مقالات دينية

صعود المسيح وبركاته لأبناء الكنيسة

صعود المسيح وبركاته لأبناء الكنيسة

بقلم / وردا إسحاق قلّو

( أيها الجليليون … فيسوع هذا الذي رفع عنكم إلى السَّماء ، سيأتي كما رأيتموه ذاهباً إلى السماء ) ” أع 11:1 “

تجسد الكلمة الإله لكي يفدي الإنسان ، فأحتمل الآلام على الصليب مستهيناً بالخزي ، فقدم على الصليب نفسه ذبيحة واحدة مرضية ، ومات عن الجميع لكي يعيش الأحياء فيما بعد لا لآنفسهم ، بل للذي مات لأجلهم وقام ” 1قور 15:5 ” . قُبِرَ في قبرٍ مغلق ومختوم تم حراسته جيداً من قبل حراس مدججين بالسلاح ، لكنه قام من القبر بجسد ممجد تحدى به سجن القبر ، فخرج منه بقوة لاهوته . كذلك دخل إلى العلية ليظهر لتلاميذه بينما الأبواب كانت مغلقة ” يو 2: 9-26 ” وبقيامته صار باكورة الراقدين ” 1 قور 20: 15 ” . مكث الرب بعد قيامته أربعين يوماً مع تلاميذه ، ووعدهم بأنهم سينالون قوّة بعد أن يحل الروح القدس عليهم . صعد المسيح بمجد عظيم أمام أنظار المؤمنين إلى أعلى السموات ، ، كما وصف لنا الرسول قائلاً (إذ صعدَ إلى العلاء سبيَ سبياً وأعطى الناس عطايا . وأما إنه صعِدَ فما هو إلا أنه نزل أيضاً أولاً إلى أقسام الأرض السفلى . الذي نزل هو الذي صعِدَ أيضاً فوق جميع السموات لكي يملأ الكل ) ” أف 4: 8-10 ” وما هذه الآية إلا شرحاً لنبؤة داود النبي عن صعود المسيح الذي كتب في مزموره ” 18:68 ” قال عنه ( صعِدت إلى العلاء ، سبيت سبياً . قبلت عطايا بين الناس ) ” طالع أيضاً مز 24: 7-10 ” فالمسيح بصعوده أعطى لنا عطايا كثيرة ، ثمينة وعظيمة ، منها : إرساله الروح القدس لكي يرافق أبناء الكنيسة ، أي صعوده مرتبط بإرسال الروح القدس . ، الروح القدس الذي يدخل في كل أسرار الكنيسة المقدسة ، لهذا قال يسوع  ” يو 7:16 ” . وبقوة الروح القدس سيحل المسيح بالإيمان في قلوب المؤمنين ( أف 17:3 ) ويعطي لهم المواهب الكثيرة للخدمة والكرازة وصنع المعجزات ، والحكمة ، ومواهب الشفاء ، وإخراج الشياطين ، والتكلم بألسنة ، ولتميييز الأرواح ( ا قور 12: 8-10 و مر 17:16 ) . وبحلول الروح القدس على التلاميذ تأسست الكنيسة التي هي جسد المسيح . كما أعطى لنا المسيح السلام الذي يفوق الإدراك فقال ( سلاماً أترك لكم سلامي أنا أعطيكم ) ” يو 7:14 و في 6:4 ” . وصعد المسيح بذاته إلى السماء ، وأجلسه الآب عن يمينه كما تنبأ صاحب المزمور ( قال الرب لربي إجلس عن يميني حتى أضع أعدائك موطئاً لقدميك ) ” مز 1:110 ” . وبصعوده قبلنا الله نحن أيضاً ونحن أموات بالخطايا مع ابنه يسوع ، وأقامنا معه وأجلسنا في السموات في المسيح ربنا ( أف 2: 5-6 ) . وعلينا أن نعرف أيضاً بهدف صعود المسيح إلى السماء . إنه قد صعِدَ بالجسد الممجد ، ويجب أن يموت كل جسد أرضي ، ليعطى صاحبه جسداً مماثلاً لجسد يسوع الصاعد إلى السموات ، وهذا السر أعلنه لنا الرسول بولس بأن ( الرب سيغيّر شكل جسد تواضعنا لكي يصير على صورة جسد مجده ) ” في 21:3 ” وشرح هذا السر بكل تفصيل في ( 1قور 49:15 ) فقال ( وكما لبسنا صورة الإنسان الترابي ، فسوف نلبس أيضاً صورة الإنسان السماوي ) إذاً بصعود ربنا يسوع المسيح إلى السماء حصلنا على عربون الجسد الممجد . فالموت لنا ربح لأنه وسيلة لكي نخلص من أجسادنا الترابية ، لهذا علينا نحن المسيحيين أن لا نهاب الموت ، بل أن نفرح به ، لأنه عن طريقه سوف نؤهل للحصول على الجسد الروحاني الأبدي ، فعلينا أن نستعد لمغادرة خيمتنا الأرضية لكي نتغيَّر إلى ما هو لائق لسكنى عالم الأرواح .

    ولصعود المسيح كرئيس الكهنة وإبن الله القدوس الذي كان بلا دنس كان عليه أن ينفصل عن الخطاة ليصعد أعلى السموات ويجلس مع أبيه السماوي ليشقع في المؤمنين به ، وشفاعته كفارية ، خلاصية ، ليست كشفاعة الروح القدس أو شفاعة القديسين ، لأنها لأجل خلاص الإنسان الذي دفع هو ثمن خطيئته إلى الآب ( فمن ثم بقدر أن يخلص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله ، إذ هو حيّ في كل حين ليشفع فيهم ) ” عب 25:7 ” .

 ختاماً نقول : سننال عطية المجد وبحسب قول يسوع للآب ( وأنا وهبت لهم ما وهبت لي من المجد ليكونوا واحداً كما نحن واحد ) ” يو 22:17 ” مجد الثبوت في المسيح بالتناول من جسده ودمه الأقدسين .  

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!