الحوار الهاديء

هل الدين ظاهرة حقيقية أم مجموعات سياسية متنافرة !

بعد أن ضرب الزلزال الاخير  ( ليش شنو راح يجي غيره ) كل من تركيا وسوريا قلتُ في اليوم الاول بأن العالم سيهرع لمساعدة تركيا ويترك الشعب السوري ينزف أكثر مما هو منزوف . وقد حصل بالضبط ما ذكرته في اليوم الاول ( ليش إشوَكت ما كنتُ صحيح القول ) ! ولا رئيس عربي زار سوريا او حتى إهتموا بأمر الشعب السوري ( نستثني  بعض المحاولات الخجولة من هنا وهناك ) إلا أن وصل الامر  بأن القاآني هو الذي يزور الشعب السوري ! والله فكرة ! هذا مو موضوعي اليوم لهذا سوف أقطع !!!!!

ولكن ظاهرة سوريا وأقاليمها المتناحرة شدت الإنتباه أكثر ! وقلتُ حينها لماذا الرئيس وماهو دوره وما منفعه وجوده أصلاً  ( لا تزعل يا سيادة بشار لأن قلبي على ذلك البلد الفقير  ولستَ المعني بشكل شخصي ومباشر  ) ! وقد رأينا تلك المنفعة عندما نجد بأن هناك مناطق سورية منكوبة لم يصل إليها الى اليوم أحد من رجال الإنقاذ أو البحث وبعد ستة ايام من ضربة الله الغاضبة . المئات بل الآلاف لازالوا تحت الأنقاض دون أن يكترث إليهم أحد لا لشيء فقط لأنهم تابعين لمنظمة ربانية أخرى ! الملاين المشردين وفي العُراة والجوع والبرد ينهش فيهم من جهة وإلههُم يضرب بشدة من الجهة الثانية . لعد إشراح يسوي !  يروح يُصالح إدلب مع دمشق !!!!

الشمال السوري يُعاني لوحده  والاكراد يتناحرون على طريقة وصول أي مساعدة وشعب إدلب ار*ها*بي لا يمكن الإقتراب منه والشمال الغربي تابع للمعارضة وليس للحكومة وهكذا يموت كل واحد بجانب مذهبه وحزبه وهو فخور بذلك المذهب والحزب ! هَم فكرة …….

عادت فكرة لماذا الرئيس والمسؤول إذاً ، وماهو دورهم أصلاً !!!! ولكن هذه الفكرة الشيطانية زحفت في رأسي إلى مكان أبعد وسألتُ نفسي السؤال التالي : لماذا أُعاتب رئيس عربي مذهبي وطائفي ( أي واحد منهم ماكو مشكلة ) ولماذا لا أُعاتب رجُل  الدين المسيحي الشرقي ( هذا هو موضوعنا اليوم ) !!!

كل مسؤول ديني مسيحي في العراق وسوريا وإيران وتركيا له قُبعه على رأسه أكبر  من عمامة آية الله الخامنئي ومع هذا فما هو دورهم في قضية ذلك الشعب المسيحي !

ثلاثة أرباع الشعب المسيحي العراق قفى في المهجر وشوارع الدول المجاورة ! لا يختلف الامر كثيراً عن الشعب المسيحي السوري ( بعد الزلزال راح يتصلح الامر ) ! ونفس الشيء ولكن بدرجة أقل مع نفس الشعب في تركيا ! أما في إيران !!!!! أصلاً ما نعرف إذا كان هناك بقايا من عدمه ! خليها سكتة !!!

ومع هذا نجد بأن كل رجل دين ( بالآلاف ) في كل من تلك الدول حُصنهُ وقصره وإقامته لا تقل عن إقامة بشار الاسد ! فما الفرق إذاً !!!! مجموعه مُحصنة في قِلاع وحاشية حولهم وكل واحد من هؤلاء الرجال يُقيّم نفسه أكبر من رئيس أي دولة عربية وطُز بالشعب ! فكرة !!!

