مقالات سياسية

كل مايكبر أمل الطغاة والمتنمرين وكجول المدافن والغدر بيكبر الخازوق‎‎

الكرسي معناه السلطة.. والمنصب والمال، والسلطة تبدا من الجلوس على الكرسي، تبدأ من فراش المدرسة لتصل الى كرسي الرئاسة، وميزات الرئاسة تبدأ من هناك، فهذا الجالس هو رئيس يأمر وينهي ويعطي الاوامر فيطاع..

وسلطة الكرسي معناها انتفاخ الاوداج و… الكروش وملء الخزائن وجمع المال وما يتبع ذلك من الجاه والسلطان ،وتمتد الى تعيين الاقارب و حجز الوظائف لهم ولاولادهم ولاحفادهم من بعدهم.

وصاحب الكرسي – السلطة تراه قبل استلام المنصب يتحدث عن العدل والمساواة ثم بعد ذلك تراه يتنكر لكل هذا ويتشبث بالكرسي تشبث الغريق بحبل النجاة.

ولكن بمجرد جلوس احدهم على كرسى السلطة .. يبدأ فى التحور والتحول الى سلطة من خلال الكرسى، فاستخدام السلطة المُفرط بدون قيود يحول الكرسي الى رمز وكيان اسطوري

حتى ان الامر غدى مُزحة ثقيلة لا تخلو من الطرافه حتى انه قيل ان الحاكم لا يترك الكرسي لدرجة انه ينام وهو جالس فوقه خوفاً من ان يأتي غيره ويسرقه ليجلس مكانه. بل ان من يتقلد فيهِ الكرسى يصبح الكرسى وأمن الكرسي هو شغلة الشاغل وتتحول مؤسسات البلد الى وكالات خاصة لحماية ورعاية الكرسي وينفق فى سبيل ذلك كل رخيص وغالي .. ويتحول الشعب الى عدو للكرسي يجب ان يتم القضاء عليه.

اما من يترك الكرسي فانه يصاب بعقدة كبيرة لانه يدرك ان القوة التى منحت له بحكم الكرسى والسلطة ستضيع الى الابد في حال فقدانه المنصب، ولذة الكرسي التي لا تقاوم!

ولهذا السبب يتحول الشخص الى شخصية متنمرة بعد اعتلائه الكرسى، تمارس الديكتاتورية بصورة غريزية غير واعية.

كرسي الحكم كما يرد في الأخبار والمقالات والأفكار تعبير مجازي للإشارة الى مركز القرار ورأس السلطة، فهو أيضا كيان مادي ماثل للعيان له أربعة أرجل ويدان ومسند، ومهما اختلفت إشكاله وتنوعت الوانه وتعددت مواد صناعته لكنه يبقى المكان الأرفع والبقعة الأسمى، والكيان الأقوى في العالم، وهو الأكثر سرية وآمنا من أي مكان آخر، تحرسه الدبابات والطائرات وخطوط حماية سرية وعلنية. وهو المقعد الوحيد في العالم الذي لا يجلس عليه غير صاحبه طالما ظل على قيد الحياة.

وللملوك والزعماء كراس أعلى شانا من كراسي العامة، من ناحية التصميم والجودة، وذا كان الانسان العادي يستطيع العيش بلا كرسي فان الزعماء لا يمكنهم ذلك، ولحظة فقد الكرسي بالنسبة لكثيرين منهم هي نهاية الحياة او نهاية زمن العزة.

وفي العالم الثالث فان الكرسي يدل على صاحبه وهو لصيقه الى لحظة الموت، وربما يخلفه ابنه في الجلوس عليه.

ومهما سعينا الى فلسفة الامر فهو واضح لا يحتمل التأويل، فكرسي الحكم له سحر و بريق.. من يجلس عليه مرة.. لا يتركه إلا مضطراً وحوله دارت دسائس ونشبت معارك.. وفي ذات الوقت.. اتخذت منه قرارات حرب ومعاهدات سلام، وفيه دائما القول الفصل.

و يتضح الصراع القائم حول السلطة ، ومن يعتلي الكرسي من الأبناء..

..والبطل الرئيس..هو الأم..والأبناء ..الأكبر ،الأصغر..الأوسط ..الأول الثاني ،الثالث ،الرابع..

