آراء متنوعة

صواريخ الرعب وتغيير قواعد اللعبة فتاح-1 يقلب موازين

اللواء الركن ضرغام زهير الخفاجي
كاتب وباحث في قضايا الأمن الإقليمي
خبير في شؤون الدفاع والتدريب والعلاقات الدولية

 

شهدت الأيام الأخيرة تحولًا نوعيًا في الاستراتيجية الإيرانية بمواجهة إس*رائي*ل حيث لم يعد التركيز على الكمّ في الإطلاقات الصاروخية كما كان سابقًا بل جرى الانتقال إلى النوعية الفائقة باستخدام صواريخ باليستية فرط صوتية يصعب اعتراضها من قبل المنظومات الأمريكية والإ*سر*ائي*لية المتقدمة مثل “القبة الحديدية”، “ثاد”، و”آرو”.
فبعدما كانت نسبة إصابة الصواريخ الإيرانية لأهداف داخل إس*رائي*ل لا تتجاوز 4% سجل مساء أمس تطورًا نوعيًا خطيرًا حين أصابت 30 صاروخًا باليستيًا إيرانيًا أهدافها داخل إس*رائي*ل بدقة كاملة في سابقة عسكرية قلبت الموازين وأربكت الدفاعات الجوية الإ*سر*ائي*لية.

فتاح يدخل الميدان: الصاروخ الذي لا يُصد
أعلنت وسائل إعلام إيرانية وقادة الحرس الثوري استخدام صواريخ “فتاح-1” فرط الصوتية في هذه الموجة الجديدة مؤكدين أن “الهجوم أثبت السيطرة الكاملة على سماء الأراضي الإ*سر*ائي*لية” في إشارة مباشرة إلى انهيار فاعلية الدرع الصاروخي الإ*سر*ائي*لي.
صاروخ فتاح-1 هو صاروخ باليستي فرط صوتي بمدى يصل إلى 1400 كيلومتر مزود بمحرك مزدوج أحدهما داخل الرأس الحربي نفسه يمنحه سرعة تفوق 13 ماخ (أكثر من 16,000 كم/ساعة). ولا يقوم الصاروخ بمناورات جوية كما يشاع بل يعتمد على نبضة دفع عنيفة عند دخول الغلاف الجوي مما يعقد قدرة الرادارات على تتبعه أو اعتراضه.

انهيار الردع التقليدي: ثاد وآرو عاجزان

تظهر قوة “فتاح” في إطلاقه على شكل رشقات صاروخية متزامنة بحيث تظهر لأجهزة الرصد كأجسام متشابهة تسير بسرعة خارقة مما يُربك منظومات الاعتراض. وعند دخول الرأس الحربي للغلاف الجوي تنفلت الأمور من يد المنظومات الدفاعية بسبب السرعة القصوى وقدرات المناورة فتصل الصواريخ إلى أهدافها قبل تفعيل أي اعتراض فعال.
الهجوم الأخير تسبب في انهيار أحد الأبنية في تل أبيب رغم أن رأس الصاروخ الحربي لا يتجاوز وزنه 450 كغ. ذلك لأن الطاقة الحركية الناتجة عن السرعة الفائقة تعادل عدة أطنان من المتفجرات التقليدية ما يضاعف التأثير التدميري بشكل مذهل.

تصعيد إقليمي وتحذيرات أمريكية

التصعيد المتبادل بين إيران وإس*رائي*ل رفع مستوى التوتر الإقليمي إلى مستويات غير مسبوقة. وفي تطور خطير دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى “استسلام غير مشروط” من جانب إيران محذرًا من ضربة محتملة على طهران بعد ورود معلومات استخباراتية عن استخدام إيراني محتمل لسلاح كيميائي ضد تل أبيب.
صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن مصادر أمريكية أن إيران أعدت ترسانة من الصواريخ والمعدات العسكرية لاستهداف قواعد أمريكية في الشرق الأوسط في حال تدخلت واشنطن مباشرة إلى جانب إس*رائي*ل.

الخصائص الفنية لصاروخي “فتاح-1″ و”فتاح-2”:

اولا. صاروخ فتاح-1:

صاروخ باليستي فرط صوتي (Hypersonic).
• السرعة: أكثر من Mach 13 (≈ 16,000 كم/ساعة).
• المدى: 1400 كم.
• الرأس الحربي: تقليدي عالي الانفجار بوزن 450 كغ.
• التوجيه: مزدوج (داخلي وGPS).
• المناورة: رأس حربي مزود بمحرك منفصل لتغيير الاتجاهات بسرعات عالية.
• قابل للإطلاق من منصات ثابتة أو متحركة.

ثانيا. فتاح-2 (النسخة الأحدث):

سرعة: تتجاوز Mach 15 (≈ 18,000 كم/ساعة).
• دقة محسّنة بفضل تحديث أنظمة التحكم والتوجيه.
• قدرة أعلى على المناورة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
• تطوير في مستوى التخفي وتفادي الرادارات.
• قابل للانقضاض المباشر على أهداف استراتيجية.

الاستنتاجات

رسالة إيران واضحة: زمن “القبة الحديدية” و”ثاد” قد انتهى أمام الأسلحة الفرط صوتية.
• الردع التقليدي أصبح محل تساؤل وعلى إس*رائي*ل وحلفائها إعادة تقييم أنظمتهم الدفاعية.
• الولايات المتحدة قد تُجبر على الدخول في مواجهة مباشرة في حال استمرار التصعيد.
• إذا ثبتت كفاءة “فتاح” ميدانيًا فقد يشكل نقطة تحوّل في قواعد الاشتباك الإقليمي.
• أمكانية توجيه ضربة انتقامية بسلاح كيمياوي او منضب إلى أهداف دقيقة داخل إس*رائي*ل.

خاتمة:

التحول الإيراني من الكم إلى النوع في استخدام القوة الصاروخية لا يمثل فقط تطورًا تقنيًا بل إعلانًا ضمنيًا بتغير قواعد اللعبة الاستراتيجية في الشرق الأوسط. نحن أمام مشهد جديد قد يعيد رسم موازين الردع ويفتح الباب أمام مواجهة إقليمية لا يمكن احتواؤها بسهولة ما لم يتم تدارك الأمور عبر الدبلوماسية لا القوة فقط.
فهل نحن أمام ضربات ا*نت*حا*رية بين الطرفين أم بداية نهاية المعركة.

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!