مقالات عامة

بين الله وقايين ( قابيل ) ملحمة حب تحولت إلى غيرة فحسد فحقد فانتقام ابتدأت ولن تنتهي

الكاتب حسام سامي

بين الله وقايين ( قابيل ) ملحمة حب تحولت إلى غيرة فحسد فحقد فانتقام ابتدأت ولن تنتهي
ما أحكم ان نتعظ بدروس الحياة من كتاب الحياة .
المقدمة : بعد ان ولدت حواء قايين واعقبته بهابيل فنما الاثنان في كنف آبائهما ، كان الأول راعياً للحيوانات والثاني مزارعاً وكان التقليد بعد السقوط ان يقدم الإنسان باكورة جهده وعمله تقدمة للرب الإله وكان الرب الإله ينظر إلى تقدمات هابيل بعين الرضا لأنها كانت مستوفية شروطها ( الباكورية والجودة ” بدون عيب ” .. إلخ ) كانت هذه الشروط تعبّر عن أمانة وصدق ورضا وقناعة مقدمها والتي بالتالي تعبر عن الولاء للرب الإله والعلاقة الصحيحة معه . غضب قايين لأن الرب الإله نظر إلى تقدمات هابيل المكتملة الشروط ولم ينظر لتقدماته فعبس وغضب فقرر ان يتخلّص من منافسه الوحيد ليفوز بقلب الله وهكذا عمل قايين مشيئته لا مشيئة الرب الإله من هنا بدأت عملية السقوط والانحراف . فحدثه الله ..
تكوين : ( 4 : 6 و 7 ) ( فقال الرب لقايين لماذا غضبت ولماذا عبس وجهك ؟ إذا احسنت عملاً رفعت شأنك ، وإذا لم تحسن عملاً ، فالخطيئة رابضة بالباب وهي تتلهف اليك ، وعليك ان تسود عليها )
من هنا ابتدأت الملحمة بعد ان عالج قايين الهدف بما اعتقد انه الحل للوصول إلى قلب الله فارتكب اول ج#ريم*ة ق*ت*ل في التاريخ … ق*ت*ل أخاه ..! لأنه كان المنافس فأمسى عدواً فكان لا بد ان يبعد ليفوز هو بالنصيب الأكبر .
الملحمة في المحاورة التالية : سنختصر الأسماء ونرمز للرب الإله بالحرف ( أ ) وقايين بالحرف ( ق ) .
( أ ) قايين قايين أين هابيل اخوك .
( ق ) وما ادراني هل انا حارس عليه ولماذا تسألني أولست الرب الإله وتعرف كل شيء ! .
( أ ) دم اخيك يصرخ إليّ من الأرض التي سكب عليها والآن ملعون انت من الأرض التي فتحت فمها على دمه .
( ق ) حكمت عليّ ولعنتني واهدرت دمي وكل من رآني سينتقم مني ، أهذه عدالة السماء ان يتم الحكم قبل سماع الدفاع ؟ … انا لي اسبابي فدعني ادافع عن نفسي وبعدها انزل حكمك العادل بي .
( أ ) حكمت عليك لأنني اعرف نواياك جيداً ..
( ق ) نعم نواياي حسنة وحبّية .
( أ ) الم تسمع ( ان الطريق إلى الجحيم معبّد بالنوايا الحسنة … أي ما تعتقده انت بأنها حسنة ) .
( ق ) الآن علمت انك كنت تعلم ما سيحصل .. لماذا لم تمنعني عنها وتلجمني عن فعلها لماذا وقفت موقف المتفرج وكأن لا شأن لك بها تركتني احقق مشيئتي واتبع هواي وقلّة عقلي وحكمتي ، تركتني انظر لمصالحي في علاقاتي معك ومع أخي فأوهمت نفسي انني فاعلاً خيراً فقلت لها ( أما ان أكون انا وحدي او ليذهب الجميع إلى الجحيم … لقد سمعت قول عقلي ” إذا متُّ ظمآناً فلا نزل القطر ” ) .. لماذا تخلي نفسك من المسؤولية وترميها عليّ وحدي وانت جزء منها . لا بل أقولها ان حبك كان سبب ذلك .