وترتيبهم حسب أهميتهم ، وخدمتهم للأم ..التي هي رمز للوطن..تتمتع بالحكمة، والرزانة..وحب الجميع..والحفاظ على اللحمة..والدعوة المستمرة إلى الخدمة والتعاون..والاهتمام بخدمة الأرض..وعدم الاهتمام بالكرسي..

وأن المستقبل الحقيقي في خدمة الأرض..وليس الاعتماد على إيرادات البترول..الذي يرمز له بالجب..

وأن السياسة الداخلية تصنع داخل البيت ، وليس من وراء البحيرة..(البحر الأبيض المتوسط..

بأن (“الكراسي” سبّبت لنا أكبر المشاكل، أكثر من السيف وأي سلاح آخر. وبسبب الرغبة في الاحتفاظ به وعليه ضاعت فرص التقدم ومسايرة ركب الأمم الراقية، وفرطنا في أكثر من موعد مع التاريخ، وتكرس الفساد واستشاط وانتشر الفقر وساد الإحباط

غباء طهاة السياسة وفساد الحلول والخازوق الفكري والجسدي

قد يتشابه الطغاة في الغباء, لكنهم يختلفون في درجتة لا حدوده, إذ لا حدود لغباء الطغاة. ولو راجعنا مراحل تطور التكوينات البشرية بدءا بالإقطاعية, مرورا بالبرجوازية والرأسمالية, وانتهاءا بمرحلة الإمبريالية, لوجدنا ان حجم الدمار, الذي الحقته قوى الطبيعة بشعوب العالم, يكاد لا يساوي شيئا أمام فداحة الخسائر البشرية والمادية,التي تسبب بها الطغاة, بمن فيهم اولئك الذين سجل لهم التاريخ صفحات سوداء في ماضي العراق وحاضره.

لقد وقع العراق مرارا, تحت وطأة طغاة الداخل والخارج ( الغزاة ), الذين لم يتركوا ما يذكره الشعب عنهم, سوى همجية الاندفاع نحو السيطرة وفرض الهيمنة, بلا وازع اخلاقي يحول دون الق*ت*ل البربري للوجود البشري, ولشواهد حضارية خلفتها عبقرية الإبداع, وانجزتها مهارة الصناع, خلال مسيرة التطور والبناء, التي حاول الطغاة وقف عجلة تقدمها بدمويتهم وطغيانهم.

إن ما عاناه الشعب العراقي قبل الاحتلال, وما يعانيه بعده, يبين ان درجة غباء الطغاة تتباين وفقا للمكان والزمان والأفراد. فإذا قارنا بين طاغية مُخّير( صدام حسين ) وآخر مُسّير( نوري المالكي ) لوجدنا ان الأول لم يتوقف عن قمع, وظلم, واضطهاد, وزج أبناء الشعب في حروب عبثية مجنونة ومدمرة, ما كان لعاقل ان يخوض غمارها, أو يقبل بدمارها.

وعلى الرغم من توفر العديد من خيارات التقارب والتعاون مع القوى السياسية والدينية الوطنية, إلا أن صدام حسين قد فضل وضع العوائق, ونصب أعواد المشانق, بدلا من الحوار اللائق.

أما بالنسبة لنوري المالكي, فإنه ككل الذين جاء بهم الاحتلال, لا يملك غير خيار تنفيذ ما يُطلب منه, مقابل ضمان بقائه المذل في سلطة الاحتلال ( ابقوني, وخذوا ما تشاؤون ). وقد فرَط المالكي كصدام, بفرص التفاهم مع الأنام, وآثر لغة القوة والصِدام, والتهديد والوعيد والأنتقام, تارة من “أيتام صدام”, وتنظيم القاعدة الهدام, وتارة من “قوى الظلام”, وهي حجج سخيفة وأوهام, يروج لها أعوان النظام, قد تُقنع المرجعية والكاكا مام, ومن تشبث بالعَم سام, لكنها لن تلق اهتمام, فالشعب قد خبر اللئام, ولن يخدعه عسل الكلام, ولا زبد وعود الطغام .

