الحوار الهاديء

هل الحل يكمن في عزل المطران سرهد جمو أم في عودة الكهنة والرهبان؟

الكاتب: جاك يوسف الهوزي
هل الحل يكمن في عزل المطران سرهد جمو أم في عودة الكهنة والرهبان؟
أتمنى أن نسمع جوابا مقنعا وشافيا من المختصين في البطريركية الكلدانية ومطرانية مار بطرس في غرب أميركا حول مصير الكهنة والرهبان المقيمين خارج ديرهم وأبرشياتهم خلافا للقانون الكنسي بحسب البطريركية، ويتمتعون بوضع سليم ويؤدون واجباتهم على أكمل وجه بحسب المطرانية.الذي لفت إنتباهي لهذا الموضوع هو المهلة الأخيرة التي منحها غبطة البطريرك ساكو لهم  ل (تصحيح) وضعهم القانوني وتنفيذ قرار قداسة البابا المتعلق بعودتهم سريعا الى ديرهم وأبرشياتهم الأصلية.والسؤال الذي يطرح نفسه هنا:هل الخدمة في هيكل (بيت) الرب هي بالإكراه؟ماذا تريد البطريركية من هؤلاء الكهنة والرهبان بعد كل هذا؟ وحتى لو عادوا مكرهين، ألا تكون عودتهم مصلحية، لو صَحَّ التعبير؟وهل نتوقع أن يقوموا بواجباتهم الروحية على أكمل وجه؟إنّ عودتهم من عدمها لن يغيّر من الأمر شيئاً، لأنهم أصبحوا مجرد موظفين يؤدون واجباتهم وفق مايطلبه منهم رب العمل (رئاسة أبرشية مار بطرس)، وإذا صدر أمر ملزم من المحكمة العليا (الفاتيكان أو البطريركية في هذه الحالة) بتوقيفهم، فصلهم أو إعادتهم فإن هذا يُعتبَرْ حلا إداريا يحفظ للرئاسات جزءاً من هيبتها ولا يمكن النظر إليه على أنه حل روحي مقنع.عودة الكهنة والرهبان يمكنها أن تنهي (الحالة الشاذة) كما وصفها بيان البطريركية، إلاّ أنه لايمكن لها أن تضع حداً لحالة الفوضى المستمرة منذ سنتين بالسهولة التي يتصورها البيان في ظل وجود سيادة المطران سرهد جمو على رأس أبرشية مار بطرس وكذلك بعض الكهنة المؤيدين له بعد الشرخ الذي تسببوا به والذي أدى الى عزوف أعداد كبيرة من أبناء هذه الأبرشية عن التردد الى الكنائس الكلدانية.فالطاعة أهم نقطة في عمل الأكليروس الى جانب القناعة، وبات معروفاََ للجميع بأنهم لايرغبون العودة طواعية، وإنْ حصل وعادوا فإنهم سيعودون مكرهين، وهذا ماتعرفه البطريركية أيضاََ، فهل تقبل البطريركية بإرغامهم على ما لايرغبون به، وإن رغبتْ فعلاً (حفاظاً على هيبتها ومركزية القرار) فماذا يمكنها أن تتوقع منهم في أبرشياتهم وديرهم، إنهم سيتحولون -كما ذكرنا- الى موظفين أو أدوات لتنفيذ العمل أو الخدمة.قد يعترض البعض على هذا الكلام ويقول يجب منحهم هذه الفرصة ليراجعوا أنفسهم بالصلاة والرياضة الروحية للعودة مرة الى العمل أو سيفعلوا ذلك عند عودتهم لأن الرب مسامح وكريم.أتمنى أن يحصل ذلك من كل قلبي، ولكنني أتساءَل، ألَمْ تُمنَحْ لهم فُرص كثيرة على مدار السنتين الأخيرتين؟ فهل إعتبروا أنفسهم ولو للحظة واحدة مذنبين أو متجاوزين على القانون الكنسي؟وهل إعتذروا علنا كما طُلِبَ منهم – ولو للمجاملة فقط – للتعبير عن حُسن النيّة؟لذلك لا أفهم معنى (المهلة) الأخيرة، وهل تختلف عن سابقاتها؟هذا يقودنا الى سؤال مهم هو:لماذا لاتطالب البطريركية -إنْ كانت متأكدة من صحة موقفها ووضعها القانوني- بمحاسبة أو حتى عزل مطران أبرشيتهم من منصبه لأنه هو أيضا ومن يقف وراءه قد تجاوزوا على القوانين الكنسية، أو بالأعتذار الرسمي عن الأزمة التي خلقها وجعل أولئك الكهنة والرهبان يتمردون ويعصون قرارات  رئاسة كنيستهم، إضافة الى طرده أو إيقافه لكهنة رفضوا تأييده في مسعاه هذا؟بصراحة، حتى لو عاد الكهنة والرهبان (المغضوب عليهم) الى ابرشياتهم وأديرتهم أو طُرِدوا من الخدمة بأمر الفاتيكان وبقي المطران سرهد جمو في منصبه وإبقاء الوضع على ماهو عليه، فإنَّ الأزمة لن تُحَلْ بل ستتعقد أكثر فأكثر.وسيُنظَرْ الى الكهنة والرهبان المذكورين ، رغم تحمّلهم مسؤولية كبيرة في إصرارهم على موقفهم البعيد كل البعد عن روح الخدمة الأنجيلية، على انهم ضحايا صراع الرئاسات داخل الكنيسة الكلدانية …

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!