أسد يهودا : صراع داخل الموساد، فكتور أوستروفسكي – مهند طلال
أسد يهودا : صراع داخل الموساد كتاب لڨكتور أوستروڤسكي ؛ ترجمة: محمد نجار يقع على متن 333 صفحة من القطع الكبير وهو من اصدارات الأهلية للنشر والتوزيع في عمان/الاردن وتاريخ الإصدار 1997.
فيكتور جون أوستروفسكي (من مواليد 28 نوفمبر 1949) هو مؤلف هذا الكتاب، وهو وضابط مخابرات، حيث كان ضابط حالة في الموساد الإ*سر*ائي*لي لمدة 14 شهرًا قبل فصله. وبعد تركه الموساد، ألف أوستروفسكي اربع كتب عن خدمته مع الموساد: الاول عن طريق الخداع وهو الكتاب الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز عام 1990، والثاني الجانب الآخر من الخداع بعد عدة سنوات. والثالث الكتاب الذي بين ايدينا اسد يهودا. والرابع الاشباح السوداء.
وقد يكون من المفيد ان نشير الى تعرض كتبه لانتقادات من الصحفيين والعلماء والمؤرخين المؤيدين لإس*رائي*ل قائلين: إنهما يفتقران إلى الدقة التاريخية ويحتويان على ادعاءات مثيرة، هذا عداك عن محاولات حجب كتبه ومصادرتها من السوق من قبل الحكومة الامريكية واللوبي الصهيوني. وقد أدت شعبية كتبه إلى قيام الحكومة الإ*سر*ائي*لية بإنشاء حملة واسعة النطاق لتشويه سمعة المؤلف.
المؤلف استروفوسكي ضابط الموساد السابق والمنشق يقول عن الموساد بانه يعمل لصالح مصالحه الخاصة دون إشراف أو أوامر من حكومة إس*رائي*ل.
وصاحب هذا الكتاب يعبر عن ذاته في هذا الكتاب وعن صراعه السابق داخل الموساد ومع قياداته السابقة، فالشخصيات التي يعرضها كانت جميعها حقيقية والاحداث كذلك ربما كانت حية وواقعية، ولكنها كتبت باسلوب روائي شيق ومغامراتي، فالكتاب قريبا جدا في فحواه من نمط الروايات البوليسية التي تجعل القارئ مشدودا اليها ويتابعها ويقراها بشغف.
هذا الكتاب الذي ربما يكون من نسيج خيال مؤلفه فيكتور أوستروفسكي، رجل الموساد السابق، أو ربما يكون من الواقع الحي الذي عاشه المؤلف. فالقصة ليست غريبة عن واقع المنطقة، وخاصة فيما مضى، بما فيها من أحداث وغرائب ومفاجئات. فهي أولاً، تروي الصراع الحقيقي داخل جهاز الموساد الإ*سر*ائي*لي. حوادث خفية وسرية لا يعرفها سوى أشخاصها ولاعبيها.
وحوادث الكتاب تجري في عدة بلدان وعواصم، وساء كانت شرق أوسطية أم أوروبية، أو أمريكية. فالأحداث تنتقل بنا من قيادة الموساد في تل أبيب إلى دمشق، أثينا، بيروت، باريس، واشنطن، أمستردام، لاهاي، وغيرها.
صفحات هذا الكتاب تروي لنا قصة ضابط موساد يكلف بملاحقة والقضاء على خلية ار*ها*بية مزعومة تعمل في الخارج، ويتهم فيها بعد من قبل قيادة الموساد بأنه عميل داخل الموساد يعمل لحساب رجل مخابرات آخر ألماني، كان يعمل في جهاز مخابرات ألمانيا الشرقية سابقاً، ويعمل فيها بعد مع إحدى أجهزة المخابرات العربية، الذي يوجد فيه بالوقت ذاته عميل آخر يعمل لحساب الموساد.
وتجري أحداث القصة بأسلوب شيق وممتع للقارئ، حيث يجري البحث عن العميل داخل الموساد. ويسبب شرخاً فيه وصراعاً مريراً بين قيادات إداراته وفروعه في الداخل والخارج. فالكتاب يتحدث عن عميل مزعوم يعمل في إحدى أجهزة المخابرات العربية لصالح الموساد الإ*سر*ائي*لي، حيث يقوم بالكشف عن وجود خلية فلسطينية تعمل مع اليونان من أجل القيام بعملية ار*ها*بية مزعومة ضد فئات فلسطينية مؤيدة للسلام. وفي نفس الوقت يكشف عن وجود عميل داخل جهاز الموساد. ومن ثم ينقلب الوضع ليكشف لنا عن وجود عناصر قيادية مناهضة للسلام في قيادة الموساد والتي تسعى للقيام بعمليات اغتيال ضد وفود سلمية فلسطينية وإ*سرائ*يل*ية، كانت تعمل لوضع أسس السلام بين الفلسطينيين والإ*سر*ائي*ليين.
وفي غضون ذلك يقوم بطل الرواية، ويدعى ناتان، بمقاومة هذه العملية الإ*سر*ائي*لية، ويشكل خلية تتألف من عناصر عربية، والذي كان كلف بملاحقة الخلية الار*ها*بية سابقاً، حيث يسعى ضابط الموساد هذا لإفشال المخطط الذي وضعه رؤوساء الموساد للقضاء على وفود السلام الإ*سر*ائي*لية وا*لفلس*طينية، مما يعرضه للملاحقة من قبل الموساد من أجل القضاء عليه. ويجري الاعتقاد بأنه كان هو العميل المزعوم داخل الموساد، ليكتشف فيما بعد بأن العميل كان رئيس إدارة حساسة في الموساد.
فربما يكون المؤلف-أوستروفسكي-ضابط الموساد السابق والمنشق، وصاحب كتاب “عن طريق الخداع” يعبر عن ذاته في هذا الكتاب وعن صراعه السابق داخل الموساد مع قياداته السابقة. فالشخصيات التي يعرضها كانت جميعها حقيقة، والأحداث ربما كانت حية، وواقعية ولكنها بأسلوب روائي شيق ومغامراتي. فالكتاب قريب جداً في فحواه من نمط الروايات المغامراتية والبوليسية التي تجعل القارئ مشدوداً إليها ويلتهمها بشغف.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.