هل المالكي أغبى من صدام ؟

وصف الأستاذ صلاح عمر العلي, رئيس حكومة الإحتلال نوري المالكي بالغبي ثلاث مرات, في مقال نُشِر قبل بضعة أيام “الطغاة أغبياء مجرمون, ومن التاريخ لا يتعلمون”, وخاطبه على النحو التالي : هل تعرف مصير من سبقك من طغاة العراق السابقين مع انهم لا يصلحون اكثر من مجرد تلاميذ مبتدئين في مدرسة الفساد والار*ها*ب والطغيان, التي انشأتها في العراق, بتمويل ودعم من أسيادك الأمريكان, وكيف كانت نهاياتهم ايها الغبي..؟

وتطرق الى اساليب التعذيب الوحشية للطغاة, منذ زمن نمرود وحتى فرعون القرن الواحد والعشرين, مبينا تشابه السلوك بينهم, ومستشهدا بنوري المالكي كمثال على دمويتهم ” فنوري المالكي قطع اجساد ضحاياه واجلسهم على خوازيق لق*ت*لهم ورمى العديد من ضحاياه الى كلاب متوحشة ومدربة على تمزيق اجساد البشر قبل التهامها وزج في سجونه ومعتقلاته السرية الاف من الشباب وتم ق*ت*لهم بوحشية لا نظير لها في تلك الاقبية المظلمة. فهو مثل اي طاغية في التاريخ يامر اتباعه وما عليهم سوى الطاعة والتنفيذ. يسرق هو وجماعته وينهب ثروات العراق دون رقيب او حسيب ودون ان يجرؤ احد ممن يحيطون به من الامعات امثال صالح المطلق او رافع العيساوي المسمى وزيرا للمالية او غيرهما على الاعتراض .”

لا خلاف حول قسوة وهمجية ووحشية أساليب حكومة الإحتلال برئاسة نوري المالكي ولكن, هل غاب عن بال الأستاذ صلاح, فضاعة وبشاعة ما مارسته الأجهزة القمعية للنظام السابق, أم أنه تجنب ذكرها احتراما لعلاقات قديمة وحميمة ؟. واذا ثبت استخدام الكلاب المتوحشة في تمزيق أجساد المعتقلين, فهل كانت أقبية التعذيب خالية منها في زمن صدام ؟ ( وفقا لطبيب صدام حسين,علاء بشير: اق*ت*لع صدام عيني وزير الصحة رياض حسين قبل أن يق*ت*له بثلاث رصاصات. ومن

الذين أعدموا من أصدقائي, هما الطبيبان اسماعيل التتار أحد أهم الاختصاصيين في الأمراض الجلدية, وطبيب الأطفال هشام السلمان . أما الدكتور المرحوم راجي التكريتي فقد تم أعدامه بواسطة الكلاب التي هجمت عليه في سنة 1993 ) . وفي حال غياب جرأة الإعتراض على سلوك المالكي لدى من يحيط به, فإن من البديهي ان يسأل المرء: هل كانت الجرأة حاضرة لدى من كان يحيط بصدام حسين ؟. إن الإجابة بـ ( نعم ) ستحتم توجيه سؤال آخر: كم بقي منهم على قيد الحياة ؟ أما اذا كان الجواب ( لا ), فإن تعميم صفة “الغباء”, التي أطلقها الأستاذ صلاح على الطغاة ستكون صحيحة ومقبولة, إن لم تقتصر على طاغ دون آخر .

” واذا كان يصعب على المالكي قراءة التاريخ الانساني، فاننا ننصحه ان يبحث عن ما أل له طغاة هذا العصر من امثال الرئيس الروماني تشاوتشيسكو او عيدي امين وبوكاسا والرئيس التونسي الهارب أو حسني مبارك المختفي واخيرا وليس آخرا العقيد معمر القذافي .”

يعلم الأستاذ صلاح بأن المالكي وغيره من المؤيدين الإحتلال, ليسوا سوى أداة تحركها الإمبريالية الأمريكية والصهيونية, لتحقيق أهداف استعمارية ليست خافية على أحد. لذا, فمن المستبعد ان يقرأ أعوان الإحتلال ما دونه التاريخ, لأن الطغاة مُغفلون, وللبصيرة فاقدون, وعن القراءة عاجزون, وفي السياسة جاهلون, وبالنصيحة لا يأخذون . ولو قرأ صدام حسين التاريخ بتمعن, لما آل مصيره الى ما آل اليه, ولما وقعت كارثة احتلال العراق, التي لم تكن سوى نتيجة للسلوك الغبي في محاربة القوى الوطنية, منذ محاولة اغتيال الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم في 1959 وحتى السقوط السريع في 2003 .

