مقالات دينية

يسوع المسيح عظيم الكهنة

الكاتب: سمير كاكوز
 
يسوع المسيح عظيم الكهنة
 
الشماس سمير كاكوز
 
في رسالة العبرانيين تذكر ان المسيح هو عظيم الكهنة كما ورد في الاصحاح 2 ومن الاية 14 والى الاية 18 من هذه الايات ان الكاهن في العهد القديم كان يحرق العجل الاول ليكفر عن خطيئة المجمع كما جاء في سفر الاحبار الاصحاح 4 والاية 21 وكل مرة كان الكاهن او عظيم الكهنة في القديم يفعل  ليكفر عن خطايا الشعب اما المسيح فقط جعل نفسه ذبيحة مرة واحدة للعالمين ليكفر عن خطايا الناس وانقاذ البشر من خطاياهم فالمسيح هو القادر عن ان يخلص الذين يقتربون اليه الى الله خلاصا تاما وسبب ذلك ان المسيح بصفته عظيم كهنة لا يوجد غيره من هو اهل اكثر منه للشفاعة لدى الله اي المسيح .
وفي مكان اخر من رسالة العبرانيين من الاصحاح 4 والاية 14 و 15 من ان المسيح اجتاز السموات وهو ابن الله وهو عظيم كهنة انه امتحن في كل شيء مثلنا ما عدا الخطيئة وان المحن التي عاناها المسيح من اجلنا جعلته قربيا منا اي من البشر ولكن لم تبعده عن الله والمسيح الممجد قريبا من البشر والممجد قريبا من الله صار واصبح عظيم كهنة فاذن ما علينا الا التمسك به بشهادة الايمان التي ضحى بنفسه من اجلنا في الاصحاح 5 ومن الايات 1 والى 10 تقول ان عظيم كهنة كان ينتخب من بين الناس ويقام ويصبح عظيم كهنة من اجل الشعب في صلتهم بالله وفي العهد القديم هناك ثلاثة اشياء كان يعملها الكاهن اولا الكاهن كان رجل بيت الله وله الحق في الاقتراب من العلي اي الله كما جاء في سفر الخروج اصحاح 28 والاية 43والاصحاح 29 والاية 30 وسفر العدد 18 ومن الاية 1 والى الاية 7  والثانية كان عظيم الكهنة يستشير الله ويساله عن احكامه وشرائعه كما جاء في سفر تثنية الاشتراع الاصحاح 33 والاية 8 وسفر الاحبار الاصحاح 10 والاية 11 وسفر ملاخي الاصحاح 2 والاية 7  والثالثة كان يقرب الذبائح كما ورد في سفر الاحبار الاصحاح 1 و 4 و 4 والى اخره ولا احد يقدر ان يصبح عظيم كهنة الا من دعاه الله كما دعا هارون فاذا ان المسيح لم ينتحل ويجعل نفسه عظيم كهنة بل ان هذا المجد تلقاه من الله الذي قال له انت ابني وانا اليوم ولدتك كما ورد في سفر المزامير 2 والاية 7 وايضا قال في مكان اخر انت كاهن للابد على رتبة ملكيصادق فالمسيح الذي تحمل الالام طوال حياته وضحى بنفسه من اجلنا ورفع الابتهال والدعاء ولما بلغ الكمال صار له المجد للذين يؤمنون به ويطيعونه سبب خلاصنا الابدي والسبب هو ان الله اعلنه عظيم كهنة على رتبة ملكيصادق واعلان كهنوته فالكهنوت اللاوي لم يكن ان يستحق الكمال ولذلك استبدل به بكهنوت افضل هو كهنوت المسيح الذي صار عظيم كهنة وصار الكمال فيه مع العلم ان ربنا يسوع المسيح خرج من سبط يهوذا من سبط لم يذكره موسى في كلامه على الكهنة كما ورد في رسالة العبرانيين الاصحاح 7 والاية 14 فالشريعة لم تبلغ الكمال لضعفها وقلة فائدتها وعليه