في السخرية السابقة ذكرت هذا القول ، وقلتُ فيها لكم الحق في إقتباس هذه المقولة والكتابة عنها ( أنا تعبتُ ) . ولكن لا احد استغل المقولة وكتب عنها، لهذا سأمرّ عليها بنفسي وبسخرية مختصرة .
هناك قطيع من الغنم يرقص ويهلل في مراعي خضراء غير مكترث لأي هجمات الذئب لأن هناك مَن يحرسه من تلك الهجمات ! لأكثر من سبعون عاماً ترعى الخراف الأوروبية في مراعي نرويجية وهولندية ودنماركية وتنتج افضل أنواع الأجبان والصوف الحريري دون أن تتأثر بأي هجوم من الذئب المجاور . وهذا جَمه بفضل حماية واشنطن لهم . استفادوا من ذلك بتطوير بلدانهم وشعوبهم ( خاصة في مسألة استقدام لاجئين ار*ها*بيين لبلدانهم من اجل تهجين التكاثر الرباني ) وهذا كُله على حساب حامي المراعي ! وعندما يأتي موعد الحليب والجبن فتباع للصيني والسنغافوري والياباني والكوري وغيرها بأسعار اقل بكثير من بيعها لواشنطن ! وعندما يحتاجون لشراء القماش او ألمنيوم اجنبي فيأتون بها من فيتنام والهند وماليزيا ويتركون البضاعة الأمريكية تتعفن في مصانعها ! جاء ترامب وقال لهم يا أيها التافهين لا اجد أي منتج أمريكي في أسواقكم بالرغم من إنني اصرف عشرة بالمائة من ميزانيتي السنوية في التصنيع العسكري لحمايتكم مقابل واحد بالمائة مما انتم تضعونه للصناعة العسكرية ، وتجارتكم ومشترياتكم آسيوية وغير أمريكية ، فلماذا استمرّ في هذا الغباء ! ببساطة هذا هو الموقف !
ترامب رجُل أعمال ولا يكترث للقيم الأوروبية ولا بطيخ ثقافي ! فكّر في الأمر واكتشف إن بلده مخدوع ومضحوك عليه لأكثر من سبعون عاماً ! فقرر المواجهه . المواجهه كانت عندما ادرك بأنه إذا ما صادق الذئب وجعله في صفه فلماذا سيصرف كل هذه الطاقة الرهيبة لحماية الخرفان ! في ماذا سيحتاج تلك الخرفان إذا كانت لا تفيده بشيء ! شوفوا المعادلة كم هي بسيطة ! هذه الخرفان ترغب في توريطه بمحاربة الذئب وهي تتفرج وتضحك عليه وتنتظر نتيجة النزاع ( اللعنة عليكم وعلى رؤوسكم العفنة ) ! هذا الكلام قاله ترامب وليس أنا . لا احارب الذئب ، لا بل سأجعله صديقي وعليكم تدبير شؤونكم ومواقفكم وتحموا أنفسكم بأنفسكم !
التجارة الأمريكية ليست مع تلك الخرفان ولكن مع أبقار أخرى خارج تلك المزرعة ! والمراعي الأمريكية ليست في أوروبا بل في مناطق أخرى ، فلماذا يحمي تلك الخرفان التافهه ! وأمريكا لا تحتاج تلك الخرفان لزيادة مراعيها في مناطق أخرى ! ولا تحتاج موافقتها كي تشتري أراضي زراعية جديدة ! ولا تحتاجها في أي عملية زراعية أخرى ! فلماذا ستُسقي مراعيها وبساتينها ! الشغلة بسيطة جداً ! ترغب في السقي تعال وإشتري الماء من عندي ! لا تشتري ! طُز فيك وفي أراضيك ! طُز في خرفانك ، وليهجم عليك الذئب كل ساعة ! والله فكرة !
الرعاة الأوروبيين ضحكوا على واشنطن لأكثر من سبعون عاماً ، واخيراً جاء الرجل الذي يقول لهم إما يكون حليبكم لي أو أحموا نفسكم بأنفسكم من الذئب . والله له الحق ! ضعوا أنفسكم انتم الهوائيين في محله كيف ستتصرفون ! أنا لم ادخل في التفاصيل المعقدة والعميقة ( هذا هو مستوانا ) ولكن سهبتُ الموضوع بطريقة الراعي والغنم والتي نحن شطار فيها ! هسة راح يجي واحد يكتب نقد طوله ستة كيلومترات عن ما سخرته أنا ! هو عباله عدنا وهس نقرأ تاريخ اوروبا من جديد …
نيسان سمو 22/02/2024
