مقالات دينية

لديكم علية؟

الكاتب: المطران حبيب النوفلي
 
لديكم علية؟

المطران حبيب هرمز – البصرة
 
ظهرت كلمة علية لأول مرة في الكتاب المقدس في سفر يهوديت (8-9). كانت يهوديت ارملة جميلة وظريفة وغنية حيث مات زوجها بسبب الحر الشديد وهو في الحقل الزراعي وترك لها الذهب والفضة والخدام والجواري والقطعان والحقول. ولكن ما الفائدة اذا كانت اس*رائ*يل تعيش فوضى سياسية واجتماعية ودينية بسبب غزو الكلدوآشوريين حيث كانت المملكتين متوحدتين آنذاك.
اذا ما قامت به يهوديت نموذج لنا كي نقتدي به. كان من الممكن لها ان تختار اي طريق في الحياة. ولكن ما فعلته هو رائع حيث هيأت لها غرفة في الطابق العلوي للبيت لتحيا حياة روحية مع الله وتصلي وتعمل ما هو خير لشعبها.
كانت حياتها الروحية مصدر قوة لها ولشعبها خائر القوى بسبب العطش نتيجة الحصار والغزو. وان طالعتم السفر ستلاحظون انها قامت باعمال بطولية لإنقاذ شعبها.
وصارت العلية رمز للقرون التي تلتها الى الآن. لنتذكر علية صهيون فوق جبل صهيون حيث يسوع اجتمع مع التلاميذ. ولنتذكر ايضا نفس العلية حيث كان التلاميذ مع مريم العذراء في فترة ما قبل حلول الروح القدس. وهكذا العديد من الآباء والقديسين كان لهم علية.  والسؤال هو هل لدينا نحن علية ايضا؟
يمكن فهم العلية بالمعنى المادي او الروحي: المعنى المادي ان تكون لدينا غرفة خاصة بالصلاة والتأمل في البيت، غرفة اشبه بمعبد صغير. والمعنى الروحي ان نكرس وقت كل يوم حتى لو ربع ساعة، عشرة او خمسة دقائق للتفرغ للرب. ويمكن وضع نسخة من الكتاب المقدس وشمعة وايقونة مقدسة ومنضدة ومبخرة وبعض الكتب الروحية. ومن الممكن ان يتجمع في العلية الزوج والزوجة والأولاد مثلا.
تتحقق الفائدة الروحية  من وجود العلية من خلال البقاء صامتين لفترة، متأملين في التدبير الإلهي، او من قراءة من الكتاب المقدس او احد الكتب الروحية. هنا يمكن غلق العينين لفترة وتجميع الحواس للتخلص من التشتت.  يلي ذلك الإنخراط في العمل الكنسي لخدمة اخوتنا واخواتنا. والا ما فائدة كل ذلك ان لم نشارك في عمل الكنيسة.
نحن كثيرا ما تفتر همتنا نحو الصلاة او الصوم ونصاب باليأس ويهددوننا الار*ها*بيون والملحدون والمتطرفون وسلاطنة الشركات التي تخنقنا بالضرائب، والكثير يتركون كل شيء وينهارون ويسعون وراء الكح-و*ل ومكائن القمار والمخ*د*رات وح*بو-ب الكآبة ومضيعة الوقت. لذلك عمل علية في كل بيت او لكل فرد مهم جدا لضمان سلامة وتطور علاقتنا مع الرب فرديا وجماعيا.
كان الرب يسوع كثيرا ما يقضي الليل في الصلاة ومناجاة الآب اما في النهار فكان يعمل بجد. لذلك لدينا دعوة لخلق التوازن ما بين الجانب المادي والروحي للحياة فليس بالخبز وحدة يحيا الإنسان.
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!