منذ أكثر من عقد كررت وطالبت في هذه المسألة وطبعاً غيري فعل عين الشيء ولكن لم يتزحزح أحدهم من كرسيه ! ماذا فعل ذلك رجُل الدين في مسالة توحيد الكنسية وبالتالي الشعب ! نفس ظاهرة  الرؤساء العرب مع بشار الاسد !

المئات من الكنائس المقسمة لمذهبها وشعبها تعاند وتُجاكر الأخرى كما يفعل الرؤساء العرب تماماً ! السريانية والارثوذوكسية ( بفروعها العشرة ) والشرقية القديمة والحديثة والكاثوليكية بفروعها الملونة والمارونية والقبطية وغيرها المئات من الفروع الاخرى كلها تحارب بعضها البعض كما تفعل الاحزاب الأفغانية تماماً فما منفعتها للمسيحي والمسيحية إذاً ! أنا شخصياً لا أرى غير الضرر فقط !

واليوم سأسأل وبنسفي نفس السؤال وبشكل مباشر إلى كل هؤلاء أصحاب الفخامة والقامة الكبيرة : ماذا فعلتم للمسيحي والمسيحية المتنافرة في الشرق وكيف خدمتم ذلك الشعب الذي هو على وشك الإنقراض ! ماذا فَعَلت لهم كراسيكم أو قبعاتكم الكبيرة ! إلا إذا إعتبرتم ( لا سامح الله ) بأن صلواتكم وأناشيدكم المكررة لآلاف السنوات هي الاهم او المهم ! والله يمكن هذا ما تعتقدونه او على الاقل بهذا تخدعون وتضحكون على تلك الشعوب !!

قد يلومني أحدكم او يتسائل لماذا هذا الهجوم اليوم ! والجواب لأننا وببساطة رأينا بعد الزلزال الذي ضرب سوريا والكارثة والجثث المتروكة هناك كم هي التفرقة والشرذمة مؤلمة ومُضرة وقاسية على أي شعب عندما يكون منقسماً ومشرذماً !!! هذا هو حال الكنيسة الشرقية المسيحية تماماً ! هذه الكنيسة التي هي السبب المباشر في هذا الكم الهائل من الإختلاف والتفرقة ! وفي نفس الوقت أنا أسأل كل هؤلاء رجال الدين ماهي منفعتكم وخاصة إذا علمنا إن الله الذي تُصلون له لا يسمعكم ولا يرحمكم ! والدليل ! الهزة الاخيرة ! أو إذا كُنتم تُصلون وتدعون وتطلبون من نفس الرب وبنفس الطريقة المتشابه ونفس القوانين وعين الأجراس فلماذا إذاً هذه التفرقة وهذا الإختلاف في شكل القُبعة وكرسي الجلوس ! ألا يعني هذا فقط الضحك على المجموعات والسيطرة عليها وبالتالي كراسي وقبعات أكثر ! إذا كان لأحدكم جواب او رد غير هذا فتفضلوا وإسهبوا لنا تلك المنفعة التي لا نعيها نحن الكُفار !!!

منذ سنوات ونُطالبكم بعمل شيء في هذا الشأن دون اي آذان صاغية او حتى أي حركة تقريبية تجاه الآخر ، فلماذا تطلبون مني أن أصلي لكم او أن أشارككم نفس الباري العالي الذي لا تحترمونه أصلاً !!! إذا كُنتم تحترمونه ما قسمتوه بهذا الشكل المُعيب !!

أنا شخصياً سوف لا أحترم أحدكم مادامت مصالحكم الشخصية فوق الشعب والإنسان وحتى فوق الدين نفسه ! والله خوش حُجة !!! أنا لم أدخل في أي نفق عميق اليوم ولكن فقط جئتُ لأقول لكم لا تطلبوا مني الإنتماء والقبول إذا كانت هذه أفعالكم ! هسة واحد راح يقول طُبك مرض ! والله فكرة !

نيسان سمو  11/02/2023

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!