مقالات دينية

طريقة دخول الخطيئة إلى جميع البشر

وردا اسحاق

وردا اسحاق

 

 

 

طريقة دخول الخطيئة إلى جميع البشر

بقلم / وردا إسحاق قلّو

خلق الله الإنسان على صورته ومثاله ، خلقه نفساً عاقلة وطاهرة . خَلقًه ُمستقيماً ( جا 29:7) .

ما طلبه الله من آدم هو الإلتزام بوصيته الوحيدة ، وهي الصوم من تناول ثمرة شجرة معرفة الخير والشر ، متهدداً أياه بأنه يوم يأكل منها موت يموت ! لكن الشيطان الذي دخل في الحية اغوى حواء بعد أن أغراها لتأكل من الشجرة ،  فأكلت وأعطت لبعلها أيضاً فأكل ” تك 3 ” فاستحقا عقوبة الموت ، وهكذا صار نسل آدم الموجود في صلبه كله خاطئاً ومحكوماً بالموت . لأن الحكم الصادر من الله شمل كل ذرية آدم .

الوحي الإلهي صريح في أقواله ، وضحّهُ لنا الرسول بواس بقوله ( من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم ، وبالخطيئة الموت ، وهكذا أجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع … لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرين خطأة ) ” رو 5: 12 ، 19 ” .

وكذلك يشهد الكتاب المقدس عن عموم الجنس البشري ، يقول ( بأن الكل قد زاغوا معاً وفسدوا ليس من يعمل صلاحاً ، ليس ولا واحد ) ” مز 3:14″ ( والجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله ) ” رو 23:3 ” فكل إنسان يولد في الخطيئة الموروثة ، لهذا قال داود ( هانذا بالأثم صورتُ وبالخطيئة حبلت بي أمي ) ” مز 5:51 ” .

آدم وكل مولود منه هو جسد وروح . لكن وصية الله تتعلق بالروح لا بالجسد الحيواني ، فالوصية الإلهية لن تتوجه إلى الجسد مباشرةً ، بل عن طريق الروح . والجسد هو فقط المسكن الوقتي للروح ، والروح أبدي . فحُكم السماء على الإنسان ينصَّب أولاً على الجزء المدرك العاقل والخالد ، ثم على الجسد الزائل . لأنه إذا كان الحكم يشمل موت الجسد فقط ، لمات آدم في الحال عندما أكل من الشجرة ، لأن كلمة الله لا تسقط سقوطاً ، ولا توجد قوة في العالم تستطيع أن تعيق نفاذها . فبما أن آدم لم يمت حالما أكل الثمر ، بل بقي مئات السنين . إذاً حكم الموت نفذ على الروح التي انفصلت عن روح الله في الحال ، والتي كانت أساساً من روح الله ، فمات آدم موتاً روحياً أولاً كما يموت الجسد عندما يغادره الروح . كثيرون من البشر هم موتى في الروح علماً بأن أجسادهم حية ، لهذا قال الرب يسوع للذي أراد أن يتبعه بعد أن يدفن موتاه ( دع الموتى يدفنون موتاهم ) كذلك أشار الرسول بولس بقوله للخطاة ( وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا ) ” أف 2: 1، 5 ” . كما قال أيضاً ( ونحن أموات بالخطايا ، أحياناً مع المسيح … ) ” أف 5:2″ . فهل من المعقول كان الرسول وأهل أفسس أمواتاً بالجسد ومدفونين في الأرض ، أم كانوا موتى بالروح بسبب الخطايا والذنوب ؟

كذلك يوحنا الرائي كتب في سفر الرؤيا “2:3” ( إني عالم بأعمالك ، فأنت حي بالأسم ، ولكنك ميّت فعلاً ) . قلب الإنسان هو مركز الإيمان والحياة ، لهذا ركز على أهميته الرب يسوع  ، فقال ( فمن القلب تنبع الأفكار الشريرة ، الق*ت*ل ، الزنى ، الفسق ، السرقة ، شهادة الزور … هذه الأمور تنجس الإنسان … ) ” مت 15: 19-20 ” . فعلى المؤمن إذاً أن يصون قلبه جيداً من شعور وعواطف وأعمال دنسة تدفعه إلى الموت الأبدي وهو ما يزال حي في الجسد .

أخيراً نقول : كل إنسان ضعيف ومعرض للأخطاء لهذا عليه أن يكون يقضاً لكي لا يسقط في التجارب بسبب إغراءات هذا العالم ، والكل بحاجة إلى العلاج وذلك بالعمل من أجل الحصول على الغفران . وذلك بالشعور بالذنب اولاً ، وإعلان التوبة والمصالحة مع الله بطلب الصفح منه ، ولكن يجب أن يكون مقروناً  بصفح لأخيه الإنسان ( أغفر لنا خطايانا ، كما نحن أيضاً نغفر لمن أخطأ إلينا )  , هكذا يعود المؤمن إلى الله ، والله إليه ، فيحصل الفرح في السماء والأرض .

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!