إن الحديث عن الطغاة يستدعي التذكير بما فعلوه من تصفيات جسدية وحشية لآلاف الشيوعيين وخيرة الضباط والجنود العراقيين, بعد انقلاب 8 شباط 1963, وما نفذوه من عمليات ق*ت*ل وتعذيب وتشريد للشيوعين وباقي القوى الوطنية بعد انقلاب17 تموز 1968, والتذكير بحملة الاعدامات الرهيبة للقيادات والكوادر البعثية,التي قادها مَن تَجَنّبَ ذكرة الأستاذ صلاح ضمن طغاة العصر.

لقد شهدت فترة السبعينات من القرن الماضي على تصفيات جسدية, لقيادات وكوادر بعثية متقدمة, كعضو مجلس قيادة الثورة ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الفريق حردان التكريتي في 15.10.1970, وفؤاد الركابي عام 1971, وناظم كزار, رئيس الحكومة وجهاز الأمن الداخلي, مع خمسة وثلاثين فردا, بعد فشل محاولة انقلاب عام 1973. وفي تموز 1979 أعدم ثلث أعضاء مجلس قيادة الثورة, والعشرات من أبرز أعضاء مجلس قيادة الثورة وحزب البعث. وأعدم في نفس السنة, غانم عبد الجليل وزير التعليم, ومحمد محجوب وزير التربية, ومحمد عايش وزير الصناعة, وعدنان الحمداني, والدكتور ناصر الحاني سعيد, ومرتضى سعيد عبد الباقي, والعشرات من المسؤولين في أقل من شهر واحد.

لم يكن عقد الثمانينات أرحم من سابقه. فبعد تعيين صدام حسين رئيسا للجمهورية في حزيران 1979, وإعفاء احمد حسن البكر من مناصبه وفرض الإقامة الجبرية عليه في منزله. شارك صدام بعد شهرين من توليه الرئاسة, في قمة عدم الانحياز في هافانا عام 1979, واستقبل وزير خارجية إيران الدكتور ابراهيم يزدي بحضور مندوب العراق لدى الأمم المتحدة آنذاك, الأستاذ صلاح عمر العلي . وعلى الرغم من ظاهر ودية اللقاء, وابداء الرغبة بتحسين العلاقات مع إيران, إلا أن صدام حسين أعرب بعد مغادرة السفير الإيراني عن نيته بشن الحرب على إيران, معتبرا ان الفرصة متاحة لذلك. وفي 22.09.1980 بدأت الحرب المجنونة, لتنتهي بعد ثمانية أعوام من الخراب والدمار, وسقوط ما يقارب نصف المليون وسبعمائة ألف من المعاقين والمشوهين, عدا خسائر المادية, التي تجاوزت المائتي مليار من الدولارات. ومن المفارقات, أن يعلن صدام بأن الحرب كانت خطأ, وأن الصواب في العودة إلى اتفاقية الجزائر.

أما العقد الأخير من القرن الماضي, فإنه لم يحمل الى الشعب العراقي ما يدل على تعقل قادة النظام رغم ويلات العقدين السابقين. وبدلا من التوجه نحو تحسين المناخ السياسي في الداخل وتحسين العلاقات مع دول الجوار, نفذ صدام حسين قراره باجتياح الكويت في 02.07 1990, ليدفع بالعديد من دول العالم ( بما فيها العربية ) الى تحشيد جيوشها لخوض الحرب ضدة وهزيمتة وطرده منها, وفرض حصار ظالم على العراق استمر عمليا حتى سقوط نظامة في 2003, دون ان تحول تنازلاته المهينة والمشينة من تلقيه ضربات جوية وصاروخية في 1993, وللمنشآت والقصور الرئاسية في 1998.

عانت شعوبٌ العالم من جور وظلم وحروب الطغاة, الذين يتشابهون في وحشيتهم ودمويتهم وغباءهم, وإن اختلفوا في انتماءاتهم القومية والسياسية والدينية. ولعل الخسائر البشرية والمادية الهائلة,التي تكبدها الشعب العراقي في فترة حكم طاغية ما قبل الإحتلال, واستمرارها في زمن طاغية ما بعد الاحتلال, دليل لا يقبل التأويل,على ان لا سبيل للنجاة, ووضع حد للمأساة, إلا بالتخلص من الطغاة, ان اراد الشعب الحياة.

هل سمعتم يوماً بالخازوق !! الخازوق… – العراق تاريخ الحضارات

هل سمعتم يوماً بالخازوق !!

