الكائنات السماوية واللون الأبيض
( في عالم الكتاب المقدس يصحب اللون الأبيض الأعياد وتعابير البشر السارة فهو يوحي بالبراءة والفرح والنقاء ويثير الإعجاب وبما أنه لون النور والحياة فهو يتعارض مع اللون الأسود لون الظلام والحداد ويستعمل الكتاب المقدس هذه المعاني المختلفة ولكنه يعطيها بُعداً جديداً خاصاً بالأزمنة الأخيرة فالأبيض هو علامة الكائنات المشتركة في مجد الله الكائنات السماوية والبيضاء علامة الفرح والارتهاج وعلامة على الطهاة والنقاء وتستعمل عبارة او استعارة اللباس الأبيض على وجه تقليدي للدلالة على واقع الانسان في العمق فمن دنس ثوبه أمسى غير أهل ومن لبس ثوباُ أبيض طهر واشترك في حياة المسيح القائم من بين الاموات )
رؤيا يوحنا 3 / 4
ولكن عندك بعض الناس في سرديس لم يدنسوا ثيابهم فسيواكبونني بالملابس البيض لأنهم أهل لذلك
رؤيا يوحنا 3 / 18
أشير عليك أن تشتري مني ذهبا منقى بالنار لتغتني وثيابا بيضا لتلبسها فلا يبدو عار عريتك وإثمدا تكحل به عينيك ليعود إليك النظر
( إثمد تعني الكلمة حجراً يكتحل به العين لشفاء مرضها )
رؤيا يوحنا 4 / 4
وحول العرش أربعة وعشرون عرشا وعلى العروش جلس أربعة وعشرون شيخا يلبسون ثيابا بيضا وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب
( العروش والثياب البيضاء والأكاليل توافق الميزات الموعود بها للمسييحيين )
رؤيا يوحنا 6 / 11
فأعطي كل منهم حلة بيضاء وأمروا بأن يصبروا وقتا قليلا إلى أن يتم عدد أصحابهم وإخوتهم الذين سيق*ت*لون مثلهم
رؤيا يوحنا 7 / 9 – 10
رأيت بعد ذلك جمعا كثيرا لا يستطيع أحد أن يحصيه من كل أمة وقبيلة وشعب ولسان وكانوا قائمين أمام العرش وأمام الحمل لابسين حللا بيضاء بأيديهم سعف النخل وهم يصيحون بأعلى أصواتهم فيقولون الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللحمل
( بأيديهم سعف النخل لا شك ان في ذلك تلميحاً الى ليترجية عيد الاكواخ كان الشعب في أثنائه يدخل في موكب حرم الهيكل ملوحاً بأغصان النخل ومرنماً المزمور 118 وفيه هذه الصلاة هوشعنا )
مزمور 118
احمدوا الرب لأنه صالح لان للأبد رحمته ليقل بيت إس*رائي*ل إن للأبد رحمته ليقل بيت هارون إن للأبد رحمته ليقل المتقون للرب إن للأبد رحمته في الضيق دعوت الرب فاستجاب الرب لي وفي الرحب أقامني الرب معي فلا أخاف وماذا يصنع بي البشر؟الرب معي بين ناصري فأرى خيبة مبغضي الاعتصام بالرب خير من الاتكال على البشر الاعتصام بالرب خير من الاتكال على العظماء أحاطت بي جميع الأمم باسم الرب أقطعها أحاطت بي ثم أحاطت بي باسم الرب أقطعها أحاطت بي كالنحل وانطفأت كنار الشوك باسم الرب أقطعها دفعتني دفعتني لكي أسقط لكن الرب نصرني الرب قوتي ونشيدي لقد كان لي خلاصا صوت تهليل وخلاص في خيام الأبرار يمين الرب ببأس عملت يمين الرب ارتفعت يمين الرب ببأس عملت لا أموت بل أحيا وبأعمال الرب أحدث أدبني الرب تأديبا لكنه إلى الموت لم يسلمني إفتحوا لي أبواب البر فأدخل وأحمد الرب هذا باب الرب فيه يدخل الأبرار أحمدك لأنك أحببتني وخلاصا كنت لي الحجر الذي رذله البناؤون قد صار رأس الزاوية من عند الرب كان ذلك وهو عجب في أعيينا هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنبتهج ونفرح فيه إمنح الخلاص يا رب امنح إمنح النصر يا رب امنح تبارك الآتي باسم الرب نبارككم من بيت الرب الرب هو الله وقد أنارنا فرصوا المواكب والأغصان في أيديكم حتى قرون المذبح أنت إلهي فأحمدك أللهم إني أعظمك إحمدوا الرب لأنه صالح لأن للأبد رحمته
رؤيا يوحنا 7 / 13 – 14