ادخل رجاء افضل لكي نتقرب الى الله وهذا الرجاء وهذا الكمال هو المسيح الذي صار عظيم كهنة على رتبة ملكيصادق واقسم الرب للذي الجالس عن يمينه اي يسوع انك كاهن للابد ولم يندم كما جاء في العبرانيين الاصحاح 7 والاية 21 وشيء اخر نذكره ان كهنة العهد القديم كانوا يموتون ولا يبقون احياء واما هذا اي المسيح فلا يزول كهنوته الى الابد وهو فريد وهو الذي يلائمنا ونقي وبريء ومنفصل عن الخاطئين ولا حاجة بعد ذلك ان يقرب الكهنة ذبائح وقرابين لله كما يفعل كهنة العهد القديم سابقا لغفران خطايا الشعب فالمسيح بصفته عظيم كهنة فعل ذلك مرة واحدة حين قرب نفسه والسبب الاخر ان الشريعة كانت تقيم اناسا ضعفاء عظماء كهنة اما اليمين اي القسم الذي اقسمه الله انت كاهن للابد اي المسيح يقيم لنا كاهن كاملا للابد فالكاهن الجديد اي المسيح جلس عن يمين الله الاب صار خادما للقدس والخيمة الحقيقية التي نصبها الرب لا الانسان لان الكاهن كان يقرب القرابين والذبائح وفقا للشريعة وكانت عبادتهم عبادة صورة وظل للحقائق السماوية كما ورد في العبرانيين الاصحاح 8 وكما فعل موسى النبي عندما قال له الله بان ينصب الخيمة قال انظر واعمل كل شيء على الطراز الذي عرض عليك على الجبل كما جاء من رسالة العبرانيين الاصحاح 8 وعليه المسيح عظيم كهنة صار افضل ووسيط عهد جديد ونال خدمة افضل من كهنة العهد القديم ولو كان العهد الاول لا غبار عليه لما كان داع الى عهد اخر اي عهد المسيح عظيم كهنتنا ولكن ياتي العهد الجديد ليغفر خطايانا ويخلصنا من العهد القديم الذي صار قديما ولا فائدة منه فالمسيح يدخل القدس السماوي كيف العهد الاول كانت له احكام هي الخيمة الاولى كانت فيها المنارة والمائدة والخبز المقدس كما ورد في العبرانيين الاصحاح 9 وفيها ايضا تابوت العهد المغشى بالذهب وفيه وعاء ذهبي يحتوي المن وعصا هارون فعظيم الكهنة كان يدخل قدس الاقداس مرة واحدة في السنة ولكن لا يدخلها بلا دم بل بالدم الذي يقربه للشعب كل هذه القرابين والشعائر ليست الا شعائر واحكام بشرية من ماكل ومشارب ومختلف الوضوء فرضت الى وقت الاصلاح وليس بوسعها ان تجعل من يقوم بهذه الشعائر اي عظيم كهنة ان يكون كاملا من جهة الضمير واما المسيح بصفته عظيم كهنة دخل القدس مرة واحدة لا بدم التيوس والعجول وحيوانات اخرى بل دخل المسيح بدمه فحصل الفداء الابدي الى جميع البشر فلو كان دم الحيوانات يقدسان المنجسين لتطهر اجسامهم فما اولى المسيح الذي قرب نفسه بدمه لغفران الخطايا وبروح ازلي ليطهرنا من الاعمال الميتة لنعبد الله الحي كما جاء من رسالة العبرانيين فالمسيح يختم العهد الجديد بدمه ولم يدخل قدسا صنعه الانسان بل دخل السماء عينها ليقرب نفسه مرة واحدة بدمه ليزيل خطايا الجماعة وسيظهر ثانية بمعزل عن الخطيئة للذين ينتظرونه للخلاص والمجد لله امين 

الشماس سمير كاكوز 
المانيا ميونخ     
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!