع التي تُنجز إما فاشلة أو دون أدنى معايير النوعية والجودة.
حتى الشعار الوطني للدولة لم يتفقوا عليه، فكيف لهم أن يتفقوا على بناء دولة؟الطائفية في العراق ليست مجرد انقسام، بل جرح نازف يمزق النسيج الاجتماعي. بمجرد النظر إلى وجه العراقي، تعرف إن كان شيعيًا أم سنيًا أم مسيحيًا، بل وحتى إلى أي حزب متأسلم ينتمي! الأحزاب التي ترفع شعارات الدين تتفنن في سرقة المال العام، تاركة الشعب يعاني من انقطاع الكهرباء، نقص المياه، وتردي الخدمات الصحية والتعليمية. العطل الرسمية والدينية، التي تُعد الأكثر في العالم، تُعطل أي محاولة للتنمية، إن وُجدت أصلاً. العراق، الذي كان يُفترض أن يكون قاطرة المنطقة، تحول إلى أضحوكة، دولة تُدار كمزرعة للأحزاب الحاكمة، بينما يتضور الشعب جوعًا ويأسًا.حيث تُسرق أموال المشاريع علنًا دون أي رادع، والمشاريع التي تُنجز إما أن تكون دون المستوى أو تفتقر إلى أدنى معايير الجودة. حتى الرموز الوطنية، مثل شعار الدولة، لم تُحسم بعد بسبب الخلافات الطائفية والسياسية، مما يعكس غياب رؤية وطنية موحدة.العراق، الذي كان يُفترض أن يكون نموذجًا للديمقراطية في المنطقة، تحول إلى ساحة للصراعات الطائفية والمذهبية. الشيعي، السني، المسيحي، وحتى الأقليات الأخرى، يُعرفون بسهولة من ملامحهم أو انتماءاتهم الحزبية، في مشهد يعكس انقسامًا اجتماعيًا عميقًا. الأحزاب المتأسلمة، التي تتغنى بالدين، تتفنن في تقاسم الغنائم وتوزيع الامتيازات، بينما يعاني المواطن العراقي من انقطاع الكهرباء، نقص المياه، وتردي الخدمات الصحية والتعليمية. العطل الرسمية والدينية، التي تُعد من الأكثر في العالم، تُعطل عجلة التنمية الاقتصادية، إن وُجدت تنمية أصلاً.
سوريا اليوم تنطلق بسرعة فرط صوتية، مدفوعة برؤية واضحة تهدف إلى إعادة بناء الإنسان السوري ومؤسساته. الهوية البصرية الجديدة ليست سوى جزء من مشروع أكبر يهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية، نبذ العن*ف، وإعادة سوريا إلى مكانتها كدولة حديثة. في المقابل، العراق يزحف ببطء السلحفاة، محاصرًا بفسادٍ مالي وإداري ينخر مؤسساته، وصراعات طائفية تُمزق نسيجه الاجتماعي. بينما استطاعت سوريا في أشهر معدودة صياغة هوية وطنية موحدة، يعجز العراق بعد عقود عن الاتفاق على شعار وطني يمثل الجميع.الخلل في العراق يكمن في غياب الإرادة السياسية الحقيقية لإصلاح النظام ومحاربة الفساد. الأحزاب الحاكمة، التي تتاجر بالشعارات الدينية والطائفية، تُمعن في استغلال المواطن، تاركة إياه في حالة من اليأس والإحباط. إلى متى سيظل العراق رهينة هذه الأحزاب التي تتسلط على رقاب المواطنين؟ ولماذا يُصر النظام السياسي على إدامة هذا الواقع المزري؟
في المقابل، العراق هو سجين ماضيه منذ اكثر من عقدين على الترويج لبشائر الدولة الديمقراطية والمواطنة هذا الشعار الذي قدم مع أول دبابة للغزو دخلت العاصمة بغداد ،وما يزال يزحف كسلحفاة مريضة، مُثقل بالفساد والطائفية و محاصرًا بفسادٍ مالي وإداري ينخر مؤسساته، وصراعات طائفية تُمزق نسيجه الاجتماعي.والأحزاب المتاسلمة الحاكمة، التي تتاجر بالدين، تُحول العراق إلى سوق للغنائم، تاركة الشعب في حالة من العوز والإذلال.ما الذي يجري في العراق؟ وإلى متى سيظل هذا البلد رهينة حفنة من اللصوص الذين يتسترون بالدين والطائفية؟ الخلل يكمن في نظام سياسي فاسد، يُكافئ الجهل والفساد، ويُعاقب المواطن العادي والمسؤول الذي تظهر عليه علامات الكفاءة والمهنية والشفافية والنزاهة . العراق يفتقر إلى القيادة الوطنية التي تُؤمن بالمواطنة، ويغرق في مستنقع الصراعات الحزبية التي لا تنتهي. سوريا، التي خرجت للتو من حرب أهلية طاحنة، تُعلم العالم درسًا في الوحدة والنهضة، بينما العراق، الغني بالثروات، يُعلم العالم كيف تُدمر دولة بأيدي حكامها.
سوريا اليوم تقدم نموذجا ودرسًا للعراق وللعالم العربي وللعالم اجمع بأسره. استطاعت أن تُطلق هوية بصرية تُعبر عن عمقها التاريخي وطموحها المستقبلي، صاهره شعبها في بوتقة المواطنة. لكنها استطاعت في وقت قياسي أن تُعيد صياغة هويتها، تُعزز وحدتها الوطنية، وتضع أسسًا لنهضة اقتصادية واجتماعية. الهوية البصرية الجديدة ليست مجرد رمز، بل تعبير عن إرادة شعب قرر أن ينهض من تحت الركام. أما العراق، فما زال يتخبط في مستنقع الفساد والتفرقة، عاجزًا عن تقديم أي إنجاز يُذكر. حان الوقت لأن يتعلم العراق من الدرس السوري، وأن يتحرر من قيود الطائفية والفساد، ليبدأ رحلة إعادة بناء هويته الوطنية، قبل أن يغرق أكثر في ظلام الماضي.هذه النهضة ليست صدفة، بل نتيجة إرادة سياسية حقيقية ترفض التفرقة وتُراهن على الإنسان. أما العراق، فهو أمام خيارين: إما أن يتعلم من الدرس السوري، يُطيح بالأحزاب الفاسدة، ويبدأ رحلة إعادة بناء هويته الوطنية، أو أن يظل غارقًا في مستنقع الفساد والطائفية، تاركًا شعبه يدفع ثمن جشع الحكام. حان الوقت للعراق أن يستيقظ، قبل أن يُصبح مجرد ذكرى حزينة في كتب التاريخ.
العراق أمام مفترق طرق بينما استطاعت سوريا في أشهر معدودة صياغة هوية وطنية موحدة، يعجز العراق بعد عقود عن الاتفاق على شعار وطني يمثل الجميع.الخلل في العراق يكمن في غياب الإرادة السياسية الحقيقية لإصلاح النظام ومحاربة الفساد. الأحزاب الحاكمة، التي تتاجر بالشعارات الدينية والطائفية، تُمعن في استغلال المواطن، تاركة إياه في حالة من اليأس والإحباط. إلى متى سيظل العراق رهينة هذه الأحزاب التي تتسلط على رقاب المواطنين؟ ولماذا يُصر النظام السياسي على إدامة هذا الواقع المزري؟