آراء متنوعة

نجمٌ أفل

عمار محمد اغضيب

بعد وفاة جُلِّ الشعراء الفطاحل العرب وأكابرهم، وأبتعاد من تبقى منهم وهم قلة عن كتابة الشعر ، اضحت الساحة الشعرية العربية عموما – وان لم تخلو من المبدعين حاليا – تفتقد إلى أسماء كبيرة تكون أمتدادا لنجوم كانت مضيئة في سماء الشعر ، فمن المتعارف عليه في السابق تواصل السلسلة من جيل إلى جيل ، فتتجدد الدماء بتجارب شعرية واعدة تغدو بعد حين أرقاما صعبة في سجل المحافل الأدبية العربية ، على الرغم لأفتقاد المراحل الزمنية السابقة التي ظهروا فيها من وسائل التواصل الإلكترونية الصارخة في الحداثة التي ننعم بها الان ، إذ كان الامر مقتصرا في السابق على ما تفرزه المهرجانات والمحافل التي يشتركون بها ، أو تنشره الصحف والمجلات ودواوين الشعر التي خدمتها الذائقة الثقافية المتقدة لدى المثقف العربي وقتها.

هناك أسباب كثيرة أدت إلى ذلك، سأتجنب الخوض فيها لأركز على قضية مهمة رئيسة ناجعة أفتقدتها القصيدة العربية إلا وهي القضية ا*لفلس*طينية بما تحمل من إرهاصات كانت تشغل بال ووجدان المواطن العربي عموما ، فغالبا ما يكون وقع هذا النوع من القصائد أثيرا لدى المتلقي فيغلبهم الح*ما*س والعن*فوان، فهناك فئة من كبار الشعراء ممن كان الأعم الأغلب لقصائدهم تدور حول هذه القضية المحورية لدى العرب ،فظهر مصطلح شعر المقاومة متمثلا بأسماء بارزة جدا في هذا المجال كمحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زيَّاد و مظفر النواب واحمد مطر …، وغيرهم كتبوا قصائدا أشعلت جذوة الوجدان العربي لتغدو خالدة الى أجيال تعاقبت على جيلهم.

وبرزت كتبٌ ودواوين شعرية لازالت شاخصة لدى القلوب والفكر من وتريات ومراثي ولافتات..وغيرها

كما أن بقية الشعراء قد أفاضوا في هذا اللون من الشعر كثيرا ، إذ كان الح*ما*س العربي على أشده وإن لازال ذلك ولكن على نزر اما اليوم ، فقد انطفى البريق لدى أغلب الشعراء العرب فلم يبق إلا القليل ممن استمر بهذا النهج ، ولم تعد قصيدة المقاومة تثير المتلقي العربي وتلهب ح*ما*س الجماهير ، على غرار قصائد تتناول مواضيع أخرى بعيدة عن الشأن العربي المشترك ، الأمر له تفسيرات عدة استبعد منها الجانب الفني اولا ، لأبرِزَ العاملين السياسي والاعلامي وتأثيرهما السلبي ، فأضحى الشعر الذي يدور حول محور النصرة مقصي لايُسمع .

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!