مقالات دينية

سلسلة الرجوع الى الله الجزء الرابع ..♰..♰..♰

من أهم وسائل الرجوع إلى الله اختيار الأب الروحي للمؤمن .
لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ لَكُمْ رَبَوَاتٌ مِنَ الْمُرْشِدِينَ فِي الْمَسِيحِ، لكِنْ لَيْسَ آبَاءٌ كَثِيرُونَ. لأَنِّي أَنَا وَلَدْتُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِالإِنْجِيلِ. 1 كورنثوس 4 : 15
هنا جوهر لاهوت وجود الأب الروحي في حياة المؤمن فالأب الروحي قد أدخلنا في سر الخلاص بالمعمودية  ويكمل ولادتنا بواسطة الكلمة المقدسة في الإنجيل .
المفهوم الخاطئ للأب الروحي هو أن نجلس مع الأب الروحي ونسرد أمامه ما فعلناه من خطايا وأن نكشف أمامه كل أسرار حياتنا وبالطبع هذا مفهوم خاطئ تماما .
في سر الاعتراف والتوبة نجلس أمام الأب الروحي ونشكو له ضعفات نفوسنا طالبين الإرشاد منه بحسب الكلمة الإلهية في الكتاب المقدس فهو يساعدنا على السير في طريق خلاص نفوسنا ويساعدنا ويصلي لأجلنا لا فقط لغفران الخطايا بل لخلع أي خطيئة من جذورها لنحيا مع المسيح وهذا ثابت من كلمة الرب في العهدين القديم والجديد .
6 «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا عَمِلَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ شَيْئًا مِنْ جَمِيعِ خَطَايَا الإِنْسَانِ، وَخَانَ خِيَانَةً بِالرَّبِّ، فَقَدْ أَذْنَبَتْ تِلْكَ النَّفْسُ.
7 فَلْتُقِرَّ بِخَطِيَّتِهَا الَّتِي عَمِلَتْ، وَتَرُدَّ مَا أَذْنَبَتْ بِهِ بِعَيْنِهِ، وَتَزِدْ عَلَيْهِ خُمْسَهُ، وَتَدْفَعْهُ لِلَّذِي أَذْنَبَتْ إِلَيْهِ. سفر العدد 5
وفي ما بين العهدين لنرى
وَخَرَجَ إِلَيْهِ جَمِيعُ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَأَهْلُ أُورُشَلِيمَ وَاعْتَمَدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ. مرقس 1 : 5 وكذلك متى 3 : 6
والأمر ذاته في الكنيسة الأولى لنرى
وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ، أعمال الرسل 19 : 18
وأكد الرسول يوحنا في رسالته الأولى على هذا المبدأ بقوله :
إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. 1 يوحنا 1 : 9
مع تعقد الحياة المعاصرة ما زال شعبنا المسيحي والأرثوذكسي بشكل خاص حياة روحية عشوائية بلا ضوابط تحكم سلوكه الروحي فهو يصلي متى شاء ويصوم بمزاجية متى يشاء ويتناول الأسرار المقدسة كما يشاء ويحضر القداس والصلوات متى شاء فهو يعيش العشوائية بالكامل .
يخبرنا الرسول بولس في الإنجيل أن الله ليس إله تشويش بل إله نظام حيث يقول :
لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ، كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ. 1 كورنثوس 14 : 33
وأيضا :
وَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ. 1 كورنثوس 14 : 33
لهذا على جميع المؤمنين تنظيم صلواتهم الخاصة وصومهم والاشتراك في الافخارستيا المقدسة بحسب إرشادات الأب الروحي لنسلك في كل أمر بلباقة وترتيب كما يطلب الرسول بولس فنسير بخطى ثابتة في الطريق المؤدية للرجوع إلى الله .
على من يريد الرجوع الفعلي إلى الله أن يبتعد عن العشوائية ويعين له أب روحي ينظم علاقته بالله فشعبنا بكل أسف لم يتعود اللجوء للأب الروحي في أموره الحياتية إما بداعي الكسل أو الخجل أو تصرفاتنا نحن الكهنة التي في كثير من الأحيان تسبب عثرة للشعب .
ولكن لنطرح كل هذه الأمور ولنطلب مساعدة الأب الروحي لتنظيم حياتنا راجعين بخطوات ثابتة نحو الله
آمين

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!