مقالات عامة

ماجدة الرومي: صوت السلام والحب في مواجهة الحرب والفتنة

الكاتب: اسحق بفرو

 
 
بعد طول انتظار دقت الساعة التي اطلت فيها السيدة ماجدة الرومي ضمن مهرجانات البترون السياحية. في ليلة من أجمل ليالي الصيف، التحف فيها صوت ماجدة بنسمات الصيف العليلة، ليبقى صوتها الصورة الحية النابضة بالحب والسلام والفرح والشاهد الأول على ذكريات ستخلد في حياة كل من حضر وتفاعل معها.  تألق مشهد البترون النابض بالحياة والسهر في مهرجان عكس صورة مشرقة عن ثقافة بلد أحب التطور والتقدم رغم كل الظروف. 5000 شخص تقاطروا من مختلف المناطق اللبنانية كرمى الفنانة ماجدة الرومي، وتحملوا التأخير الذي دام نحو ساعة لينشدوا معها أغنيات الحب والفرح والسلام. وعند الساعة العاشرة اشتعل المسرح بحضور الفرقة الموسيقية بقيادة ايلي العليا وبإطلالة الرومي التي ظهرت بفستان زهري بدت فيه كفراشة تنقلت بخفة على المسرح وسط تصفيق الحضور. وعلى وقع أغنية “بلادي أنا” بدأ الحفل وسط صمت وذهول… الكل يحدق في عيني ماجدة وقد أدمعتا فرحاً بهذا الحضور الذي تحدى كل الظروف ليحضر معها. بعدها توجهت بتحية إلى الحاضرين وإلى “دولة الرئيس ميشال عون” الذي حضر الحفل، بجانب وزير الثقافة غابي ليون ووزير الطاقة جبران باسيل. واثنت على الشعب اللبناني الذي منحته أوسمة الشرف والفخر، وأضافت أنها اعتمدت على شفيع البترون القديس اسطفان لإنجاح هذا الحفل وسط الظروف السياسية الساخنة. بعدها قدمت وللمرة الأولى أغنية أهدتها الى الشعب اللبناني بعنوان “لو اهلا وسهلا – بتكون اكيد بلبنان” من ألحان الفنان الشامل مروان خوري وتوزيع كلود شلهوب. وتوجهت من خلالها بتحية جديدة إلى الشعب اللبناني المحب للحياة وإلى لبنان “تبعنا مش تبعن” على قولها. وبعدها صدح صوت ماجدة الذي تمكن من مواجهة لغة الحرب والدمار مرات عدة وفي مناسبات مختلفة. مدهشة هي بإتقانها لعبة النوتة والطبقات الصوتية. قدمت مجموعة من أغنيات ألبومها الجديد “غزل”، كما قدمت اغنيتي الموسيقار ملحم بركات “بتتغير الدقايق” و”اعتزلت الغرام” على الرغم من الخلاف الذي وقع بينهما أخيراً. وأطرف ما فعلته على المسرح، انها وبعد تقديمها أغنية “متغير ومحيّرني” اعترفت أمام الجميع أنها كتبت كلمات الأغنية على كف يدها، لأنها لم تتمكن من حفظها جيداً، الأمر الذي أضحك الجمهور، فتوجهت إلى قائد الفرقة الموسيقية ايلي العليا، لتأخذ منه منديلاً تمسح به حبر الكلام ، وتمسح عرقها في الوقت نفسه بسبب الرطوبة المرتفعة التي أزعجت ماجدة مرات عدة. وفي ربع الساعة الأخير من الحفل، رافقت ماجدة فرقة “الزفة” وقدمت إلى جانبها “ميدلي فولكلورية”، إلى أغنية “يا بيروت” التي  أثارت ح*ما*س الجمهور فوقف وصفق وردد معها تلك الأغنيات التي حبذا لو بلغت أصداؤها الأجواء اللبنانية كافة، لنثبت من جديد أننا شعب الحضارة والسلام، شعب قادر على مواجهة كل التحديات بتمدن وثقافة عمرها سنوات.

المصدر جريدة النهار ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!