الخازوق يمثل أشنع وسيلة تعذيب وإعدام عرفها العالم والتاريخ

حيث يتم اختراق جسد الضحية بعصا طويلة وحادة من ناحية وإخراجها من الناحية الأخرى ، واحياناً يتم إدخال الخازوق من فم الضحية ، وفي الأعم الأغلب من فتحة الشرج

تاريخياً يعتبر العراقين أول من أخترع واستخدم الخازوق بالتاريخ حيثُ كان من العقوبات الرئيسة بعمليات الإعدام في العراق القديم وقد ذكر الخازوق بمسلو حمورابي حيثُ ينص القانون بالإعدام بالخازوق في حالة إثبات ق*ت*ل المرأة لزوجها بسبب رجل آخر ، أو زنى المحارم بين الاب وابته أو الحمو وكنته والام و أبنها المتبني .

ويصور عام 701 قبل الميلاد اشهر حادثة تم إستخدام الخازوق فيها عندما تمرد اليهود على الإمبراطورية الاشورية في العراق

حينها تم محاصرة مدينة لخيش اليهودية لفترة طويلة حتى سقطت وبعد دخول الجيش الاشوري عليها جمعوا جميع المتمردين اليهود وغزوا بأجسادهم السيخ الخازوق وبقوا معلقين بالهواء ..

اذا بس على الخازوق فهذه بسيطة

التعذيب في العصر الاشوري كان يتمثل بسلخ الجلود من اللحم وتم استعمال هذا الأسلوب ضد كل ملوك المماليك السورية الي تم تسقيطها واحتلالها

المضحك المبكي في كل ما يحصل في الشرق الاوسط ان الحكام العرب لم يتعلموا درس العراق بعد..! او انهم عرفوا بالمصيبة او الخازوق الذي “اقعدوه ” لانفسهم بتحريضهم على الاطاحة بالنظام العراقي او تواطئهم- مثلما حصل مع ايران وبعض الدول العربية- على الاقل ظانين انهم بذلك سيسلمون ويريحون ويستريحون.. ولكن ها هي الوقائع على الارض ” تكذب الغطاس” كما يقولون فقد اسفر الغزو الاميركي عن الاطاحة بقوة عربية اقليمية كان يحسب لها الف حساب وظهر ان المستفيد الاول والاخير هما دولتان ليستا عربيتان وهما اس*رائ*يل وايران..! ونحن وان كنا لا نساوي بين ايران واس*رائ*يل على الاطلاق الا ان كليهما لهما مصلحة في بقاء الدول العربية ضعيفة ومفككة – العراق تحديدا بالنسبة الى ايران وكليهما تخشيان قوة اقليمية او وحدة عربية اي بمعنى اخر أن العروبة والقومية العربية صارت في “الباي باي” بالنسبة لايران واس*رائ*يل..! وها هم جهابذة المحللين والكتاب واقطاب السياسة الغربيين والاس*رائ*يليين “يتمسخرون” على الرئيس الامريكي بوش الذي قدم العراق على طبق من ذهب لملالي ايران – رغم انهم فرحين ومسرورين لزوال نظام صدام او العراق كدولة قوية مهابة ومرهوبة الجانب، ولكنهم في المقابل غير مرتاحين لان يصبح العراق ولاية ايرانية ثانية- ..! وللاسف ، تمكن الاحتلال الامريكي من تدمير اهم قوة عربية .. العراق الذي – اكاد اقول – انه تم تحويله من بروسيا العرب الى اس*رائ*يل العرب – الله اكبر- ..! فلا جدال في ان الحكومة الدمية الورقية التي نصبتها امريكا في المنطقة الخضراء هي ذات اجندة امريكية اس*رائ*يلية ايرانية اذا شئتم..!

