سوريا.. تغيّر مفاجئ في الموقف الأمريكي حيال المقاتلين
أعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا عن تفاهم مع دمشق بشأن السماح للمقاتلين الأجانب بالانضمام إلى الجيش السوري، وعلى أثر ذلك نقلت رويترز عن مسؤول سياسي في الحزب الإسلامي التركستاني في سوريا، أن الحزبَ انحلَّ رسميا وانضمَّ إلى الجيش السوري، وأنه سينضمُّ ما يقارب 3500 عنصر من المقاتلين التركستان الى الجيش السوري في وحدة خاصة مُشكَّلة حديثًا.
كان وضع المقاتلين الأجانب معضلة، تهدّد استقرار سوريا، إذ كان ترامب قد طلب من الشرع إخراجَهم من سوريا، وهو أمر ليس باستطاعة الشرع، ناهيك عن حاجته الماسة إليهم.
يبدو أن الأمريكان قد غيّروا موقفَهم، واقتنعوا بدمج هذه الفصائل بالجيش السوري كوحدةٍ عسكرية، اسمها “الوحدة 85″، تابعةٍ للجيش السوري، وبذلك تمّت معالجةُ هذه المعضلة، من جهةٍ، وتمّ حصرُ هذه الفصائل في مدينة حلب، التي ستصبح، مستقبلًا، مركزا لاستقطاب واستقرار كافة الفصائل الإسلامية المسلحة في العالم، من جهةٍ أخرى.
يُذكّرني هذا الموقفُ بالتقرير الاستخباراتي المنشور في مجلة “كيفونيم” الاستخباراتية عام 1982م، والمُعَدِّ من قبل موظف الاستخبارات “عوديد إينون”، وهو تقرير استراتيجي يتحدّث عن تقسيم الدول العربية من المنظور الإ*سر*ائي*لي الاستراتيجي، ويشير إلى تقسيم سوريا إلى أربعة أقسام، الشمال السوري (الكردي العلوي)، وحلب السنّية، ودمشق السنّية المعادية لسنّة حلب، والجنوب الدرزي المتاخم لحدود إس*رائي*ل.
المثيرُ في التقرير، حسب التصور الاستراتيجي الإ*سر*ائي*لي، هو وجودُ كيانين سُنِّيَّين مُتعادِيَين.
ومعلوم، أن معظمَ المقاتلين الأجانب لا يتقبّلون تقاربَ الشرع من أمريكا وإس*رائي*ل، وبعضُ هؤلاء يعتبرون حكومةَ الشرع، حكومةً مُرتدَّةً، لذلك يتمّ التخطيط لفرزهم، وتوطينهم، وإبقائهم تحت السيطرة.
وهذا يعني، بالضرورة، خلق كيانين سنيّيَن متعارضَين، في ظلّ دولةٍ سوريةٍ كونفدراليةٍ عاصمتُها دمشق.
تركيا وأمريكا، من خلال اللجنة المشتركة، وتركيا وإس*رائي*ل، من خلال محادثات أذربيجان، تسعى إلى رسم النظام الجديد في سوريا، والذي سيكون نظاما كونفدراليا، لدولة سوريا المُوحَّدة.
وسيتجلّى شكلُ هذا النظام السياسي في الأشهر القادمة، رويدا رويدا، بعد ظهور العديد من البوادر، كهذا التغييرِ الاستراتيجي في الموقف الأمريكي حيال الفصائل المسلحة الأجنبية، وتقدّمِ المفاوضات بخصوص اتفاق السلام المُوقَّع من قبل الشرع ومظلوم كوباني، وتطوراتِ عملية السلام في تركيا.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.