( أ ) اسمع يا قايين الذي تعرفه وغضضت نظرك عنه .
1 ) منذ ان قررت ان أخلق الإنسان عاهدت ذاتي ان اعطيه كامل حريته ليكون مخيّراً لا مسيّراً في اتخاذ قراراته ليكون مسؤولاً مسؤولية كاملة ومباشرة عنها ولكي لا يرمي اخطائه ويعلقها على شماعة حسن النيّة والمحبة ولكي يكون جاهزاً للحساب عن جميعها عندما يحين الزمان .
2 ) كذلك ان احترم الإنسان وإرادته وحكمته ولا اتدخّل في شأنه . ولو استفحل أذاه للآخرين وتجاوز عليهم كثيراً فسأقيم عليه من يؤدبه باسمي فليس هناك من هو اعظم مني ( انا الرب إلهكم ) .
3 ) خيّرت الإنسان خيارين لا ثالث لهما أما ان يختار طريق ( الخير او الشر – الخطيئة أو الصواب – النور أم الظلمة – الحسد والحقد والانتقام أم المحبة – الوداعة أم الغرور والكبرياء ) فكان عليك ان تختار .
كل هذا لتعرف كَمَ رحمتي ومحبتي لك يا ابن آدم وليكون حكمي عليك عادلاً واميناً .
( ق ) ها انت قلتها طريق المحبة وانا سلكته أتعاقبني لأنني سلكت ذاك الدرب ؟ انا لم احبك فقط بل عشقتك لذا لم استوعب ان يشاركني احداً بك حتى وان كان أخي ..! ( لم اتصوّر ان يحبك غيري أكثر مني وحسدي ان اراك تحب آخر اكثر مني ، فأنا اردتك لي ولا سواي آخر ) أتعاقبني على عشقي وهيامي بك ..! ؟
( أ ) يا أبن آدم يا ناقص عقل وحكمة أهكذا يفهم الحب ، ومتى علّمتك ان الحب امتلاك ، مصالح ، عبودية ، هذه شهوة وليست حب … قلتم ( ومن الحب ما ق*ت*ل ) لقد جنيتم على الحب كان يفترض ان تقولوا ( ومن الشهوة ما ق*ت*ل ) .. أكنت تمني نفسك بأن تجني ثمار هذا الحب خيراً مطلقاً لذاتك او لأعلاء شأنك بين اقرانك ومعي ألم تحسبها يا جاهل وتعلم انها تدرج في خانة مصالحك انت لترضي غرورك وكبريائك ونرجسيّتك .. الحب خيره عام ومصالحه شاملة لكل البشر لا يفرق بين حكيم وغبي وغني وفقير جميل وقبيح ” قصير وطويل ” .. ( هكذا علمتكم كما انا احببتكم أحبوا بعضكم بعض وليس اق*ت*لوا بعضكم بعضاً لتبرهنوا عن محبتكم لي ) . أدبتك لتكون جزءاً من أخيك ما لك له وما عليك عليه فآثرت مصالحك واستعبدت أخاك .
أين انت يا أبن آدم اليوم لقد فطرت قلبي .. غرست فيك حباً فمارسته شهوة وزنا … زرعت فيك وفاءً فمارستها خيانة … بذرت فيك اخلاقاً فحرفتها غزواً واغ*تصا*باً وق*ت*لا .. سقيتك أمانة فتقيئها كذباً وسرقة … أطعمتك كرامة فرضيت إذلالاً وتحقيراً حتى لذاتك .. علمتك تواضعاً فشمخت خبثاً بأنانيتك وكبريائك وعملت على ان ترفع كرسيك فوق كرسيّ وخبثك صوّر لك اعمالك السيئة على انها مني ولي وتباهيت بها والأنكى من ذلك انك وكّلت نفسك عني فأمرت أحياء ذاك وأماتت تلك … وها اليوم اولادك يحصدون ما زرعت … لقد جعلت فعلك هذا طقساً مقدساً يتعبدون به وله نذوراً وقرابين يقدمونها لإله انت صنعته …
أعرفت ما هي تهمتك الآن ، وهل كان حكمي عليك عادلاً ….!!؟
حسام سامي
10 / 2 / 2017

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!