4 مقاربات إعلامية خطيرة تزامنت مع التصعيد الإ*سر*ائي*لي في جنوب
خلال التصعيد الإ*سر*ائي*لي الأخير في جنوب سوريا، الثلاثاء (25 شباط / فبراير 2025)، برزت 4 مقاربات إعلامية خطيرة زامنت التصعيد الإ*سر*ائي*لي، ومن الضرورة مواجهتها والتخلص منها إذ إنها لاتقل خطورة عن التصعيد الإ*سر*ائي*لي نفسه، وهي:
◇ استخفاف بعض الفئات السورية بالتصريحات الإ*سر*ائي*لية والتصعيد واستخدام مسألة دحض الشائعات والمبالغات الإعلامية كوسيلة ابتزاز للجمهور لتسخيف التركيز على الحدث وتسطيح الوقائع بطريقة تري وكأن إس*رائي*ل ليست خطرا على سوريا، وليس استخداما لدحض الشائعات بهدف نفي الشائعات وتصحيحها بل بهدف الهروب من الحدث نفسه والاستهتار به، وهذه مسألة فكرية وأخلاقية خطيرة لاتقل خطرا عن المطامع الإ*سر*ائي*لية نفسها والتوغل والقصف نفسه.
◇ التهويل من البعض خاصة كارهي الثورة السورية واستخدام الشائعات كوسيلة لابتزاز السوريين شعبا وحكومة ولومهم وكأنهم هم المسؤولون عن عربدة نتنياهو والاحتلال بسبب إسقاطهم لنظام الأسد الذي مازال يعرضه هؤلاء كأنه حامي الحمى مع العلم أن الحقيقة تبين أن الإ*سر*ائي*لي يعبث ويستثمر في وقت التعب والضعف السوري، هذا جزء من ماكينة تشويه الثورة والواقع في سوريا وإهانة كبيرة للتضحيات والشعب السوري كأن سوريا ليس فيها شعب هي فقط عبارة عن أرض كان يخنيها الإيراني والاسد وح*زب ال*له وباعها شعبها وهذه سردية لا تقل خطرا وحقدا على سوريا من الاحتلال نفسه
◇ استخدام الشائعات والأخبار المزيفة من البعض عن حسن أو سوء نية عن التوغلات الإ*سر*ائي*لية لتضخيم وتهويل ما تقوم به إس*رائي*ل في سوريا وتقديمه على أنه عملية واسعة وبأنه تغيير حاسم وتام للواقع في سوريا، وهذا يخدم إس*رائي*ل بالضرورة لأنه يتماشى مع الرواية التي تداولتها وسائل إعلام إ*سرائ*يل*ية مقربة من الحكومة الإ*سر*ائي*لية لسوق نصر وهمي من خلال الاستثمار الإعلامي سياسيا للتغطية على فشل نتنياهو وحكومته في غ*ز*ة.
◇ مواصلة كثير من الإعلاميين والناشطين السوريين المعروفين وهم من أبناء الثورة للأسف مواصلتهم حبس أنفسهم داخل قوقعة فكرية تتمثل بحصرهم كل شيء بالسردية والمقاربة المعهودة المتعلقة بمسؤولية نظام الأسد البائد عن “بيع الجولان” وحمايته الحدود وبتسليم جيشه المناطق للإس*رائي*لي قبل السقوط وحصرهم وتسطيحهم المناقشة الحالية حول ملف الاحتلال والجنوب بهذه الرواية، وهذا وإن كان صحيحا إلا أنه غير كاف لمناقشة القضية وصناعة سردية ضد الاحتلال في سوريا الجديدة الحرة ويؤكد أن التحرر من نظام الأسد فكريا لم يتحقق بعد او حتى من الاحتلال وهذا استحضار بهدف رفع المسؤولية عن عاتقهم أحيانا.
وهي حالة محبطة للغاية من هؤلاء تستوجب منهم احتراما لعقول العامة والمشاهدين والمتابعين أكثر بضرورة التحرر من هذه السردية من خلال طرح سردية إعلامية سورية وطنية بديلة تتخلص كليا من كل ذكر لنظام الأسد كأساس للقصة وذكر طريقة إدارته لملف الجولان والجنوب كمحور للنقاش ومبرر لما يجري وتقديم القضية بشكل مغاير لا يسخفها ولا يستخف بعقل المشاهد، لأن المسألة اليوم بعد تحرير سوريا من النظام لم يعد بالإمكان معالجتها وتقديمها للرأي العام بهذه الطريقة المملة والممجوجة والسطحية، فقضية الجنوب يراد لها أن تكون قضية وطنية مركزية لاتنكر ج#ريم*ة نظام الأسدين ولكن تنتبه أيضا لان الواقع اصبح بيد الشعب السوري والسوريين في كل شيء يحدث وبأن هنالك أطماعا إ*سرائ*يل*ية تحتاج ردعا ومواجهة باستخدام رواية عميقة كاملة يستخدمها الشعب لهذه الغاية تتكامل مع الجهد الرسمي والسياسي وربما العسكري لاحقا لحماية الاراضي السورية وردع الاطماع الاس*رائ*يلية.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.