مقالات دينية

يا أمَّ آلنصارى إِدعي لنا !

يا أمَّ آلنصارى إِدعي لنا !

إعداد جورج حنا شكرو

سأل أحد الأخوة ، وقال :” نافذة آليوم للشهر آلمريمي “ يا أمَّ آلنصارى إدعي لنا “ نشرها آلعديد وتساءَلتُ معهم ” من تعنون بآلنصارى”، ولم أحصل على جواب . إِن كان معناه ” النصارى الذين آمنوا بآلمسيح بأنَّه مجَرَّد نبي، فهناك خطأ. وإِن كان له معنى آخر فأتوقُ إلى جواب “.

• لقب لمريم !

أولاً هذا لقبٌ لمريم آلعذراء نُكَرِّرُه في طلبتها ” كرياليسون” يا عون آلنصارى ، صَلِّي لآجلنا “. وليس هذا حِكرًا على آلكنيسة آلكلدانية، بل تتلوه أو تُرَتِذلُه جميع كنائس آلشرق آلأوسط ألكاثوليكية . وبكلمة ” ألنصارى” نعني ألمسيحيين ألمؤمنين بيسوع آلناصري ألتأريخي ، المسيح إبن آلله آلحي ، وليس بغيره مُزَّيَف . بهذا آللقب نعت آليهود يسوع ، ثم عرَّفوا أو ميَّزوا تلاميذ يسوع آلمسيح عن غيرهم . هكذا شهد متى : ” يُدعى ناصِرّيًا “(متى 2: 23). لما ارادوا آلقبض على يسوع ، في بستان آلزيتون ، سألهم يسوع : ” من تطلبون؟. قالوا يسوع آلناصري. قال لهم” أنا هو”؟. وشفى بطرس مخلَّع آلهيكل بآسم ” يسوع آلمسيح آلناصري” (أع3: 6 ) وهكذا أيَّد آلخبر أمام قادة آليهود (أع4: 10) . وهكذا وَصَفَ آليهودُ تلاميذ يسوع في فلسطين بأتباع يسوع آلناصري ، حتى نعـتُوا مار بولس ” زعيمًا على شيعة آلنصارى “(أع24: 5) . أما آللقب آلمسيحي فأطلق على أتباع يسوع لأول مرَّة في مدينة أنطاكيا بعد إهتداء مار بولس (أع11: 26).

• نصارى آلمسيح آلنبي !

تشكَّلت جماعة يهودية مؤمنة ظاهريًا بيسوع أنه نبيٌّ فقط وليس ” ألمسيح إبن آلله آلحَّي”. كانوا يُدعون ” نصارى “، إنتقلوا من فلسطين ، هربًا من آلإِضطهاد ، إلى شبه آلجزيرة آلعربية ، حيث لليهود جالية متمكنة ، ومملكة يثرب (المدينة) . كان زعيمهم ورقة بن نوفل من بني هاشم وأبناء آلعمومة مع محمد . ولما ظهر آلإسلام إنصهروا فيه وآنتهوا . 

• نصارى آلمسيح آلإِلَـه !

لكن آلمسيحية لم تنقرض هناك . بل كانت قبائل عربية إنتمت إلى آلمسيح منذ قبل آلإِسلام ، و منهم مدينة نجران ، التي يتَّصلُ كاهنها بآلبطريرك في بغداد سنة 905م ، بأمور روحية تخُصُّ صوم آلباعوثة . كانوا يتبعون رئاسة كنيسة آلمشرق ( آلكلدانية) . ودولة آلمناذرة في آلحيرة كانوا أيضًا مسيحيين ، وكانوا يُسَّمون أيضًا

” نصارى”.
يبدو أن هذا آللقب إنتشر منذ بدء آلمسيحية هناك . وترتيلة  ” شعبُ آلمسيح “ للسعانين ترتقي إلى تلك آلعهود ، وهي تقول : ” قوموا جميع آلنصارى وآنهضوا فرحًا. بحمل أغصانكم وآمضوا إلى آلطور”. ومن زمن آلعبّاسيين وقبلهم لنا في بغداد محلة تُدعى إلى آليوم بـ  ” عقد آلنصارى “.
لم يستغرب آلمسيحييون آللقب بل إفتخروا على مرِّ آلأجيال بأن يكونوا أتباع يسوع آلناصري . حتى أن أحد علماء آلكنيسة آلمشرقية ( الكلدانية ) دعى آلمسيحية بـ ” النُصرانية “، وألَّف كتابًا بجزئين عن آلقوانين ألشرقية سمَّاه ” فِقْهَ آلنَصرانية “، هو آلعلاّمة القس
عبدالله أبو آلفرج إبن آلطَّيب مدير مستشفى آلعضدي ، الذي لم يكن يُنشر كتابٌ ديني إِن لم ينَل أولاً موافقته . كما إستلم دَفَّـةَ قيادةَ آلبطريركية على دفعتين ، خلال شغور آلكرسي
آلبطريركي . توفي سنة 1043م .
فنحن آلنصارى آلمؤمنون بآلمسيح إِلَهًا ، نعبُدُه ونسجد له ونُمَّجِدُه ، وهو مُخَلِّصُنا ومخَّلصُ آلعالم أجمع . نحن أبناء كنيسة آلمشرق ، ولسنا نصارى قريش الذين آختفوا منذ آلقرن آلسابع آلميلادي . ونحن الذين يفتخرون بأنَّ آلمسيح ، يسوع آلناصري ، أعطى أُمَّه لنا أمًّا ، قبل موته على آلصليب ، إِذ حَسَبَنا إِخوتَه ، لترعانا أولادًا لها كما رعته هو . نُكَرِّمُها ونلجَأُ إليها ، في شهر أيار من كل سنة ، بكل دالةَّ بنوية سائلين رعايَتَها : ” يا أُمَّ آلنصارى إِدعي لنا “. وبكل ثقةٍ وإيمان أنها تُغيثُنا مدى سِنِيِّ حياتنا حتى مماتِنا ، نرفعُ إليها أدعِيَتَنا طِوالَ عُمرنا ، ونقول : ” يا عون آلنصارى ، صَلِّي لأجلنا “. آمين
القس بـول ربــان

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!