فخاطبني أحد الشيوخ قال هؤلاء اللابسون الحلل البيضاء من هم ومن أين أتوا؟فقلت له يا سيدي أنت أعلم فقال لي هؤلاء هم الذين أتوا من الشدة الكبرى وقد غسلوا حللهم وبيضوها بدم الحمل
( المقصود في هذه هو الشدة الأخيرية والاضطهادات هي ظاهرة من ظواهرها )
سفر الجامعة 9 / 8
لتكن ثيابك بيضاء في كل حين ولا ينقص الطيب عن رأسك
سفر يشوع بن سيراخ 43 / 18
يذري الثلج كما تتساقط العصافير فتنزل كما يقع الجراد تعجب العين من حسن بياضه ويذهل القلب من سقوطه
( إن كتاب الرؤيا في وصفه للعالم السماوي هو الكتاب الذي يكرر بإلحاح أكثر اللون الأبيض فيبرز بذلك معناه الخاص بالأزمنة الأخيرة كما ورد عن الحصاة والغمامة والفرس والعرش ولكنّ الكتاب المقدّس كله بعهديه القديم والجديد يبرز بهاء الكائنات الآتية من السماء وبياضها سواء تكلم عن الرجل اللابس كتّاناً أو عن الملائكة المرسلين من قبل الله الذين عليهم الثياب البرّاقة أو عن الأربعة وعشرين شيخاً الذين في البلاط السماوي أو عن ابن الإنسان أو عن المسيح نفسه الذي أعلن عنه القديم الأيام الذي لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي )
رؤيا يوحنا 2 / 17
من كان له أذنان فليسمع مما يقول الروح للكنائس الغالب سأعطيه منا خفيا وسأعطيه حصاة بيضاء حصاة منقوشا فيها اسم جديد لا يعرفه إلا الذي يناله
( الغالب سأعطيه مناً خفياً ورد في سفر الخروج 16 / 32 – 34 وقال موسى هذا ما أمر الرب به املأوا عمرا منه ليكون محفوظا مدى أجيالكم حتى يروا الطعام الذي أطعمتكم في البرية حين أخرجتكم من أرض مصر وقال موسى لهارون خذ وعاء واجعل فيه ملء العمر منا وضعه أمام الرب ليكون محفوظا مدى أجيالكم فوضعه هارون أمام الشهادة ليكون محفوظا كما أمر الرب موسى ان قليلاً من المن البرية وضع في خيمة الموعد ذكراً لعناية الله لشعبه وسأعطيه حصاة بيضاء ان اللون الابيض يوحي بشيء من المشاركة في المجد ويركز الانتباه بوجه خاص على الاسم المقدس المكتوب على تلك الحصاة وحصاة منقوشاً فيها آسم جديد هذا الاسم يفوق جميع الاسماء والذي ناله المسيح بعد قيامته المسيحي سيشترك في اسم ربه أي مدعو الى المشاركة في حياته ومصيره اي بمعنى أخر مع حياة المسيح ومصيره بدون حفظ وصايا وتعاليم المسيح والكتاب المقدس لا يمكن ان نكون له تلاميذ حقيقيين )
رؤيا يوحنا 14 / 14
ورأيت غمامة بيضاء وعلى الغمامة جالسا من هو أشبه بابن إنسان على رأسه إكليل من ذهب وبيده منجل مسنون
( ابن الانسان من الواضح ان المقصود هو يسوع المسيح وهي تسمية رمزية استخدمت في الأدب الرؤيوي اليهودي بعد الجلاء للدلالة على كائن غامض )
رؤيا يوحنا 19 / 11
ورأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض يدعى فارسه الأمين الصادق وبالعدل يقضي ويحارب
( وصف هذا الفارس السماي من عدة نبوءات تساعد على توضيح هويته وفهم عمله انه المشيح ابن داود وانه أيضا أي المسيح كلمة الله التي تقوم في وصف ليلة الفصح وقام الملاك المبيد )
رؤيا يوحنا 20 / 11
ورأيت عرشا عظيما أبيض والجالس عليه فمن وجهه هربت الأرض والسماء ولم يبق لهما أثر
( لم يبقى لهما مكان أي السماء والأرض قد تفهم هذه الجملة بمعنى إوالة الخليقة الأولى أو بنتحيتها السماء والأرض ليس هما سوى إطار عمل فيه البشر وهم المسؤولون الوحيدون والمعنيون إذاً بالدينونة )
سفر حزقيال 9 / 2
وإذا بستة رجال مقبلين من طريق الباب الأعلى المتجه نحو الشمال وكل واحد أداة تحطيمه بيده وفي وسطهم رجل لابس كتانا وعلى وسطه دواة كاتب فدخلوا ووقفوا بجانب مذبح النحاس