واظن ان الحكام العرب قد صعقوا لهذه النتيجة المآساوية قبل الامريكيين ولكنهم مثل الذي فعل فضيحة ويحاول ان يداريها او يخفيها بأي شكل من الاشكال او مثل من تعرض لعملية نصب فآثر الصمت خشية فضيحة الاتهام بأنه مغفل وعلى باب الله ودرويش وانه لا يهش ولا ينش ولا ينفع لا في الهدة ولا في السدة..! نعم .. للاسف هذا هو حال الحكام العرب اليوم.. وحال صناع الحرب حتى في الادارة الامريكية..! فقد توهموا انهم سوف يتخلصون من ” الولد صدام” فتخلو لهم خيرات المنطقة من كاز وغاز لا ينازعهم احد عليها، ليعيشوا في تبات ونبات ويخلفون بنينا وبنات..! واذا كان الامريكيون والاس*رائ*يليون بمصيبة او مصيبتين -اي- من قد هرب من الرمضاء الى النار.. – بمعنى التخلص او استبدال ار*ها*ب النظام العراقي السابق بار*ها*ب ايران ومجموعات العن*ف الاعمى- على حد توصيفهم- فان مصيبة حكام المنطقة انهم اصبحوا محاصرين بنار اس*رائ*يل ونار ايران ونار من يسمونهم بالار*ها*بيين والمتطرفين الجدد في العراق وغيره.. لانهم اذا ارادوا ان يصنعوا سلاما مذلا مع اس*رائ*يل – وهم يريدون فعلا- .. ولكنهم قد يتعرضون الى نقمة شعوبهم وامكانية تمردها في وقت من الاوقات .. واذا ارادوا ان يتقربوا من ايران لن تسمح لهم الادارات الاميركية المتعاقبة لان في الامر ” فك رقبة”.. اذ يحذر عليهم تطبيق سياسة حسن الجوار مع ايران ما دامت ضمن محور الشر حسب التصنيف الامريكي..! واذا ارادوا ان يتعايشوا مع قوى الممانعة والمقاومة ، معنى ذلك ان كراسيهم وعروشهم وامتيازاتهم على مدار عشرات السنين قد تذهب ادراج الرياح.. فهم في حيص بيص..! يا ولداه..! بما صنعوه او جلبوه لانفسهم.. فقد تخلصوا من صدام واحد ليطلع لهم الكثير من الصداميين! كمن يخاف من عفريت.. فتطلع له مجموعة من العفاريت او العكاريت..! فما العمل اذن..! ان العمل امام هؤلاء الحكام ومنهم ايران – اذا ارادت ان تسلم من عدوان اميركي اس*رائ*يلي همجي قد يأكل الاخضر واليابس هو في بدء نقد سياسة ادارة بوش الخارجية التي حولت العالم الى جبهة حرب وعن*ف اعمى غير مسبوق والاسهام في التمرد على هذه الادارة ورفض املاءاتها واوامرها المناهضة لحقوق شعوب المنطقة واستمالة الدول المؤثرة في العالم من خلال مخاطبة مصالحها المشروعة في المنطقة العربية لتشكيل ثقل او قطب جديد معارض للسياسات الامريكية الخاطئة بما يضغط على هذه الادارة لتغيير سياساتها بشكل فعلي وحقيقي او ان تواجه مصيرها في الذهاب من اروقة البيت الابيض ومجيء ادارة اكثر اعتدالا وتوازنا واعترافا بمصالح الدول والو قائع على الارض التي تعادي توجهات الادارة الحالية الاميركية في العدوان على الاخرين واللجوء الى الحروب الاستباقية لفرض هيمنتها على العالم..! ولكن ما الذي يحصل عمليا..؟! الذي يحصل عمليا ان الانظمة العربية او الشرق اوسطية تتصرف مثل ذلك الانسان الذي “وع” فيه الضبع.. فضبعه..! وعندما ضبعه اخذ يصرخ “يمه يا ابا” وهو يسير بلا شعور خلف الضبع الذي يسحبه وراءه عمليا الى وكره لافتراسه ..؟! ولا مجال امام هذا الشخص للنجاة بجلده الا اذا قيض الله له من يشج رأسه بحجر فيصحو من غيبوبته، فيطلق ساقيه للريح بعيدا عن وكر الحيوان المفترس..! فمن يلطم هذه الانظمة وبعض القوى التي كانت حتى وقت قريب تعتبر في المعسكر المناهض للسياسات الامريكية العدوانية- من يلطمها على جبينها او صباحها قبل فوات الاوان- كي تعود ربما الى رشدها ووقف الانزلاق الى المصير المجهول والمعتم..؟! لعلها تصحو وتستفيق ولو متأخرا .. وتبتعد عن مسايرة ادارة بوش التي تأخذ العالم الى كارثة محققة او الى نهايته المحتومة..! من..؟ من..؟ يا رب السموات والارض..؟! ام انه خازوق دق ولن يقلع من شرم الشيخ الى سعسع..؟!

