مقالات

سيارات يخشاها وزراء الإعلام

ظاهرة فردية مؤثرة ومتداولة هذه الأيام على منصات التواصل بين العرب، أبطالها ليسوا من المشاهير، وغير معروفين على الصعيد التلفزيوني أو السينمائي، لكنهم اصبحوا من نجوم اليوتيوب والتكتوك، واستطاعوا استقطاب ملايين المتابعين والمشاهدين من خلال مقاطعهم المصورة داخل سياراتهم الشخصية. ربما كانت الكويتية (شيخة أحمدي) أول من ابتكر البث من داخل سيارتها على شكل مقاطع قصيرة وصلت مباشرة إلى قلوب الناس. ذلك لأن البطانة الإسفنجية أو البلاستيكية للمقاعد داخل السيارة والسقوف والأرضيات المطاطية تهيئ الاجواء المناسبة للتسجيل بدون ضوضاء، وكأنها استوديوهات مصغرة. ثم ان الجلوس خلف المقود يمنح صانع المحتوى حرية الإبداع في البوح بما يريد الإفصاح عنه. .
فعلى الرغم من خصوصية المحتوى الذي كانت تقدمه (شيخة) باسلوبها الساخر الموجه حصرياً ضد الرجال. لكنه اصبح ظاهرة قفزت سريعاً إلى عالم السياسة، ثم تطورت وانتشرت على نطاق واسع على يد الناشطين العرب خارج أوطانهم بمقاطع تجريحية لا تخلو من المشاكسة، وغالباً ما تكون مشحونة بالنقد اللاذع، واحيانا تأتي مصحوبة بسيل من الشتائم واللعنات ضد كبار الساسة في مصر والأردن على وجه الخصوص، وضد الوزراء وقادة الجيوش على وجه العموم. .
اما القاسم المشترك لأرباب هذه المقاطع المصورة فهي:-
– غالبية منتجيها من النساء المغتربات. .
– لا يزيد طول كل مقطع على عشر دقائق ولا يقل عن خمس دقائق. .
– معظم البث من خارج البلاد العربية. .
– غالبيتهم من المصريين ثم الأردنيين فالسوريين فالتونسيين حسب الترتيب من الأكثر إلى الأقل، وربما استطاعت الناشطة (منى الشاذلي) تسجيل المعدل الأعلى في المشاهدات. .
– معظمهم من المعارضين لكنهم يحملون جنسيات أوروبية وأمريكية. .
لقد نجحت هذه الظاهرة في ازعاج السلطات الدكتاتورية الحاكمة، وذاع صيتها بين الأوساط الشعبية، الأمر الذي اضطر أبواق الحكومات إلى تقليدها لكنهم فشلوا في الاستحواذ على قلوب الناس، وعجزوا عن مواجهة ظاهرة البث الحيوي من وراء مقود السيارات. .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!