آراء متنوعة

ميكيافيلية كرة القدم براءة التشجيع ودهاليز التوظيف

ميكيافيلية كرة القدم براءة التشجيع ودهاليز التوظيف

ميكيافيلية كرة القدم براءة التشجيع ودهاليز التوظيف

حسين الذكر

برعاية وزير الشباب والرياضة د احمد المبرقع تم بعون الله الاحتفاء بتوقيع كتابي الجديد ( ميكيافليلة كرة القدم .. ملفات في دهاليز الحرب الناعمة ) .. بحضور نخبوي مميز من قيادات وعاملين في الوسط الرياضي والاكاديمي والاعلامي .. ممن أثرت مداخلاتهم المعنى العام المقصود في الميكافيلية التي ذهبنا اليها في العنوان .. حيث اثارت بعض التسائلات المقصودة هنا ..

فمن وجهة نظر واضحة : ان لا علاقة بين كرة القدم تلك اللعبة المحببة لملايين المتيمين فيها عبر بقاع المعمورة ولا تقتصر على الفقراء كما كانت تشير تسميتها باللعبة الشعبية .. اذ اصبحت محط اهتمام الدول والحكومات والشركات لما تحمله من شغف منافسة معزز بعطاء ابداعي تجود به اقدام اللاعبين منذ دخولهم حيز التنفيذ الفعلي حتى اعتزالهم الميدان .

بعض الحضور الكرام تسائل عن مدى تطابق العنوان بما تحمله الميكيافلية من قبح في التع-اط*ي الذي يمثل نهج مادي بحت لتحقيق الغاية بمعزل عن الوسيلة وبين تلك اللعبة الجماهيرية التي اساسها المنافسة والمتعة والابداع .

ان التساؤل هنا مشروع .. مما اضطرنا الى تحري الاجابة باسهل الطرق سواء بالاحتفالية او ما كتبناه لاحقا بتغريدات واعمدة وتصريحات اعلامية : اذ اكدنا على ان المقصود لا ينحصر في الميدان الكروي ولا نقصد به الادوات المعطاء التي تشكل لوحة فنية على المستطيل الاخضر بشكل آخذ جذاب من خلال مهاراتها وديمومة جمال عطاؤها تلك الكتل البشرية المشجعة المحركة للمشاعر الباذلة من اجل اللعبة .

القضية برمتها تتعلق بتوظيف واستغلال ذلك العطاء البريء بصورة تجعل من الراي العام الكتلوي المشجع بهوس مادة وميدان خفي لتحقيق اهداف سياسية ليس لها علاقة بالوسط الكروي بقدر ما تعنيه من دهاليز مظلمة لتحقيق اهداف راسمالية بعيدة كل البعد عن العطاء البريء .

ما نريد قوله : ان عصر العولمة غير رؤية وفلسفة الدول نحو التع-اط*ي مع اللعبة بما يشكل خطرا كبيرا في تحريك وتوظيف الراي العام سيما الشباب المندفعين المتحمسين منهم .. تلك البراءة التي تختمر وتدار داخل دهاليز لا يعلهما اولئك اصحابها فيما تعد مادة دسمة لتحقيق مصالح سياسية على حساب مشاعر واحاسيس وانتماءات مضيئة ..

ضربنا مثلا في تطوير منظومة التحكيم الكروي ( الفار ) باعتباره آخر صرخات تقنيات العولمة لتعزيز مصالح رسمالية ليس لها علاقة بالشعار المرفوع لعدالة كرة القدم .. بعد ان اصبحت اللعبة تدر مليارات الدولارات في مباراة او بطولة واحدة ولا يمكن ان يترك المبلغ الضخم متحكم به من خلال مهارة اللاعب ..

هنا تكمن علية الميكيافليلة المقصودة التي ستبقى اداة راسمالية لتحقيق الغاية بمعزل عن اي مبدا اخلاقي سواء في السياسة او غيرها . مما يحتم – من وجهة نظرنا – ضرورة تغير الرؤية لمفهوم اللعبة من قبل القيادات وبما يخدم المصالح الوطنية الكبرى التي ينبغي ان تكون فيها الرياضة عامة وكرة القدم خاصة ادة من ادواة بناء قوة الدولة وترسيخها وان لا تسمح للافراد مهما كانوا من تحويلها الى اداة لخرابها واستهلاكها وتعطيلها .

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!