    الغرب المتوحش (القديم) هو الذي ابتكر أغرب الوسائل العقابية للإنسان على وجه الأرض.. بدءاً من تقديم البشر كوجبات للوحوش الضارية كالأسود والنمور في الساحات الحجرية المحاطة بالمدرجات والتي شيدت أصلاً لتقديم الفنون القديمة، كالمسارح الرومانية والألعاب المارثونية، والمصارعة الحرة وتشكيلات الفرق الموسيقية للجيوش المنتصرة.. والغرب المتوحش القديم هو الذي اخترع رياضة (الميتادور) التي يصرع فيها الثور الرجل أو العكس.. والغرب المتوحش هو الذي اخترع (الصلب) والحريق والسحل والسمل وتقطيع الأطراف وتمزيق الأجساد على العجلات الدوارة والغرب المتوحش حينما تطور قليلاً هو الذي ابتكر المقصلة والمشنقة و(كسارة البندق) ولربما الخازوق قبل الأتراك.. كل ذلك لكي يعاقب الإنسان.. والغرب المتوحش حينما تحضَّر وأصبح (متقدماً) هو الذي ابتكر أحقر وأعقد وأعتى الوسائل العقابية للإنسان المعاصر بدءاً من الصعق الكهربي.. وغاز الأعصاب وبرك الأسيد وهو الذي قدم هذه المنجزات الحضارية!! للدول المتخلفة لكي تتشبث بها (!!) كأروع انجاز قدمه للانسانية (!!) والغرب المرعب الذي ابتكر أسرع الأسلحة ابادة للإنسان بدءاً من الرشاش حتى القنبلة النووية مروراً بالأسلحة الجرثومية والأوبئة التي ينشرها في العالم.

أقول هذا الغرب (المتوحش/ الحضاري) لماذا (يصطهج) اليوم أي (يضطرب وينزعج) لمجرد أن دولة تقتضي قوانينها السماوية لا الوضعية أن تعاقب أشخاصاً خرقوا نظامها الاجتماعي والأخلاقي والعقائدي ولكن ليس بواسطة أجهزة الغرب العقابية المرعبة بل بمجرد (العصا) و(العصا) فقط (!!) أي ليس بالمقصلة.. أو الخازوق أو الغاز ولاكذلك بالكرسي الكهربائي الرهيب وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على سماحة هذا الدين ورحمته بل ونظرته الرائعة للانسان لا كما ينظر له الغرب عبر وسائله العقابية المهولة.

ونحن إذ نقول ذلك فلأن الغرب (الحضاري جداً) الذي عاد إلى (وحشيته) السابقة تجاهنا لمجرد أن المحاكم الشرعية في بلادنا أصدرت أحكاماً قضائية بـ (الجلد) (بالعصا) لا بالتيار الكهربائي!! بحق بعض الغربيين الذين لم يحترموا نظمنا الاجتماعية والأخلاقية والدينية مما شكل خرقاً فادحاً لـ (حقوق الإنسان في بلادنا) لا خرقاً لحقوق الانسان في الغرب والذي لا يسمح لأي كان أن يخترق أنظمته و(حقوق الإنسان فيه) وأقول عاد إلى وحشيته من خلال جعجعته الإعلامية التي تحاول أن تثنينا عن الالتزام بنصوص شريعتنا السمحة في الوقت الذي لا يُسامح أي مخلوق في الدنيا يخرج عن الالتزام بقوانينه الوضعية مع أنه يعرف جيداً ويعرف مواطنوه الذين يودون العمل أو العيش في أي بلد أنهم ملزمون باحترام قوانينه.. إذن يبقى القول: لا يسعنا إلا أن نردد مع الأمير سلمان: (لنطبق الشريعة وليغضب من يغضب وليرضى من يرضى) انتهى.. ونضيف القول إلى ذلك (العصا لمن عصى) سواء أكان من الغرب أو من الشرق وكذلك السيف أىضاً!!

الخازوق الايراني

زعموا أنه كانت لأكاسرة إيران القديمة طقوس بروتوكولية ماكرة، مثلا، قبل استقبال مبعوث من الممالك الأجنبية كان يحبس لوقت معين في دهليز مظلم حتى تتعود عيناه على الظلام، و لا يسمح له بالدخول إلا حين تأخذ الشمس موقعا من السماء تنفذ أشعتها بشكل مركز من الكوّة التي تتوسط الحائط الذي يتكئ عليه العرش الشاهنشاهي و تقابل مباشرة  باب الدهليز الذي يحتجز فيه السفير.