( ستة رجال كانت ابواب اورشليم الستة في ذلك الحين وبالتالي سيتم الهجوم من جميع الابواب والرجل اللابس الكتاب هو لباس الكهنة ودواة كاتب أي قنينة الحبر التي كان الكاتب يغمس فيها ريشته )
انجيل لوقا 24 / 4
وبينما هن في حيرة من ذلك إذ حضرهن رجلان عليهما ثياب براقة
( هنا النساء لم يجدن جثمان يسوع فوعقن في حيرة من ذلك وبعدها عرفت النساء أنهما ملاكان )
سفر اعمال الرسل 10 / 30
فقال له قرنيليوس كنت قبل أربعة أيام في مثل هذا الوقت أصلي في بيتي عند لساعة الثالثة بعد الظهر وإذا رجل عليه ثياب براقة قد حضر أمامي
سفر دانيال 7 / 9
وبينما كنت أنظر إذ نصبت عروش فجلس قديم الأيام وكان لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار وعجلاته نارا مضطرمة
( عروش القضاة ان قديسي الله سيدينون معه وهذا ما يوافق التقليد اليهودي ولا سيما مواعد يسوع اما عرش الله وعجلاته المضطربة بالنار فانه يذكر بالمركبة الالهية الوارد ذكرها في سفر حزقيال الفصل الاول
فنظرت فإذا بريح عاصف مقبلة من الشمال وغمام عظيم ونار متواصلة وللغمام ضياء من حوله ومن وسطها ما يشبه اللمعان القرمزي من وسط النار ومن وسطها شبه أربعة حيوانات وهذا منظرها لها هيئة بشر ولكل وأحد أربعة وجوه ولكل واحد أربعة أجنحة وأرجلها أرجل مستقيمة وأقدام أرجلها كقدم رجل العجل وهي تبرق مثل النحاس الصقيل ومن تحت أجنحتها أيدي بشر على أربعة جوانبها وكذلك وجوهها وأجنحتها لأربعتها أجنحتها متصلة واحد بالآخر والحيوانات لا تعطف حين تسير فكل واحد منها يسير أمام وجهه أما هيئة وجوهها فهو وجه بشر ووجه أسد عن اليمين لأربعتها ووجه ثور عن الشمال لأربعتها ووجه عقاب لأربعتها وجوهها وأجنحتها منفصلة من فوق لكل واحد جناحان متصلان أحدهما بالآخر وجناحان يستران أجسامها وكانت تسير كل واحد منها أمام وجهه وإلى حيث الروح يوجه السير كانت تسير ولا تعطف حين تسير أما هيئة الحيوانات فمنظرها كجمرات نار متقدة كمنظر مشاعل وهي تسير بين الحيوانات وللنار ضياء ومن النار يخرج برق والحيوانات تجري وترجع ومنظرها كالبرق فنظرت الحيوانات فإذا بدولاب واحد على الأرض بجانب الحيوانات ذوات الوجوه الأربعة منظر الدواليب وصنعها كلمعان الزبرجد ولأربعتها شكل واحد ومنظرها وصنعها كأنما كان الدولاب في وسط الدولاب فعند سيرها تسير على جوانبها الأربعة ولا تعطف حين تسير أما دوائرها فعالية و هائلة ودوائرها ملأى عيونا من حولها لأربعتها وعند سير الحيوانات تسير الدواليب بجانبها وعند رتفاع الحيوانات عن الأرض ترتفع الدواليب وإلى حيث الروح يوجه السير كانت تسير والدواليب ترتفع معها لأن روح الحيوان في الدواليب فعند سير تلك تسير هذه وعند وقوفها تقف وعند ارتفاعها عن الأرض ترتفع الدواليب معها لأن روح الحيوان في الدواليب وكان على رؤوس الحيوانات شبه جلد كلمعان البلور الهائل منبسط على رؤوسها من فوق وتحت الجلد أجنحتها مستقيمة الواحد نحو الآخر لكل واحد اثنان يستران أجسامها من جهة ولكل واحد اثنان يسترانها من جهة أخرى وسمعت صوت أجنحتها كصوت مياه غزيرة كصوت القدير فعناء سيرها كان صوت جلبة كصوت معسكر وعند وقوفها كانت ترخي أجنحتها وعند وقوفها وهي مرخية أجنحتها كان صوت من فوق الجلد الذي على رؤوسها وفوق الجلد الذي على رؤوسها كمنظر حجر اللازورد في هيئة عرش وعلى هيئة العرش هيئة كمنظر بشر عليه من فوق ورأيت كلمعان القرمز كمنظر نار بالقرب منه محيطا به مما بشبه وسطه إلى فوق ومما يشبه وسطه إلى تحت رأيت كمنظر نار والضياء يحيط به وكان منظر هذا الضياء من حوله مثل منظر قوس الغمام في يوم مطر هذا منظر يشبه مجد الرب فنظرت وسقطت على وجهي وسمعت صوت متكلم
اعداد الشماس سمير كاكوز