في تلك اللحظة التي يسمح فيها بالدخول تعمل أشعة الشمس الساطعة على تحييد بصر السفير لمدة ليست بالقصيرة تضاف اثناءها بعض المؤثرات الصوتية يفقد بعدها  سيطرته على رجليه فيخر ساجدا بمحض ارادته امام جلالة ملك الملوك .

كان هذا منذ آلاف السنين أما الآن فقد تغير الأمر كثيرا، لكن المبدأ ظل هو هو. فعندما يزور رئيس دولة أجنبية إيران لا تكتمل زيارته إلا إذا استقبله مرشد الجمهورية. كلمة المرشد هنا  تورية –ؤوفيميزم- تترجم بخيانة مصطلحا كسرويا هو  “مقام عالي رهبري” أي المقام العالي للقائد.

اللقطات التلفزيونية التي تنشرها وكالات الأنباء، عن استقبال المرشد الشاهنشاه لرؤساء الدول الاجنبية لا تركز على تفاصيل الدخول الى حضرة المقام العالي، لكنها تقدم فكرة عامة عنه. يبدو المرشد جالسا على كرسي يمين المشهد  بينما رئيس الدولة الأجنبية على يسار المشهد . الطريف أن رئيس الدولة الأجنبية لا يجلس على كرسي شبيه بكرسي المرشد بل على صُفّة sofa أي اريكة تتسع لشخصين يشاركه فيها نظيره الرئيس الإيراني!

العديد من رؤساء العالم بمن فيهم فلاديمير بوتين نزلوا تلك المنزلة أمام المرشد الإيراني، رغم العيب البروتوكولي الظاهر فيها. فعندما يجلس الرئيس الأجنبي جنبا إلى جنب مع الرئيس الإيراني أمام شخص ثالث، لا يحتاج المرء أن يكون متخرجا من إحدى الجامعات الغربية تخصص علوم سياسية لكي تتبين  له الاهانة التي تلحق بالرئيس الزائر سيما و ان هذا الشخص الثالث اعلى مقاما من “نظيره” الايراني.

اذكر أن اردوغان عندما زار طهران قبل بضعة سنوات أجبر الإيرانيين على كسر هذا البروتوكول و أصر أن يجلس منفردا على كرسي لوحده مقابل الخامنئي، ندا لند. كان ذاك اردوغان، البطل الاسلامي العابر للقوميات،  صاحب “ملحمة” دافوس الكبرى و ولي دم شهداء مرمرة.

لكن الأمور ساءت بعد ذلك لان الرئيس التركي عبد الله غل زار بعد ذلك طهران و اضطر إلى الجلوس على الصفة ذاتها و حافي القدمين ايضا، بالجوارب فقط.

ان يخلع الرئيس التركي نعليه في حضرة المرشد الايراني مسألة لا تتعلق بنظافة حذاء “دولته” بل بقداسة المقام العالي الرهبرى.

خلال الزيارة الأخيرة للرئيس التركي اردوغان إلى طهران جلس المسكين على الصفةsofa الإيرانية بصفته رئيسا بعد أن رفض أن يجلس عليها عندما كان رئيس وزراء. الايرانيون رحموا “عزيز القوم” الذي ذل فأعفوه من خلع النعلين .

الخازوق الذي جلس عليه اردوغان في حضرة الشاهنشاه الإيراني الجديد لم يجلب العار للأمة التركية وريثة أمجاد السلاجقة و العثمانيين فقط بل جلب الشنار الى كل الأمم الطورانية في العالم اذربيجان و تركمنستن و طجكستن و كزخستن و غيره.

و منذ الحروب الاسطورية بين افراسياب و رستم لم يسبق لطوراني ان جلس جلسة ذل و مسكنة امام ايراني كجلسة اردوغان امام الخامنئي، لذا لا يمكن مقارنة التنافس بين إيران و تركيا بمثله بين إيران و جيرانها الآخرين فباكستان و اس*رائ*يل و السعودية دول تاريخها قصير جدا على الأقل اقصر بكثير من تاريخ بريطانيا العظمى . الصراع بين الأتراك و الإيرانيين أو بين طوران و إيران صراع مسجل على لائحة التراث الثقافي العالمي، انه ملحمة طويلة من حروب الكر و الفر لخصها ابو القاسم فردوسى في حوالي ستين ألف بيت شعر.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!